الفيزياء والفلك > أعظم مهمات ناسا
أعظم مهمات ناسا| المهمة دون Dawn
المُهمّة دون Dawn
هي مُهمّةٌ طويلةٌ مدّتُها 10 سنواتٍ تهدفُ إلى دراسةِ الكُويكب Vesta والكوكب القزم Ceres. يظنّ العُلماء أنَّ تاريخَ ولادةِ هذين الجسمين يعودُ إلى بداياتِ تشكُّل المجموعةِ الشّمسيّة وأنّهم لم يتغيروا كثيراً منذُ تلكَ الفترة. لذلك فإنّ دراسةَ خصائصِهم ستعطينا لمحةً عن بداياتِ النّظامِ الشّمسيّ والعملياتِ التي أدت إلى تشكُّله.
في الحِقبِ المُبكرة من حياةِ المجموعةِ الشّمسيّةِ عندما كانت ما تزالُ سديماً شمسيّاً اختلفَ توزّع المواد وتركّزَت على مسافاتٍ مختلفةٍ من الشّمس، ومع انخفاضِ درجةِ الحرارةِ تشكَّلت الكَوhكب الصّخريّة قُربَ الشّمسِ والكَواكب المُتجمدة بعيداً عن الشّمس.
تم اختيارُ "فيزتا" و"كيرز" تحديداً لأنّهم تشكَّلوا في تلكَ الحقبةِ وتطوروا مع الوقت باتجاهين مُختلفين تماماً. كما أنّهما يقعانِ في حُزمة الكُويكباتِ الواقعةِ بين المريخِ والمُشتري. "فيزتا" عبارة عن جسمٍ جافٍّ شكلُه غير مُنتظم وتبدو عليهِ ملامحُ سطحٍ متغيرٍ. وهو يمثّلُ الكَواكبَ الصخريّة الّتي تشكّلت في المناطقِ الدّاخليّةِ من المجموعة الشّمسيّة (بما فيها الأرض). أما "كيرز" بالمقابل فلهُ سطح بدائي يحوي على معادنٍ حاملةٍ للمياه ويرجّح أنّه يملكُ غلافاً جويّاً رقيقاً. وهو بذلك يمثّلُ الأقمارَ الجليديّةَ الّتي تدور حولَ الكواكِبِ الغازيّةِ الخارجيّةِ في المجموعةِ الشّمسيّة.
تطمحُ المُهمّة Dawn إلى دراسةِ المساراتِ المُختلفةِ لتطوّر الأجسامِ الفضائيّةِ في المجموعةِ الشّمسيّةِ من خلالِ دراسةِ هذين الجسمين المُختلفين تماماً. البياناتِ الّتي سيتمّ تجميعُها ستُعطينا فرصةً مهمّةً لتحقيقِ خطواتٍ كبيرةٍ في دراستِنا لتاريخِ تشكُّلِ المجموعةِ الشّمسيّة.
لتحقيقِ أهدافِ هذهِ المُهمّة تمّ تجهيزُ Dawn بثلاثةِ أدواتٍ علميّةٍ رئيسيّة، كاميرا للأشعة المرئيّة، مرسامٌ طيفيٌ للأشعّة المرئيّة وتّحت الحمراء، مرسامٌ طيفيٌ لأشعّة غاما والنّيوترونات، بالإضافةِ لهذه الأدوات العلميّة فإن مُعدات المِلاحة الفضائيّة ستُساعدُ أيضاً بإعطاءِ معلوماتٍ عن حقلِ الجاذبيّةِ والبُينةِ الدّاخليّةِ وكُتلة هذين الجّسمين.
قامت هذه المركبة بالدوران حول "فيزتا" في 2011 و2012 ثم انتقلت إلى هدفها التالي "كيرز" وماتزال تدور حوله لدراسته حتى اليوم.
لمحةٌ عنِ المركبة ومعدّاتِها:
- المميّز فيها أنّها حصيلةُ خبراتٍ طويلةٍ تراكمت من مُهمّات سابقةٍ. كما أستُعمِلَ في بنائِها الكثيرُ من قُطعِ الغيارِ والقُطعِ الاحتياطيّة لتوفير تكاليف بنائها.
- كانَ طولُها عندما وُضِعت داخلَ الصّاروخ الذي أطلقها 2.36 متر، ومع إطلاقها وفَردِ ألواح الطّاقة الشّمسيّة أصبحَ طولُها 19.7 متر.
- تستعملُ ثلاث مُحرّكات بتقنيّة الدّفع الشّاردي.
مُحرّكات الدّفع الشّاردي:
تقومُ هذه المُحرّكات بدفعِ المركبةِ في الفضاءِ حتّى تصل لأهدافِها. وقد أثبتت كفاءَتها العاليّة في مُهمّات سابقة. تمّ تركيبُ ثلاثةِ مُحرّكاتٍ من قياس 30سم على المركبة. كل محرّك منها يُمكن تحريكُهُ على مِحورين من أجلِ توجيهِ مركزِ كُتلة المركبة. تقومُ هذه المُحرّكات بتسريعِ شوارد عُنصر الزينون بواسطةِ حقلٍ كهربائيٍ، عند خروجِ هذه الشّوارد من المُحرّك تدفعُ المركبة بسرعةٍ أكبرَ بعشرِ مراتٍ من المُحرّكات الكيميائيّةِ العاديّةِ، يُمكن التّحكم بكميّة شوارد الزّينون المُقدمة للمُحرّكِ للتّحكُّمِ بسُرعةِ المركبة.
عندما تتحرّك المركبة بسرعتها القصوى فإنّها لا تستهلكُ سوى 3.25 ميلّيغرام من الزّينون في الثّانيّة، المركبة الفضائيّة تحوي 425 كغم من الزّينون. أي أنّها زُوِّدت بكميّةٍ كافيةٍ من الوقودِ لإتمام مُهمّاتها خلال 10 سنواتٍ.
قوّة الدّفع التي تُقدمها هذه المُحرّكات لا تتعدّى 91 ميلّلي نيوتن وهي مساوية للقوّة التي تقدُّمها ورقةٌ صغيرةٌ على كفِّك. ستحتاج المركبة Dawn إلى أربع أيامٍ لتصلَ من السّرعة 0 إلى السّرعة 96 كم/ساعة. قد لا تبدوا لكَ هذه الأرقام كبيرة لكنّ تذكّر بأنّها ستعملُ لآلافِ الأيامِ في الفضاء وهيَ كافية لإيصالِ المركبةِ لسرعاتٍ هائلةٍ مع مرورِ الوقت.
المصادر: