الفيزياء والفلك > علم الفلك
تدوير بول روادِ الفضاء، من أجل رحلاتٍ فضائيةٍ بعيدةٍ في المستقبل
تُعتبرُ عمليةَ نقلِ أطنانٍ من الماء إلى محطةِ الفضاء الدوليةِ أمرًا مُكلفًا جِداً وغيرَ مُجدي. لذلك بدأت ناسا في عام 2009 بإعادةِ تدويرِ بولِ روادِ الفضاء، اعتمادًا على وحدَةِ مُعالَجَةِ البَول (Urine Processor Assembly)، الّتي تمتلِكُ القُدرَةَ على استِخلاصِ المياه بنسبة 75% من البول. ومنذ ذلك الوقت نجحَ المهندسون في مركزِ جونسون الفضائي التابعِ لناسا بتَحسينِِ أنظِمَةِ تَدويرِ البَول وذلك بدمجِ محلول كيميائي يُدعى المُعالج الأوليّ البديل للبول (Alternate Urine Pretreatment) (AUP). ووفقًا لبيانٍ صادرٍ عن وكالةِ ناسا الفضائية، تُضاف بضعُ مليلتراتٍ مِنْ هذا المحلول إلى البول عند شطفِ المرحاض في المحطة الفضائية، مما يَسمحُ باستخلاصِ نسبةٍ مئويةٍ أكبر من الماء.
" إنَ الهدفَ مِن تِلكَ العَمليةِ هو أن نَكونَ قادرين على تكرير الماءِ هُناك، عوضًا عن نقل كمياتٍ كبيرة منهُ إلى الفضاء"، هذا ما صرّح بهِ المهندس دين مورهيد من شركةِ باريوس تكنولوجي والذي يَعملُ على أنظمةِ استصلاح المياه في محطةِ الفضاء الدولية. وأضافَ قائلاً "يُشكّلُ هذا المشروع خطوةً لمواجهة تحدي تكرير المياه خارج الأرض، فضلاً عن إنشاء نظامٍ مغلق لدعمِ الحياة في الفضاء".
لقد قامَ رائدُ الفضاء جيف ويليامز بتثبيت مُعالج البول (AUP) في محطةِ الفضاء الدولية، في 17 من حزيران. وفي حين يقوم معالج البول بمعالجة بول رواد الفضاء بمحلول (AUP)، يَخضَعُ البول بعدَ ذلك لعمليةِ استخلاصٍ ثم تصفية، اعتمادا على نظامِ معالجة المياه الموجود في المحطةِ، قبل أنّ يَجدُ طريقهُ أخيراً لأوعية شرب رواد الفضاء.
يؤكّدُ مسؤولون إمكانيةَ محلول (AUP) على استخلاصِ الماء بنسبةٍ تصلُ لنحوِ 90%، مما يَضمنُ ديمومةَ مواردِ المياه التي يَحتاجُها روادُ الفضاء للقيامِ برحلاتٍ ومهماتٍ طويلة الأمد. فضلاً عن أنّ محلول (AUP) خفّضَ مستوياتِ تراكمِ المعادن الذي يُعتقد أنّهُ السبب الرئيسيّ لانسدادِ أنابيبَ أجهزة تقطير البول في المحطةِ عام 2009.
وأختتمَ مورهيد قائلاً "حينَ يرى البعضُ بولاً، أرى مصدراً حيوياً سيُساعد روادَ الفضاء على العيشِ في الفضاء، ومن المهم تطوير هذا النوع من التقنياتِ بشكلٍ أكبر لضمانِ القيام برحلاتٍ طويلة الأمد في الفضاء والعيش بشكلٍ مستقلٍ بعيداً عن كوكبِ الأرض".
كما يُستخدمُ محلولُ (AUP) لأغراضٍ أخرى تتعدى الاستخدامَ الفضائي، إذ يُشكّل توفيرُ المياه النقية مصدرَ قلقٍ للعديدِ من البلدانِ هنا على كوكب الأرض، ومثل هذه التقنيات ستُساعد الناس في الحفاظِ على المياه وإعادة استخدامها.
المصدر: هنا