الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
اللوز ومرضى الشريان التاجي
خلال السنوات القليلة الماضية، سُجلت زيادةٌ كبيرةٌ عالمياً في حالات فرط حمض اليوريك hyperuricemia، للأفراد ذوي الانماط الغذائية الغربية، حيث يعد ارتفاع حمض اليوريك في الدم uric acid (UA) مؤشراً على الفشل الكلوي، كما قد يكون مرتبطاً بمرض الشريان التاجي (CAD) Coronary Artery Disease، ويُعتمد كمؤشرِ إنذارٍ لانتشار المرض وخطر الوفاة بغض النظر عن بقية عوامل الخطر الأخرى؛ وحتى عند المرضى الذين لا يحتوي تاريخُهم على أمراض القلب والسكتة الدماغية ارتبط ارتفاع حمض اليوريك UA بخطر السكتة الدماغية و الجلطة القلبية، حيث إن ارتفاعَ حمض اليوريك في الدم بنسبة 1 ميلي غرام/ ديسيلتر يؤدي إلى ارتفاع خطر الوفاة بسبب مرض الشريان التاجي بنسبة 12%، ويعتقد أن هذا الارتباط يكون أقوى لدى النساء، ولكن هنالكَ بعض الدلائل التي تشير إلى أنَّ ارتفاعَ حمض اليوريك لدى الرجال متوسطي العمر يُعد عامل خطرٍ للأوعية الدموية الوعائية والوفاة.
يعمل حمض اليوريك كمضادٍّ للأكسدة، الأمر الذي يُضعِف دورَه المُسبب للأمراض المزمنة، لكن لايزال تراكُمُه علامةَ خطرٍ مَرَضيةٍ بحسب التحليل التلوي meta-analysis و المراجعة المنهجية systemic review التي تظهر علاقةً هامة بين فرط حمض اليوريك و مرض الشريان التاجي، إضافةً إلى دوره في صحة الأوعية الدموية القلبية.
ويُعد اللوز واحداً من المكسرات التي بينت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية U.S. FDA قدرَته على الحد من خطر الأمراض القلبية الوعائية CVD، حيث أظهرت حمية اللوز لفأرٍ مصابٍ بمرضٍ قلبيٍّ وعائيٍّ قدرتَها على منع تراكم حمض اليوريك.
وفي دراسةٍ حول احتمال تخفيض حمض اليوريك لدى مرضى قصور الشريان التاجي بتناوُلهم اللوز، تطوع 150 مريضاً بمرض الشريان التاجي من عيادات أمراض القلب في مستشفى جامعة آغا خان في كراتشي The Aga Khan University Hospital ، حيث تم استبعاد المرضى الذين يستهلكون المكسرات بمعدل أكثر من 15 غرام في اليوم ثلاثة أيام أسبوعياً، وكذلك المرضى الذين يعانون حساسية المكسرات. ومن ثم تم تقسيم المرضى بشكلٍ عشوائيٍّ إلى ثلاث مجموعات: مجموعة بلا تدخل (بدون لوز) (NI)، مجموعة اللوز الباكستاني (PA)، وأخيراً مجموعة اللوز الأمريكي (AA).
تم سحب عينات دمٍ من المتطوعين وتسجيلُ المؤشرات الحيوية (كوزن الجسم وضغط الدم). أُعطيت أول مجموعة (NI) تعليماتٍ بعدم تناول أي نوعٍ من المكسرات وخاصةً اللوز خلال فترة الدراسة، بينما كان على المجموعتين (PA) و(AA) تناول ما مقداره 10 غرامات/ اليوم من اللوز بالطريقة التقليدية ( يُنقع طوال الليل ويُتناول قبل الإفطار صباحاً بعد تقشيره)، بعد 12 شهراً من الانتظام والمتابعة تم جمع عينات دم وقياس ضغط الدم ووزن الجسم و تسجيل المؤشرات الحيوية مرةً أخرى .
أظهرت النتائج بعد ستة أشهر انخفاضَ حمض اليوريك لدى المجموعة التي تناولت اللوز الباكستاني (PA) مقارنةً مع المجموعة التي منعت من تناوله(NI) بنسبة 15% لدى الذكور و12% لدى الإناث، أما المجموعة التي تناولت اللوز الأمريكي فقد انخض حمض اليوريك لديهم بنسبة 17% للذكور و19% للإناث.
استمر حمض اليوريك في الانخفاض لدى المجموعتين اللتين تناولتا اللوز، فانخفض بعد 12 شهراً بنسبة 17% للذكور و16% لدى الإناث الذين تناولوا اللوز الباكستاني، أما المجموعة التي تناولت اللوز الأمريكي فقد سجلت معدل انخفاض بنسبة 21% و 20% للذكور والإناث على التوالي.
يعتبر اللوز غنياً L-أرجينين الذي يعد ضرورياً لإنتاج أوكسيد النيتريك، وقد بينت بعض الدراسات أن مكملات L-arginine الصناعية ساهمت بعكس فرط حمض اليوريك عند الفئران والذي كان سبباً في ارتفاع ضغط الدم، مع ذلك فإن ضغط دم المشاركين في الدراسة كان ثابتاً على مدى 12 شهراً، وذلك لأن جميع مرضى الشريان التاجي تقريباً يتبعون علاجات ضغط الدمAnti-hypertensive وبالتالي بقي ضغط الدم ضمن المستوى الطبيعي .
إن الآلياتِ الدقيقة لعمل اللوز في خفض حمض اليوريك لم يتمَّ اكتشافُها بعد، كما أنَّ الدراسةَ تضمنت بعض القيود، حيث شملت فقط المرضى ذوي مستويات كوليسترول سيِّئ LDL مثالية ومستويات كوليسترول جيد HDL أقل من المثالية وهذه العينات لا تمثل جميع مرضى الشريان التاجي CAD.
للمزيد حول فوائد اللوز يمكنكم قراءة المقال التالي: هنا
المصدر: هنا