علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث
ألعاب الكمبيوتر... وتحدي الشيخوخة
أظن أن مدمني ألعاب الكمبيوتر سوف يجدون في هذه الدراسة حجة مقنعة للاستمرار في اللعب...
زعمت بعض الشركات التجارية لسنوات عدة أن ألعاب الكمبيوتر يمكن أن تجعل المستخدم أكثر ذكاء، لكنها تعرضت لانتقادات كثيرة لفشلها في إثبات أن تحسين المهارات في اللعبة يمكن أن يترجم إلى أداء أفضل في الحياة اليومية، إلى أن جاءت هذه الدراسة لتثبت حقيقة زعمها.
بدأت آن لينسي "Ann Linsey" البالغة من العمر 65 عاماً بالقلق حيال انصرافها عما كانت تقوم به، فالتحقت بدراسة قد أقيمت لمعرفة ما إذا كانت ألعاب الفيديو يمكن أن تحسن المهارات المعرفية التي تبدأ بالتلاشي عند كبار السن، وكانت راضية تماماً عن النتائج فقد تعلمت كيفية تركيز انتباهها بشكل جيد.
وبقيادة عالم الأعصاب آدم غازالي "Adam Gazzaley" من جامعة كاليفورنيا، أجريت دراسة على لعبة تسمى "Neuro Racer"
وهي لعبة فيديو ثلاثية الأبعاد، يقوم من يلعب بها بتوجيه السيارة على طول الطريق الجبلية الملتفة باستخدام الإبهام الأيسر، مع إبقاء العين على علامات ومؤشرات الطريق، بالإضافة إلى موسيقى البوب، حتى تظهر له أشياء بشكل ولون معين فيجب عليه إطلاق النار باستخدام إصبع يده اليمنى.
ويقول "غازالي" أن هذا التمرين يعتمد على مزيج من المهارات المعرفية تماماً كما في الحياة الحقيقية.
أجرى دراسته على 46 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 60إلى80 عاماً، وضعهم في فترة تدريب لمدة 4 أسابيع مع نسخة من "Neuro Racer"، وتبين بعد انتهاء التدريب أن مهاراتهم تحسنت بشكل ملحوظ، وأنهم حققوا درجات أعلى من الأشخاص غير المتدربين والبالغين 20 عاماً من العمر، وامتد تحسنهم إلى ستة أشهر بعد التوقف عن ممارسة اللعبة.
كما أجرى العلماء مجموعة من الاختبارات على قدرات إدراكية أخرى عند المشاركين _قبل وبعد التدريب_ فأظهروا تحسناً واضحاً، مثل عمل الذاكرة والانتباه المتواصل، ومهارات مهمة لأداء المهام اليومية من قراءة صحيفة لطهو وجبة طعام وغيرها.
ويقول "غازالي" أيضاً أن هذا الإختبار لا يتطلب قدرات خاصة، وهنا تكمن الأهمية بحيث يبدو أن تحدي "تعدد المهام" قد ضغط على نظام التحكم المعرفي بأكمله، ورفع مستوى جميع مكوناته. وسجل الفريق أيضاً نشاطاً في الدماغ باستخدام التخطيط الكهربائي خلال ممارسة المشاركين للعبة "Neuro Racer" فتبين أنه بالإضافة إلى زيادة مهاراتهم، ازداد النشاط في قشرة الفص الجبهي من الدماغ الذي يرتبط مع السيطرة الإدراكية مما أدى إلى تحسين مهام الانتباه المتواصل. كما ازداد النشاط أيضاً في الشبكة العصبية التي تربط بين قشرة الفص الجبهي مع الجزء الخلفي من الدماغ.
وقام كلنغبرغ "Klingberg" بتأسيس شركة Cogmed عام 1999م المختصة بأساليب التدريب عن طريق الكمبيوتر، تحديداً للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نقص الانتباه. وكان مستشاراً لها قبل أن يدعوه "غازالي"لتطوير منتج تجاري مماثل لـ"Neuro Racer" الذي لا يزال يشكل أداة بحث، وينوي الحصول على الموافقة من إدارة الدواء والغذاء الأمريكية لتسويقه كعامل علاجي قد يساعد الأشخاص ذوي العجز المعرفي مثل الاكتئاب أو الفصام .
ولكن مع ذلك يحذر "غازالي" من الإفراط في الظن أن ألعاب الفيديو بمثابة الدواء الشافي المضمون.
المصدر: