الغذاء والتغذية > مدخل إلى علم التغذية
سلسلة الحساسية الغذائية - حساسية الفول السوداني والمكسرات Peanut and Tree Nut Allergy
تُعتبر حساسيةُ الفول (الفستق) السوداني والمكسرات Peanut and Tree Nut Allergy الأكثرَ شيوعاً عند البالغين والأطفال، وتختلف عن غيرها بأنّ السِنَّ الذي تبدأ الأعراضُ بالظهورِ عندَه أكثرُ تقدّماً من أنواع الحساسيةِ الأخرى. ويحتفظ 4 من 5 أطفال بحساسيةِ الفول السوداني والمكسرات بعد البلوغ في حين تتعافى نسبةٌ 20% من المصابين، كما يمكن أن تسوء أو تتحسن عند المصابين مع التقدّم بالعمر.
وتُبيّنُ دراسةٌ حديثةٌ أنّ معدَّلَ انتشارِ حساسيةِ الفول السوداني قد تضاعفَ خلال السنوات الخمسِ الأخيرة في كلٍّ من أوروبا والولاياتِ المتحدة، إذ تؤثّرُ على رضيعٍ من بين كلِّ 50 رضيعاً. كما يبدو أنّ حساسيةَ المكسراتِ منتشرةٌ أيضاً دون سببٍ واضحٍ لهذهِ الزيادةِ، إلّا أنّها تبدو على اتّساقٍ عام مع الزيادةِ في جميعِ أشكالِ الحساسيّةِ بما في ذلك الربو والإكزيما والحمى.
ينتمي الفولُ السودانيّ لعائلةِ البقوليات التي تتضمن فولَ الصويا والعدسَ والبازلاءَ وغيرها، ولكنَّ من النادرِ لشخصٍ ما أن يُعاني من حساسيةِ الفولِ السودانيّ وحساسيةِ فول الصويا أو الفاصولياء أو غيرها من البقول بنفس الوقت. إلّا أن العديد ممّن يعانون من حساسية الفولِ السودانيّ لديهم حساسيةٌ تجاهَ أنواعِ المكسّراتِ الأخرى كالجوزِ واللوزِ والكاجو والجوزِ البرازيليّ والكستناءِ والبندقِ وجوزِ البيكان.
ينتشرُ الفولُ السودانيّ في الكثيرِ من المنتجاتِ شائعةِ الاستخدامِ، ولكنّه لا يعتبر مصدراً للحساسية عندما يدخل في تصنيع الزيوتُ النباتيةُ المهدرجةُ، أما البروتنيات النباتية المهدرجة والتي قد تحتوي أحياناً على الفول السوداني فمن المكن أن تسبب الحساسيةَ لدى بعض الأفراد.
أعراضُ حساسية الفول السوداني والمكسرات:
- حكةٌ جلدية.
- ظهورُ بقعٍ صغيرةٍ أو كبيرةٍ (تُشبه الرضوض).
- حكةٌ أو وخزٌ حول الفم والحلق.
- غثيان.
- سيلانٌ أو احتقانٌ بالأنف.
- إسهال (في حالة حساسية المكسرات).
أما أعراض الحساسية المفرطة فتشمل:
- ضعفُ التنفس.
- تورّمُ الحلق.
- انخفاضٌ مفاجئ في ضغطِ الدم.
- شحوبُ الجلد.
- شفاهٌ زرقاء.
- دوخةٌ وإغماء.
علماً أن الأعراض يمكن أن تختلف من شخصٍ لآخر مما يجعل تشخيص الحساسية أمراً معقداً. كما يمكن أن تكون ردّةُ فعلِ الجسمِ مُهدّدةً للحياةِ نتيجةَ دخول الجسم في صدمة تحسسيّة.
كما يُعتبرُ تشخيصُ حساسيةِ الفولِ السوداني من خلالِ اختبارات الجلد أو الدم صعباً، لذلك يُنصحُ الشخصُ بالانتباه وتتبُّعِ أي ردودِ فعلٍ تحسسية في حال الشكِّ مع ملاحظةِ ما تمّ تناولُهُ والكمياتِ المتناولةِ وبدايةِ الأعراضِ واستمرارِيّتِها، ومن المفضّل اعتمادُ طريقةِ استبعادِ المادة المسبّبةِ للحساسية لمدة 2-4 أسابيع حتى التأكد من غيابِ الأعراض، وعودتِها بمعاودة تناولِ الطعام، إذ تعتبر تلكَ أفضلَ طريقةٍ لتأكيد نوعيةِ المادة المسبّبةِ للحساسية.
إدارة حساسية الفول السوداني:
يتحتّمُ على جميع الشركاتِ المصنّعةِ للمنتجاتِ الغذائية الحاويةِ على الفول السوداني كتابةُ ذلك بلغةٍ واضحةٍ ومفهومةٍ في قائمةِ المكونات، وذلك كي يتمكّن الأشخاص المصابون بالحساسية من الابتعاد عن هذه المنتجات، خاصّةً وأن الفولَ السوداني يدخلُ في العديدِ من المنتجات والمخبوزاتِ وقد يتواجد في الصلصاتِ والوجباتِ الجاهزة وحتى في المُثلّجات، علماً أن إمكانيةَ تلوّثِ بعض المنتجات بالفول السوداني أثناء التصنيع أو الإعداد واردةٌ أيضاً حتى وإن لم يدخلْ في تركيبها الأساسيّ.
يُذكرُ أن رائحةَ الفول السوداني يمكن أن تسبب ظهورَ الطفحِ الجلديّ أو تغيّرَ ضغط الدم، إذ يمكن لاستنشاقِ بروتينِ الفول السوداني أن يسبّب ذلك نتيجة تطايرُ بعض الجزيئاتِ أثناءَ عملياتِ الطحن.
إذاً ماذا تفعل ؟!
- اطلبْ المنتجاتِ الخاليةَ من المكسرات.
- لا تتناولْ شيئاً لستَ متأكداً منه، وتحقّق مباشرةً من الشركةِ المُصنّعة.
- اصنع الكاتو أو البسكويتَ الخاصَ بك باستخدامِ مصدرٍ معروفٍ وآمنٍ من الزيتِ، كزيتِ الذرة أو زيت عباد الشمس أو زيت الزيتون.
- إذا أردت تناولَ الطعامِ خارجاً اسأل الشخصَ الذي حضّر الطعامِ بوضوحٍ عن مكوناتِه.
- احمِل الأدويةَ أو مضاداتِ الهيستامين أو الأدرينالين الخاصةِ بك بشكلٍ دائم.
- أخبر الشخصَ الذي يُرافقك بأنك تعاني من حساسيةِ الفولِ السوداني.
- استشِر خبيراً صحياً دوماً.
وفيما يلي الأطعمةُ التي يُسمحُ بتناولِها وتلك التي يجبُ تجنّبُها إن كنت تعاني حساسيةَ الفول السوداني والمكسرات:
المصادر:
1. هنا
2. هنا