الكيمياء والصيدلة > سلسلة تداخل الغذاء مع الدواء
التداخلات الدوائية بين المضادات الحيوية ومشتقات الحليب
قد يسبّبُ تناولُ الحليب ومشتقّاته بالتّزامن مع المضادّات الحيويّة تناقصاً بالتّوافر الحيويّ للدواء، أي بالنسبة التي تُمْتَصُّ فعليّاً وتصلُ دون تغيّر إلى مجرى الدم، وهذا ما يؤدي بالنتيجة إلى تراجع فعاليته. ففي حين يبلغ التوافر الحيويّ للأدوية التي تُعطى وريدياً ١٠٠٪ لأنها تصل مباشرةً إلى مجرى الدم، فإنه يختلف بشكلٍ واسعٍ في حالة الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم وذلك حسب نوع الدواء، كما يختلف من مريضٍ لآخر.
لكنّ ذلك لا ينطبق على جميع المضادّات الحيويّة، إذ لا تتأثّر جميعها بنفس الطريقة بوجودِ الغذاء في الجهاز الهضمي، فبعضها لا يتأثر نهائياً، بينما قد يرتبط بعضها الآخر مع العناصر المختلفة المتواجدة في الغذاء، مما قد يؤدّي إلى تغييرٍ كليٍّ في البنيةِ الجزيئيّة للدّواء.
يعتبر الكالسيوم واحداً من العناصرِ التي تسبّب إشكالات عند تناولها مع العديدِ من المضادات الحيوية، لكن ليس جميعها، فالبنسيلين مثلاً لا يتأثر نهائياً بوجود الكالسيوم، ومن الطبيعي جداً أن تُتْبَعَ حبة البنسلين بكأسٍ من الحليب، أمَّا المضادٌات الحيويَّة الأخرى من زمرتي التتراسكلينات Tetracyclines والفلوروكينولونات Fluoroquinolones فإنها تميل لأن ترتبط بالكالسيوم والمعادن الأخرى كالحديد والزنك والمغنيزيوم، مما يمنعُ امتصاصها ووصولها بشكلٍ كاملٍ إلى الدم.
لذا يتوجب دائماً عدم تناول هذه الصَّادات بالتزامن مع المنتجات التي تحتوي على الكالسيوم، إذ سيكون هنالك حتماً تأثيراً ملحوظاً على التوافر الحيوي. بينما يكون التناقص في الامتصاص بسيطاً إذا تناول المريض الحليب أو مشتقاته قبل أو بعد ساعتين من تناول المضاد الحيوي.
وكما يوصى دائماً، يتوجّب قراءة الإرشادات الدّوائيّة التي تأتي مع المُضادّ الحيويّ بعناية، ومناقشة الطبيب عمّا إذا كان هنالك نوعاً محدداً من الطعام أو الأدوية يجب تجنبه كعصير البرتقال المُدَعَّم بالكالسيوم، ومضادات الحموضة، ومكمّلات الكالسيوم الغذائية، والمُليّنات، وكذلك الفيتامينات المتنوعة والتي من الممكن أن تؤثر أيضاً بشكلٍ سلبيٍّ على المضاد الحيوي. ففي بعض الأحيان يجب الابتعاد عنها نهائياً إلى حين إتمام العلاج، وفي أحيانٍ أخرى من الممكن أن تؤخذ شرط ترك فترةٍ زمنيةٍ قبل أو بعد تناول الدواء.
المصدر: