الهندسة والآليات > الروبوتات
عشرُ تقنياتٍ مذهلةٍ حصلتْ عليها الروبوتاتُ في عامِ 2016
عندما يفكرُ بعضُ الأشخاصِ بالروبوتاتِ ينتابُهُم الخوفُ من الأسوءِ: وهو عدمُ توقفِ الآلاتِ عن التطورِ بإتجاهِ السيطرةِ على العالم. ولم تتوقفْ الروبوتاتُ عن التقدمِ بعد، ولكن هذا العامَ شكّلَ قفزةً نوعيةً لأبناءِ عمومتِنا من الروبوتاتِ كونَهُم أصبحوا قادرين على الصّيدِ والشعورِ بالآلمِ بالإضافةِ الى أنّهم أصبحوا يتمتعونَ بمهاراتٍ جديدةٍ مثيرةٍ للإعجابِ في عام 2016. وهنا سنعرضُ مجموعةً من أروعِ (أو الأكثر قلقاً بالاعتمادِ على وجهةِ نظرِكَ اتجاهَ هذا الموضوع) القدراتِ التي أُضيفَتْ إلى الروبوتاتِ في السنةِ الماضية.
1- أن تكونَ ليّنةً تماماً:
تتطورُ الروبوتاتُ الليّنةُ بشكلٍ متسارعٍ مُنضبط، ولكن حتى هذا العام لا تزالُ الأجهزةُ تعتمدُ على بعضِ المكوناتِ الصلبة. ولكنّ العلماءَ تمكنوا من اختراعِ أولِ روبوتٍ بجسمٍ مصنوعٍ بالكاملِ من مادةٍ ليّنةٍ وذلك لأولٍ مرة، وهو ما كانَ يشبهُ الأخطبوطَ ويستطيعُ أن يدفعَ نفسهُ بنفسه. يتكونُ هذا الروبوتُ من السيلكيون، ويستخدمُ الغازَ من خزانٍ صغيرٍ من بيروكسيد الهيدروجين تقومُ بتشغيلِ مجساتِهِ بإستخدامِ الهواءِ المضغوط. ولا يزالُ عمل الباحثين مستمراً بإضافةِ حساساتٍ أخرى تساعدُ هذا الروبوتَ على التجولِ في عالمِه.
2- المساعدةُ في إصلاحِ الجسمِ البشريّ:
جَرَتْ أولُ عمليةٍ جراحيةٍ روبوتيةٍ يتمّ التحكمُ بها آلياً في العالمِ هذا العام. حيثُ تمّ إجراؤها على أمعاءِ خنزير، وقد أظهرَ الروبوتُ Star أفضليةً طفيفةً إذا ما قورِنَ بالجراحين البشريين المَهَرةِ من ناحيةِ إنجازِ عمليةِ خياطةٍ لأمعاءِ الحيوان، وذلك وفقاً للبحثِ الذي تمّ نشرُهُ في أيار (مايو) في مجلةِ Science Translational Medicine. ومن غيرِ المعتادِ في هذه الأيامِ أنْ تُقدّمَ الأذرعُ الروبوتيةُ المساعدةَ للأطباءِ في العملياتِ الجراحية، إلا أنه في هذا العامِ تمّ استخدامُ الروبوتُ الجراحيّ Preceyes للعملِ داخلَ عينٍ بشريةٍ وذلك لأولِ مرة. كانَ عملُ الروبوتِ يشبهُ اليدَ الميكانيكيةَ التي يتمّ التحكمُ بها عن طريقِ عصا التحكمِ بعدَ تصفيةِ الاهتزازاتِ في يد الجراح. ومن جهةٍ أخرى توصّلَ الباحثون إلى ابتكارِ روبوتٍ هضميّ من أمعاءِ خنزيرٍ مُجفّفٍ ومغناطيسٍ آلي يمكنُ أن يُقادَ داخلَ الجسمِ باستخدامِ الحقلِ المغناطيسي؛ لإزالةِ بطاريةٍ أو أي جسمٍ غريبٍ آخر من بطانةِ مِعدةِ الإنسان.
3- القيامُ بالـ Parkour:
يعرفُ اقتراضُ المبادئ من أساسياتٍ صغيرةٍ بأطفالِ الأدغال، حيثُ قامَ العلماءُ ببناءِ روبوتٍ أطلقوا عليه اسم Salto، يمكنُ لهذا الروبوت أن يثبَ من على الجدرانِ للحصولِ على ارتفاعٍ أسرعَ من أيّ روبوتٍ سابق. يستعملُ Salto نابضاً مطاطياً وساقاً واحدةً مصممةً بعنايةٍ؛ لتقفزَ بارتفاع 3.2 قدم (1 متر) من وضعيةِ الوقوف. ثم يستطيعُ الروبوتُ بعدَ ذلك من أن يعودَ إلى طبيعتهِ في الجو ليدفعَ نفسهُ مرةً أخرى مستنداً على الحائط، وهذا ما لم تكن عليه الحالُ في التصاميم السابقة. وقد قالَ العلماءُ إلى أن هذا الروبوت قد يقودُ إلى روبوتاتٍ يمكنها من التنقلِ بسرعةٍ فوقَ الأنقاض والركام في المناطقِ المنكوبةِ بحثاً عن ناجين.
4- تجاوزُ الركامِ والأنقاضِ والتوازنِ على قَدمٍ واحدة.
لقد كان الروبوتُ البشريّ Atlas والذي تمّ صنعُهُ من قِبَلِ Boston Dynamics، وهي شركةٌ تابعةٌ لـ Alphabet، مثيراً للإعجابِ بالتجولِ في العالمِ الحقيقي. ولكن قامَ العلماءُ هذا العام بتعليمِ الآلةِ المشيَ على الأسطحِ غير المستوية، كتجاوزِ الركامِ والأنقاض، وذلك عن طريقِ استخدامِ الأرجلِ لاختبارِ موطئ القدم، تماماً كما يفعلُ الإنسانُ قبل أن يرتكزَ ارتكازاً كاملِ الوزن على خطواته. بالإضافة إلى أن الآلة يمكنها أن تتوازن على عارضةٍ ضيقةٍ كما يقومُ الإنسانُ العادي بالضبط.
5- مطاردةُ الفرائسِ:
من المحتملِ أنّك تتوقعُ من هذا العنوان بأنّ يقومَ العلماءُ بتعليمِ الروبوتاتِ كيفَ تصطادُ فرائسَ لم يسبقْ أن شاهدوها بأفلامِ الخيالِ العلمي من قبل. أو لربما لم يشعروا بنفسِ العصبيةِ التي يشعرها الإنسانُ بعدَ مشاهدةِ The Terminator. وفي كلا الحالتين قامَ العلماءُ في هذه السنةِ بجمعِ شبكيةِ عينٍ من السيليكون مع شبكةٍ عصبيةٍ بذاكرةٍ عميقةٍ وذلك لاختراعِ روبوتٍ يُمكّنهُ من اصطيادِ روبوتٍ آخر مُقاد من قِبلِ الإنسان. الهدفُ من ذلك هو اختراعُ روبوتاتٍ تستطيعُ تحديدَ وتتبعَ الأهدافِ في الوقت المناسب، الذي سيكون ضرورياً إذا أُريدَ لها أن تتفاعلَ مع البشرِ والعالمِ من حولهم. وأيضاً تحصلُ الروبوتاتُ على مهارةٍ أكبر بمطاردةِ فريستِها إذا ما تمرّست للقيامِ بذلك.
6- الشعورُ بالآلمِ:
بالرغمِ من إمكانيةِ الخوفِ من الروبوتاتِ الصائدة، فإنّ الباحثين لا يتوقفون عن المحاولةِ للقيامِ بأي شيء جيدٍ للروبوتات – كما للإنسانِ أيضاً- عن طريقِ إدخالِ الإحساسِ بالآلمِ إلى الروبوتات.
قد يبدو ذلك سادياً بالنسبةِ للروبوتات، ولكن هذا الألم بالحقيقةِ يخدمُ وظيفةً مفيدةً للكائناتِ الحيّةِ عن طريقِ تشجيعِهم للبقاء بعيدين عن أيّ آذى. وذلك من خلالِ تزويدِ الروبوتاتِ بنظامِ لمسٍ مستوحى من بشرةِ الإنسان التي يمكنُ أن تتحسسَ بالضغط والحرارة، فقد قرّرَ العلماءُ أن يقدموا للروبوتات نفسَ الحماية. وهذا بدوره يساعدُ الأشخاصَ العاملين بالقربِ من الروبوت. ومن ناحيةٍ عمليةٍ يقومُ العلماءُ في جامعة Leibniz في Hannover بتطويرِ نظامٍ عصبيّ صناعيّ الذي قد يجعلُ الروبوتاتِ قادرة على الشعورِ بالألم، وذلك وفقاً لبحثِهم الذي قُدّمَ هذه السنةَ في المؤتمر الدولي IEEE للروبوتات والأتمتة ICRA في استوكهولم السويد.
7- يمكنُ وضعُها في أيّ مكان:
غالباً ما تأخذُ الروبوتاتُ الطائرةُ مجالاتٍ قليلةً، وذلك بسببِ اعتباراتِ الوزنِ التي تحدّ من كميةِ الطاقةِ أو الوقود التي يمكن أن تُزَوَّد بها. فإذا كنت قادراً على أخذِ فتراتِ راحةٍ بشكلٍ منتظمٍ فهذا بالتأكيدِ سيساهِمُ في زيادةِ القدرةِ على التحملِ بشكلٍ كبير، ولكن إيجادُ المكانِ المناسبِ للهبوطِ قد يسببُ بعضَ المشاكلِ والصعوبات. الآن تمكّن العلماءُ من إيجادِ طريقةٍ ما لاستخدامِ الكهرباءِ الساكنةِ بحيثُ يتمكنُ الروبوتُ الطائرُ الصغيرُ -المستوحى من الحشرات- من أن يَحطَّ تحت أيّ سطحٍ مستوٍ. يَستخدمُ هذا النظام طاقةً أقل بما يعادلُ حوالي 500 حتى 1000 مرةٍ من الطيران، ويعملُ تقريباً مع أيّ مادة. وقد قالَ المصممون بأن هذا قد يفتحُ الأبوابَ إلى تطبيقاتٍ تتطلبُ مراقبةً طويلةَ الأجل.
8- القدرةُ على صنعِ أدواتِهم بنفسِهم:
يتم عادةً تصميمُ الروبوتاتِ لأغراضٍ محددةٍ مسبقاً، ولكن الآن تمكنت شركةُ SRI العالميةُ من اختراعِ محلّ أدواتٍ لروبوتاتها الصغيرةِ، والذي يتيحُ لهم التعاملَ مع مجموعةٍ واسعةٍ من المهامِ المختلفة. حيثُ كانت مجموعةٌ من الروبوتاتِ الصغيرةِ تقومُ بالتعاونِ مع بعضِها لبناءِ هيكلٍ أكبر، ولكن يجبُ تصميمُهم مسبقاً وبشكلٍ منفصل. أما الآن تمكّن العلماءُ من اختراعِ نظامٍ يسمحُ لروبوت واحدٍ ببناءِ أدواتٍ جديدةٍ أو (نهاية المؤثرات) لزملائِه من الروبوتات، وذلك ببناءِ قطراتٍ من السائلِ الشافي بشكلٍ يشبهُ آليةِ عملِ الطابعةِ ثلاثيةِ الأبعاد.
9- مساعدةُ الأشخاصِ المشلولين على المشي:
لربما تستحضرُ إلى الأذهانِ صوراً للروبوت العملاقِ الذي عُرِض في فيلم Aliens عام 1986 وذلك إذا ما سمعت بكلمة الهيكل الخارجي (exoskeletons). على أي حال يعتبر الروبوت SuitX’s Phoenix من أنحفِ وأرخصِ الهياكل الخارجيةِ الروبوتيةِ الطبيةِ، وهي الآن تساعدُ الأشخاصَ المشلولين في الجزءِ السفلي على المشي مرة أخرى. حيثُ يتمّ ربطُ محركاتٍ صغيرةٍ لتقويمِ الأعضاءِ الرئيسيةِ ويتمّ التحكمُ بها عن طريقِ الضغطِ على أزرارٍ مدمجةٍ في زوجٍ من العكازات، وهذا ما يمكّن وركي الشخصِ المشلولِ وركبتيه من الحركةِ والمشيِ بوتيرةٍ تصلُ إلى 1.1 ميل بالساعة (1.8 كم بالساعة).
10- حلُّ مكعبِ الروبيك Rubik’s Cube بأقلَّ من ثانية:
تمكن شركة Infineon لصناعةِ الروبوتاتِ من اختراعِ روبوتٍ يمكنهُ حلُّ مكعبِ الروبيك خلال 0.637 ثانية، وهذا ما يعادلُ 10 مرات أسرع من الرقمِ المسجلِ باسم الإنسان. ومع وجود أكثر من 43 كونتيليون تشكيّلٍ محتملٍ للمربعاتِ الملونةِ على مكعب الروبيك، فالتمرّنُ على الحلّ الأسرعِ لا يعتبرُ عادلاً بالنسبةِ للعقل البشري. فالأوامر في الروبوت تُرسَلُ إلى ستة أذرع تحكم آلية والتي تقومُ بتدوير المكعب.
وعلى ما سَبَق، رُبّما سَيأَتي اليومُ الذي تَتَجوّلُ فيهِ مَع صديقكَ الرُوبوت وتتبادَّلونَ أطرافَ الحديثِ وتتخاصَمون ورُبَمَّا تَعشقون. ما تحْمِلَهُ السنواتُ القليلةُ القادمةُ كثيرٌ وكثيرٌ جداً. فصناعةُ الرُوبوتات لا تقفُ عندَ أيِّ حدٍ مُعينٍ، وكلُّ ما كانَ خيالاً علمياً يُصبحُ رويداً رويداً حقيقةً واقعةً. ولكنْ يبقى السؤالُ الأهمُ، في حالِ الوصولِ إلى الروبوتِ البشري، ماذا سيكونُ الهدفُ القادمُ ومَنْ سَيُوجِدَهُ، الانسانُ العاديُ أمِ الروبوت البشري؟
للمزيد عن الروبوتات هنا
المصدر: