الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
كيف تؤثر مكونات البصل على الخلايا السرطانية في المبيض؟
البصل، من أهمّ الموادِ الغذائيّةِ منخفضةِ السّعراتِ الحراريّةِ، كما أنّه غنيّ بالفيتاميناتِ والمعادنِ ومُضاداتِ الأكسدة. وقد بيّنَت العديدُ من الدراساتِ الفوائدَ الصحيّةَ التي تمتلكُها هذه الخضروات اللاذعة، والتي تتراوح بين تقليل أعراض الاكتئاب وصولاً إلى تخفيفِ مخاطرِ بعضِ أنواعِ السرطانات، وتُركّزُ الدراسةُ الأخيرة على مركّبٍ معيّنٍ في البصل من شأنِهِ أن يُساعدَ في مكافحةِ سرطانِ المبيض. يأتي البحثُ من جامعة Kumamoto University اليابانية، والذي نُشرَت نتائجُه في مجلة Scientific reports.
يعتبر سرطان المبيض الظهاريّ EOC – وفق دراسةِ مراجعةٍ أجرتها منظمةُ الصحّة العالمية WHO عامَ 2014 – النوعَ الأكثرَ شيوعاً بين سرطانات المبيض جمعاء، وبنسبةِ 40% لاحتمالِ الحياةِ لمدة 5 سنواتٍ بعد العلاج. وهذا يعني أن الحاجةَ للعلاجِ الفعّال مُلحّةٌ للغاية، فعلى الرغم من أنّه يحتلّ المرتبةَ العاشرةَ من بينِ الأورامِ الخبيثة التي تُصيب الإناث، إلا أنّه الخامسُ من حيثُ التسبّبِ الوفيات. كما يُعاني حوالي 80% من مرضى سرطان المبيض الظهاري من الانتكاسِ بعد العلاجِ الكيماويّ الأولي.
حاولَ العلماءُ البحثَ في تأثيرِ أحدِ مركّبات البصلِ ويدعى Onionin A أو ONA على هذا النوعِ من السرطانات، وعند فحصِ فعاليّتِهِ مخبرياً على الخلايا المصابةِ بسرطان المبيض الظهاري EOC، وجدَ الباحثون أنّه سبّب تباطؤَ نموّ الخلايا السرطانية. كما وجدوا أنّهُ ثبّط الفعاليات المحفّزة (أو المشجّعة) للسرطان في الخلايا النخاعية الكابِتة Myeloid-derived suppressor cells (MDSC) والتي يُعرف عنها دورُها في تثبيط وكبحِ نشاطِ الجهاز المناعيّ، فضلاً عن دورِ هذا المركّبِ في زيادةِ فعاليّةِ الأدويةِ المضادّةِ لانتشارِ السرطان.
قامَ الباحثون بإجراءِ دراسةٍ على فئران التجارب المصابةِ بسرطانِ المبيض، واستخدموا جرعاتٍ فمويةً من الـONA، فلاحظوا زيادةً في أعمارِ الفئران، إضافةً إلى تقلُّصِ نمو الورم لديها. وقد بيَّن الباحثون أنّ هذه الدراسةَ تُظهرُ قدرةَ مركّبات البصل وخاصّةً الأونيونين ONA في تقليصِ نموّ الأورامِ في المبيض وفقَ الآلياتِ المذكورةِ آنفاً، مما يسمحُ باعتبارِها علاجاً إضافيّاً لمرضى سرطان المبيض.
وأشار الباحثونَ إلى عدمِ ملاحظةِ أيّةِ آثارٍ جانبيّةٍ عند تطبيقِ التجربةِ على الحيوانات، إلّا أنّهم أكّدوا على ضرورةِ إجراء المزيدِ من التجاربِ قبلَ تحديدِ إمكانيّةِ تناولِ المكملاتِ الفمويّةِ لـ ONA كعلاجٍ لمرضى السرطان.
المصدر: هنا