الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
مؤشّرات جديدة تؤكد دور الشوفان في تخفيض الكوليسترول
منذ 50 عاماً والعلماء يشيدون بدور الشوفان في تخفيض الكوليسترول في الدم، ويساهم بالتالي في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ولكنّهم دائماً ما كانوا يعتمدون على الكوليسترول الضار LDL كمؤشّر لهذا التأثير.. أما اليوم، فقد بدأت أدلةٌ جديدة بالظهور لتمنح العلماء مؤشراتٍ أكثرَ دقّةً يمكن لهم من خلالِها أن يدعموا دور الشوفان في محاربة الكوليسترول.
يعتبر الشوفان مصدراً غنياً بالبيتا غلوكان β-glucan، وهو واحدٌ من أنواعِ الأليافِ التي تتّسم بلزوجتها وقابليّتها للذوبان، والتي يبدو أنها المسؤولة عن الآثار المفيدةِ والعديدةِ للشوفان. ويعود تاريخ الشوفان في التغذية إلى العام 1963، حين أُجريت أول دراسةٍ من نوعها لتبحث استبدالَ الخبزِ الأبيض بخبزِ الشوفان المصنوعِ من رقائق الشوفان المحمصة، ووُجد حينها أنه ساعد في خفضِ نسبة الكوليسترول الضار LDL.
اليوم، وبعد مرور خمسين عامٍ على إجراء تلك الدراسة، جاء فريق الباحث الدكتور Vladimir Vuksan ليقوم بدراسة مراجعة وتحليلٍ تُلويّ Meta-analysis للأدلّة السابقة حول تأثير الشوفان على مؤشرات ارتفاع كوليسترول الدم. بلغ عدد الدراسات السريرية التي راجعَها الفريق 58 بحثاً، شملت ما يُقارب الأربعةَ آلافِ شخصٍ من مختلفِ أنحاء العالم، وتمّ فيها تقييمُ تأثير النظامِ الغذائيّ المقوّى بأليافِ البيتا غلوكان من الشوفان، ومقارنَتِها بأنظمةٍ غذائية غنيّةٍ بالكوليسترول الضار. ولأوّل مرة، عُنيَ الباحثون بمؤشراتٍ جديدة عدا الكوليسترول الضار LDL، وهي مستويات الكوليسترول الكلي باستثناء النوع المفيد مرتفع الكثافة HDL، أو ما يُعرف اختصاراً بـ Non-HDL Cholesterol، إضافةً إلى مؤشّرٍ آخر هو صميمُ البروتين الشحميّ Apolipoprotein B (ApoB)، وهو بروتينٌ يحمل الكوليسترول الضار في الدورة الدموية. ويعتبرُ هذان المؤشران أكثرَ دقّةً من الـ LDL منفرداً، إذ أنّ مستوياتِ الكوليسترولِ الضار قد لا ترتفع لدى الأشخاص المصابين بمتلازمةِ الاستقلاب والسّكري من النوع الثاني، وهذا ما يجعلُ هذه المؤشّرات أكثر كفاءة في تقييم الوضع الحقيقي للكوليسترول وتفادي التبَعات التي يمكن أن تنتج عن اختلالِ مستوياتِه.
وقد خَلُص التحليل الذي أجراهُ الفريق إلى أنّ تناولَ أليافِ الشوفان قد قلّلَ من المؤشرات الثلاث مجتمعةً، ووُجِد أنَّ الأنظمةَ الغذائيةَ المقوّاةَ بـ 3.5 غرام/اليوم من ألياف بيتا غلوكان قد حسّنت من نسبِ الكوليسترول الضار الذي انخفضَ بمعدّل 4.2%، ومستويات الكوليسترول الكلي عدا HDL التي انخفضَت بمعدّل 4.8%، وأخيراً صميم البروتين الشحمي ApoB الذي انخفضَ بنسبة 2.3%.
وبحسب الدكتور Vuksan، فإنّ استهلاكَ الكميةِ الموصى بها من أليافِ الشوفان قد يكون صعباً بالاعتمادِ على تناول الشوفانِ فقط، ولذلكَ فإنّهُ ينصحُ بزيادةِ استهلاك نخالةِ الشوفان على اعتبارِها الجزءَ الأغنى بالألياف. فكوبٌ من نخالةِ الشوفان يعطي 88 سعرةً حراريةً فقط، ويحتوي على نفس كمية البيتا غلوكان الموجودة كوبين من الشوفان بمحتوى حُريري يُقدّرُ بـ 166 سعرةً حرارية. وبشكلٍ عام، يمكن تناولُ نخالةِ الشوفان كحبوبٍ للفطور، أو أن يُنثرَ على اللبن، أو يُضافَ للأطعمةِ المخبوزة (علماً أنّ انخفاضَ محتواهُ من الغلوتين قد يجعلُ قوامَ المخبوزاتِ متماسكاً وقليلَ المرونة).
المصدر: هنا