التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
خطر الإدمان على المواد الإباحية
يمكننا أن نطلقَ تعبيرَ (الإدمان على الموادِ الإباحية) على مجموعةٍ من التصرفات التي يتمُ القيام بها بشكلٍ مفرطٍ وتؤثر بشكل سيءٍ على الحياة، بشرط أن تستمرَ لمدةِ ستةِ أشهر أو أكثر، علماً أنّ هذا المصطلح لا يتمُ التعامل معه بصفةٍ رسمية كمرضٍ أو اضطرابٍ نفسي ما يجعلُ تحديده أمراً صعباً نسبياً، لكن يمكنُ اعتماد مجموعةً من النقاطِ الأساسية في تحديدِه ونذكر منها:
1. إمضاءَ وقتٍ طويلٍ في البحثِ عن الموادِ الإباحية، حيثُ أن المدمنين على الصورِ الإباحية يمضون 11 (إحدى عشْرةَ) ساعة أسبوعياً بحثاً عنها، وفي بعض الأحيان قد يمضون ثلاثةَ أضعاف الوقت.
2. عدمَ القدرة على السيطرة على النفس، قد يحاولُ المدمنون على الموادِ الإباحية إيقافَ إدمانِهم دونَ جدوى، حيث يمكنُ أن يتوقفوا لمدةِ يومٍ أو يومين ويلغوا كل اشتراكاتِهم بالقنوات التي توفرُ هذه المواد، ولكن سرعانَ ما يشتركون بها مجدداً.
3. آثاراً قهريةً سلبيةً مرتبطةً بشكلٍ مباشر مع استخدامِ المواد الإباحية، حيث أن الإدمانَ على المواد الإباحية يشابه الإدمانَ على الخمر، والمخدرات والقِمَار؛ حيث يؤدي إلى تأثيراتٍ سلبية على كل جوانب الحياة.
بعضُ الأرقام المرتبطة بالإدمان على المواد الإباحية:
• تسعةٌ من أصلِ عشَرِ صِبية يتعرفون على مفهومِ الموادِ الإباحية قبلَ سنِ الثامنة عشر.
• ستٌ من أصلِ عشرة فتيات يتعرفْن على مفهومِ الموادِ الإباحية قبلَ سن الثامنة عشر.
• يتعرفُ الصبيةُ وسطياً على الموادِ الإباحية في سنِ الثانية عشر.
• 71% من مجملِ الشبابِ يحاولون القيامَ بأمرٍ ما ليخفوا متابعتِهم للمواد الإباحية على الإنترنت.
• الشبابُ بين سني الثانيةَ عشرةَ والسابعة عشر عاماً هم الأكثرُ عُرضةً للإدمان على المواد الإباحية.
هل مشاهدة المواد الإباحية يعتبر أمراً صحياً؟
يعدُ هذا الموضوعُ موضعَ جدلٍ، حيث أنَ بعضَ الدراسات تنصُ على أن أيِ درجةٍ من درجات متابعةِ الموادِ الإباحية يعدُ خطراً على صحةِ الفرد وقد يتركُ آثاراً شديدةً على قدراتِه الدماغية، في حين أنَ بعضَ الدراسات تنصُ على وجودِ درجةٍ محددة يمكنُ اعتبارها صحية للفرد.
ما هي العلامات التي قد تدل على الإدمان؟
• مشاهدةُ الموادِ الإباحيةِ بشكلٍ مفرط، ويختلفُ مفهومُ (مفرطٍ) بين الناس حيثُ أن التعريفَ الأكثرَ اعتماداً هو الدرجةُ التي يصلُ فيها إدمانُك لحدٍ يمكنه أن يُلحقَ الأذى على بعضِ نواحي حياتك.
• ازيادُ الوقت الذي يستغرقُك لوصولِك للنشوةِ الجنسية (في بعضِ الأحيان يمكن أن يحصلَ العكسُ تماماً)، ويعتبرُ هذا معياراً هاماً في تحديدِ درجةِ الأذية أيضاً حيث أن المدمنين على الموادِ الإباحية يحتاجون وقتاً أطولَ ليصلوا إلى درجةِ الإثارة الجنسية نفسِها التي كانوا يصلون لها سابقاً.
• يشعرُ الشخصُ بالحرمان عند التوقفِ عن مشاهدةِ المواد الإباحية. (هذا الشعورُ يشابه شعورَ المدخن عندما يتوقفُ عن التدخين).
• الاستمرارُ بمشاهدةِ المواد الإباحية رَغمَ الآثارِ السلبية الخطيرة.
• العجزُ الجنسي (العنانة، القذف المبكر)
• مشاهدتُك للموادِ الإباحية كوسيلةٍ لتعديلِ مِزاجك، أو لتتفادى شعوراً غيرَ مناسبٍ في حياتِك (كالاكتئاب والقلق).
بعضُ العلامات التي قد يعلمُ من خلالِه الأهلُ في حالِ كان ولدُهم مدمناً على المواد الإباحية:
• فرطُ النشاط ونقصُ الانتباه (ADHD): انتباهٌ سيء، وصعوبةٌ في فهمِ ومتابعةِ المعلم، يبدو عليه عدمُ الإنصات عندَ التحدثِ معه.
• القلقُ والاكتئاب
• الانسحابُ والعزلةُ من المجتمع.
• الغضب.
وهنا مجموعةٌ من العلاماتِ التي تدلُ على استخدامِ ابنِكم الحاسب للوصول إلى المواد الإباحية:
• إمضاءُ وقتٍ طويل على الحاسب خاصةً في الليل.
• تغييرُ الموقع الذي كان يتصفحُه أو إطفاءُ الحاسب بمجردِ دخول أحدِ أفراد الأسرة عليه.
• إقفالُ باب الغرفة أثناءَ استخدام الحاسب.
• الكذبُ حولَ استخدام الحاسوب سابقاً.
• مسحُ تاريخ المتصفح.
ما الذي قد يسبب الإدمان على المواد الإباحية؟
يعملُ الإدمانُ على الموادِ الإباحية بنفسِ الطريقة التي تعملُ بها أشكالُ الإدمانِ الأخرى كلِها -قسمٌ من دماغك يحثُ إفرازَ بعضِ النواقل التي تعطي شعوراً بالرضى عن النفسِ عندَ ممارسةِ هذا التصرف- ولكن يصبحُ الإدمانُ أشدَ بالنسبة لمشاهدة المواد الإباحية بسببِ ارتباطِه مع غريزةٍ أساسية من غرائزِ الإنسان ألا وهي الجنس.
قد توجدُ بعضُ العواملِ الأخرى التي تساعدُ على الإدمانِ منها عواملُ عضوية تتعلقُ بالهرمونات والمورثات وعواملُ نفسية تتعلقُ بمشاعرٍ يختبرُها الشخصُ وتدفعه للبحثِ عن مهربٍ منها كالقلق والاكتئاب، بالإضافة لعواملَ تتعلق بقوةِ الشخصيةِ والقدرةِ على ضبطِ النفس. هذا ولا يمكننا تجاهلُ الأثرَ الذي يتركه الأقرانُ على بعضهم.
آثارُ الإدمان على الموادِ الإباحية
يتركُ الإدمانُ على المواد الإباحية العديدَ من الآثار نذكر منها:
الجسدية: سبقَ وذكرناها، كالعجزِ الجنسي (العنانة والقذف المبكر).
النفسية: الانشغالُ بالأفكار الجنسية طوالَ اليوم، والذنب والخجل والارتباك، والتناقض حول التوقفِ أو عدمه، والميول حولَ تصرفات قهرية أخرى، والاكتئاب، والتوتر و اضطرابات نفسية أخرى.
الاجتماعية: عدمُ الرغبة بالحصولِ على شريك جنسي حقيقي، وتراجعُ التصرفات الرومنسية أو التصرفاتِ التي قد ترضي الشريك الجنسي
هل يمكن علاج الإدمان
نعم ولحسنِ الحظ، يمكنُ القيامُ بذلك بمجموعةٍ من الطرقِ المختلفة.
تعتمدُ معظمُ هذه الطرق على توفيرِ العزيمة والدعمِ النفسي حيث أن العلاجَ الدوائيَ ليس مطوراً بشكلٍ كامل ولايزالُ قيدَ الاختبار.
كنا قد كتبنا موضعاً مشابهاً يمكنكم الاطلاع عليه هنا:
مصادر: