الهندسة والآليات > التكنولوجيا
دراجةٌ فريدةٌ تكسرُ حاجزَ أسرعِ مركبةٍ يقودُها الإنسان.
بفضلِ دراجة ETA ذاتِ الهيكلِ المقاومِ للهواءِ والمصنوعةِ من أليافِ الكربونِ خفيفةِ الوزنِ والمُزوَّدةِ بمقعدٍ خلفيٍّ خاصٍّ للسائقِ، فقد تمكَّنَ السائقُ "تود ريتشارت" من الوصولِ إلى سرعةٍ قريبةٍ من سرعةِ السياراتِ في صحراءِ نيفادا. تجاوزت هذه الدراجةُ الرقمَ القياسيَّ السابقَ 86.65 ميلاً في الساعة (139.46kph) المسجل في 19 سبتمبر 2015 في نفس المكان، وسجَّلت رقماً قياسياً جديداً يزيدُ عن سابقهِ بـ 4.8 كم/سا، وذلك ضمن التحدي العالمي للسرعات التي يمكن للإنسان الوصول إليها لعام 2016.
يقولُ فريقُ Aerovelo المسؤول عن هذا الإنجاز: "حققت هذه الدراجةُ قفزةً هائلةً مقارنةً مع سابقاتها من الدراجات التي تراوحت فروقُ السرعة بينها بـ 0.16 كم/سا خلالَ العقدِ الأخير، ومن خلال مجال السرعة الجديد هذا فقد تمكنت ETA من استحقاق عنوان اسمها "المركبةُ ذات المردودِ الأعلى"".
وإلى جانب أهميةِ الاستفادةِ من سائقٍ ذي لياقةٍ عاليةٍ لبلوغِ هذه السرعة، هنالك أيضاً بعض الإجراءاتِ المهمّة الأخرى كتخفيفِ الاحتكاكِ ومقاومة الهواء، فقد قام الفريقُ ببناءِ هذه الدراجةِ بمركزِ ثقلٍ منخفضٍ جداً وبإطاراتٍ يدويةِ الصُنعِ وبوزنِ 25 كغ فقط من دون السائق.
ترينا القصةُ الكاملةُ للفريق كم للأمورِ الدقيقةِ من أهميةٍ عندما نتحدث عن مثلِ هذه المركبات، على سبيل المثال؛ حشرةٌ مسحوقةٌ على مقدمةِ الدراجةِ كانت كفيلةً بتحطيم فرصةِ الفريقِ بالوصول إلى تلك السرعة العظمى. وكان على المهندسين أيضاً التعاملَ مع تأثيرِ تمايلِ السرعةِ غيرِ المبررِ عبر استخدام مُخَمِّدِ توجيهٍ مطاطيٍ. وتلعبُ الحرارةُ والرياحُ أيضاً دوراً في هذه القضية؛ فقد حالَ الجوُّ الحارُّ الذي واجههَم في نهايةِ الأسبوعِ دونَ قدرتِهم على تحطيم الرقمِ القياسي في التجارب الأولى، إلا أنَّ عزيمةَ الفريق وإصراره مكّنهم من تحطيمِ الرقمِ القياسيّ في تجارب أُخرى، يقول الفريقُ تعقيباً على هذا: "لقد تعلّمنا -مما مررنا به في هذه السنة- درسَين أثّرا بشكلٍ كبيرٍ على نفسيةِ فريقنا؛ الدرسُ الأولُ: مهما كنّا نظنُ بأننا نعرفُ فإنّنا سنبقى متواضعين أمامَ قسوة الواقعِ في هذا العالم، والدرس الثاني: من المهمِّ أن نكونَ على أهبةِ الاستعدادِ والتركيزِ لكلِّ شوطٍ واحدٍ ولكن في النهايةِ ليس هنالكَ ما يمكننا فعلهُ أمامَ الجوِّ أو الحشراتِ عدا جاهزيتنا التامة وردةِ الفعلِ المناسبة".
أُنشِئَ فريقُ Aerovelo في عام 2010 من قبل تود ريتشرت وكاميرون روبرتسون، وقد صُنعَت ثلاثُ دراجاتٍ قبل دراجة ETA بهدفٍ أساسيٍّ هو تحطيمُ حاجزِ السرعةِ والأرقامِ القياسيةِ، وعلى عكس الموديلات السابقة فإن ETA لا تحتوي على أيّةِ قمرات أو نوافذ للقيادة، بل يعتمدُ المتسابقُ على شاشةٍ وكاميرةِ فيديو تُظهِر له المؤشرات الحيوية وإحصائيات السرعة.
وكما تعتقد صديقي القارئ فإنَّ كلَّ شيءٍ داخلَ سياجِ هذه الدراجة مُجَمّعٌ بطريقةٍ مُحكَمةٍ ودقيقةٍ، فالعجلات تبعد 4 مم فقط عن الهيكل وتصل لسرعة 1200 دورة بالدقيقة كسرعة عظمى.
تابعوا معنا الفيديو التالي الذي يشرح بعضَ ما قام به الفريقُ عند صنعهم لهذه الدراجة:
وكما ترى عزيزي القارئ فإنّ مستوى هذه الدراجة متقدمٌ جداً عن مستوى دراجتك الخاصة، ومع ذلك فإذا كنت تملك مقياسَ سرعةٍ خاصٍ بدراجتك فيمكنك مقارنتها مع سرعة دراجة ETA ومشاركتنا برأيك.
المصدر: