الطبيعة والعلوم البيئية > عجائب الأحياء
طائر الشمع والبشر التوّاقون إلى العسل... منفعةٌ متبادلة
تقترح دراسة جديدة أن البشر والطائر الطنان الذين يقطنون جنوب الصحراء الأفريقية يتواصلون مع بعضهم لإيجاد خلايا النحل فيحصل الطائر على الشمع الذي يحب ويجمع البشر العسل
تعامل سكان قبيلة ياو Yao من الموزمبيق لعقود طويلة مع طيور صغيرة تسمى مرشد العسل لإيجاد أوكار النحل لجمع الغذاء اللذيذ، حلو الطعم وكثير السعرات؛ العسل. وتم الكشف عن نقاب هذه الشراكة الغريبة واختبارها علمياً على يد باحثي مجامعة كامبريدج ومعاهدَ جنوبِ أفريقية حيث وصفت بأنها أكثر تعقيداً من مجرد اتباع الطيور للمعاسل. تقترح الدراسة أن صيادي ياو يتواصلون صوتيا مع الطيور لتطويعهم في البحث عن العسل.
يكمن المفتاح لهذه العلاقة، تبادلية المنفعة، في أن البشر يستخرجون العسل ويتركون شمع العسل للطيور لتأكله. حيث يصدر الصيادون مقطعاً صوتياً معين "بررررهم brrrr-hm" أثناء بحثهم عن أعشاش النحل عبر الأدغال لأنها تجذب مرشد العسل وتحافظ على انتباهه ما يجعله فعلياً يرشدهم لمكان العسل فخطر السؤال على ذهن العلماء حول اختلاف تفاعل الطائر مع هذا المقطع الصوتي وأي صوت آخر ينبهه لوجود البشر في البيئة المحيطة.
تم تسجيل المقطع الذي يردده الصيادون (بررر-هم) و أصوات أخرى تتضمن كلمة لغة ياو التي تعني عسل و أصوات الصيادين وهم يصرخون بأسمائهم الخاصة. ومن ثم تبعوا جامعي العسل مع مكبرات صوت تشغـّــل هذه المقاطع المختلفة. ووجدوا أن الصيادين الذين صاحبهم مقطع (بررر-هم) طوّعوا الطائر مرشد العسل أكتر من 60% من المرات بينما تمكــّـن الصيادون مع أصوات أخرى من تطويع الطائر في 25% من المرات فقط وكذلك وجدوا أن مقطع (بررر-هم ) يضاعف فرص إيجاد خلايا النحل أثناء الصيد لثلاث مرات أكثر .
ويشرح مختصٌ في علم الأنثروبولوجيا (علم أصل الإنسان) أن دراسةً كهذه مهمة للغاية وتؤكد حقيقية ادعاءات قبيلة ياو في أن الطائر مرشد العسل ينجذب لنداءات معينة يقوم بها الصيادين. توضح الدراسة أيضاً كيف تتفاهم الطيور مع الأصوات البشرية فهي على الأغلب لا تنجذب لأي أصوات أو ضوضاء غريبة لكنها دُرّبت للبحث عن البشر في تطوّر متوازٍ فريد.
أمكن تتبع هذه الشراكة بين البشر والطيور منذ عام 1588 على الأقل حين لاحظ برتغالي طائراً صغيراً يحلــّــق في غرفته ليصل لشمعة وكتب واصفاً كيف أن هذا الطائر الطنان الصغير المُحّب للشمع يقود الصيادين نحو العسل فحين يجد الطائر خلية نحل يطير نحو الطريق بحثا عن بشر ليقودهم نحو الخلية بالطيران أمامهم ضاربا جناحيه بنشاط من غصن لآخر
استغرق العلماء حتى عام 1908 قبل الانتباه للموضوع وكان عالم الطيور حسين إسحاق أول من درس هذه الظاهرة عند قبيلة بوران بكينيا باستخدام ساعة وبوصلة ووجد أن الطيور تمد البشر بمعلومات عن اتجاهات العسل لكن السؤال الذي بقي عالقاً هو: هل يمثــّــل هذا التواصل نداءً من جانب واحد فقط أم يمكن للبشر نقل رغبتهم بالبحث عن العسل للطائر؟
شاركونا رأيكم
المصدر: