الفيزياء والفلك > علم الفلك
قصص ناسا الّتي لم تسمعها من قبل
يحكي كتاب "شخصيات خفية" أو (Hidden Figuress)، قصةَ بعض الوجوه غير المعروفة التي وقفت خلفَ العديد من الرحلات الفضائية التاريخية، وساهمت في تصدُّرِ الولايات المتحدة، السباق نحو الفضاء. من الجيد أن يُرفَعَ اللّثام عن قصصِ تِلك النجاحات بين الحين والآخر، لكِن مِن المُفاجِئ معرفة أنّ حكاية شخصيات هذا الكتاب لم تُروَى مِن قبل.
عام 1953 حصلت عالِمةُ الرياضيّات كاثرين جونسون، وأوّل أمريكيّة من أصلٍ أفريقيّ ترتادُ كلية الدراسات العليا في جامعة ويست فرجينيا، على عملٍ لدى اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الجوية (National Advisory Committee for Aeronautics)، المؤسسة التي أصبحت فيما بعد وكالة ناسا. أما وظيفتها فكانت القيام بدور "الحاسوب"!
في تلك الفترة كانت مُهمةُ الحاسوب موكلةً للأشخاص وليس الآلات. أجرَت كاثرين خلال هذه الوظيفة، حسابات تحديد مَسارات الملاحة للرحلات الفضائية، ومن بينها تحديد مسار رحلة "آلان شيبرد" أول أمريكيّ يُحلّق فِي الفَضاء عام 1961، و رحلة أبولو 11 عام 1969 الى القمر، فضلاً عن إجراء الحسابات الأساسية، لتحديد مسار رحلة عودة بعثة أبولو 13، سالمة إلى الأرض بكامل طاقمها.
ولكن في خمسينيات القرن الماضي كان الفصلُ العنصري حاضراً وبقوة في الحياة الأمريكية، لذلك كانت جونسون وغيرها من عالمات الرياضيات الأمريكيات من الأصول الأفريقية في الوكالة، مثل دوروثي فوغان وماري جاكسون، يسعينَ لتحقيقِ النجاح في الفضاء، في حين أنّ الوضع على الأرض كان مختلفاً تماماً. إذ أُجبِرنَ على أنّ يَبقين بِمعزلٍ عن زملائهنَّ البيض، وفقًا لقوانين الفَصلِ العُنصريّ.
بقيت كاثرين جونسون تعملُ في مركز أبحاث لانغلي التابع لناسا حتى تقاعدت عام 1986. كما حصلت على ميدالية الحريّة عام 2015، وهي أرفَعُ وِسامٍ يَحصُل عليهِ شخصٌ مدنيّ في الولاياتِ المُتحِدة.
روت الكاتبة الأمريكية مارغوت لي شيترلي Margot Lee Shetterly، قِصّة هذهِ الشخصيات ببراعة، واستعانَت في كتابها بذكرياتٍ شخصيةٍ "للحواسب البشرية"، ومقابلات مع المدراء التنفيذيين و مهندسي ناسا، بالإضافةِ لمراسلاتٍ وتقاريرٍ من تلك الفترة الزمنية. ومن المقررِ إطلاق فيلم مبني على أحداث الكتاب مطلع 2017.
الكاتبة شيترلي أمريكية من أصل أفريقي نشأت في أسرةٍ علميةٍ، حيث عملَ والدها في مركزِ أبحاث لانغلي، وكانت على علاقةٍ بمعظم تلك "الشخصيات الخفية"، إذ قالت" عندما كنت صغيرة عرفتُ الكثير من الأمريكيين الأفريقيين البارعين في مجال العلوم، والرياضيات والهندسة لدرجة اعتقدتُ بأن هذا كل ما يقوم به باقي الأمريكيين الأفريقيين".
المصدر: هنا