الطب > موسوعة الأمراض الشائعة
داء تصلُّب الشرايين (التصلّب العَصيدي) Atherosclerosis الجزء الأول
يعرّفُ تصلبُ الشرايين بأنّه زيادةٌ في قساوتِها وتضيقِها، وذلك يؤدي بهدوءٍ وبشكلٍ تدريجي إلى قطعِ الترويةِ الدموية عن العضوِ أو النسيجِ الذي يغذيه الشريانُ المصاب.
قد يكونُ تصلبُ الشرايين معتدلَ الشدة وفي هذه الحالة يمكنُ أنْ يكونَ غيرَ عَرَضي، وتتجلى الأعراضُ واضحةً عندما يضيقُ الشريانُ بشكلٍ كافٍ أو يُغلق نهائياً، مانعاً الدمَ من الوصولِ للعضو أو النسيجِ لتأمينِ واردٍ كافٍ للحفاظِ على وظيفته.
يُعدُ تصلبُ الشرايين السببَ الرئيسيَ للسَكتاتِ والأمراضِ القلبيةِ والوعائية المحيطية، فما هي أسبابه؟
لنفهمَ أسبابَه علينا أنْ نعلمَ أن الشرايينَ هي الأوعيةُ الدموية التي تنقلُ الدمَ من القلبِ إلى أعضاءِ الجسم، وتكونُ مبطنةً من الداخلِ بطبقةٍ رقيقةٍ من الخلايا تسمى بالطبقةِ البطانية، والتي تعملُ على إبقاءِ مجرى الشريان ناعماً (أملساً) بشكلٍ كافٍ ليسمحَ بمرورٍ سَلسٍ للدم.
يبدأُ تصلبُ الشرايين بحدوثِ أذيةٍ في جدارِها، وبالتحديدِ في الطبقةِ البطانية، وينجمُ ذلك عن أسبابٍ عديدةٍ من أهمِها ارتفاعُ التوترِ الشرياني، والتدخين، والبدانة، وارتفاعُ مستوى الكولسترولِ الدموي، وفرطُ الشحوم، وقلةُ النشاط الفيزيائي والعمرُ المتقدمُ مشكلاً ما يسمى باللويحات؛ فعندما تعبرُ جزيئاتُ الكولسترول المنطقةَ المصابةَ تدخلُ جدارَ الشريان، وكَردةِ فعلٍ يقومُ الجسمُ باستدعاءِ الكرياتِ البيضِ البالعةِ إلى منطقةِ الأذيةِ لتساهمَ في هضمِه، ومع الزمنِ يشكلُ الكولسترولُ مع الكرياتِ البيضاءِ اللويحةَ سابقةَ الذكر.
ولكن ما المشكلةُ في هذه اللويحة؟
تشكلُ لويحاتُ تصلب الشرايين حدبةً على جدارِ الشريان، وعندما يصبحُ حجمُ هذه الحدبة كافياً تشكلُ سداً يُعيقُ مرورَ الدم بشكلٍ كافٍ وسلس، ويمكنُ لخثرةٍ دمويةٍ أن تتكونَ على سطحِه، وبالتالي قد تذهبُ هذه الخثرة إلى أيِ مكانٍ آخرَ في الجسمِ وتمنعُ الترويةَ عنه.
تجري عمليةُ التصلبِ بشكلٍ متوازٍ في كلِ أنحاءِ الجسم، وبذلك لا يعاني المصابُ من خطرِ الجلطة والسكتاتِ والأمراض القلبية فحسب، بل يرتفعُ خطرُ إصابتِه بالسكتة الدماغية، بالإضافةِ لتعرضِه لمشاكلَ صحيةٍ أخرى.
متى يمكنُ لأعراضِ تصلبِ الشرايين أن تظهر؟
لا يسببُ تصلبُ الشرايين أعراضاً عادةً إلا عندما يصلُ الإنسانُ لعمرٍ متقدم، ولكن قد يحدثُ الألمُ عندما تصبحُ اللويحاتُ قادرةً على حجبِ الجريان الدموي والتسببِ باضطرابه.
كما يمكن لهذه الإعاقاتِ في الجريانِ الدموي أن تنقطعَ فجأةً مما يسبب تخثرَ الدم في الشرايين في مكانِ الإصابة بشكلٍ مباشر.
ما الأمثلةُ الشائعةُ عن أعراضِه حسبَ مكان الإصابة؟
تسببُ شرايينُ القلبِ المتصلبةُ بألمٍ صدري، ولكن إذا كان التصلبُ في الشرايينِ المغذيّة للدماغ فقد يؤدي إلى خدرٍ أو ضعفٍ في الطرفين العلويين أو السفليين أو صعوبةٍ في الكلام أو تأتأةٍ أو شللٍ في عضلاتٍ وجهيةٍ أو فَقدٍ مؤقتٍ في الرؤية، كما أن هذه الأعراض التي قد تدلُ على وجودِ نَشبةٍ دماغيةٍ عابرةٍ قد تتطورُ إلى سكتةٍ دماغية في حالِ عدمِ علاجِها بشكلٍ صحيح.
يصابُ المريضُ بأعراضِ داءِ الأوعيةِ المحيطيةِ إذا كان التصلبُ في شرايينِ الأطرافِ كالألمِ المصاحبِ للمشي (العرج المتقطع)، كما أن وجودَه في الشرايينِ المؤديةِ للكليةِ قد يؤدي لارتفاعِ التوترِ الشرياني وقصورِ الكلية مثلاً.
كما قلنا فإن هذه المشاكلَ معدودةٌ على سبيل المثال لا الحصر، فما بالك باجتماعِ أكثرِ من مشكلةٍ سوية؟ لمتابعة المزيد ترقبوا مقالنا التالي...
المصادر: