البيولوجيا والتطوّر > علم الجينات

الجينات التي تجعل من أحصنة البحر كائناتٍ غريبة

استمع على ساوندكلاود 🎧

أحصنة البحر حيواناتٌ غريبة تعيش في المحيط، تتّسم بصفاتٍ فريدة؛ ابتداءً بخطومها الأنبوبية، وانتهاءً بذيولها الالتفافية، ولعلّ السمة الأكثر غرابةً تكمن في أنّ الذكور هي التي تلد، أو بمعنى أدقّ تحتضن البيوض الملقّحة حتّى تفقس، وذلك في جيب خاصّ موجود على جسمها. وللمرّة الأولى يدرس فريق من الباحثين الأساسَ الجيني لهذه الشذوذ التطوّرية، من خلال تحليل سلسلة جينوم ذكر حصان البحر ذي الذيل النمري (Hippocampus comes)، ومقارنته بالحمض النووي لأنواع أخرى من الأسماك العظمية.

وقد ورد في تقرير فريق البحث لمجلّةNature ، أنّ أنواع حصان البحر تطوّرت بمعدّل أسرع من أسلافها، ما أدّى إلى تغيّرات وراثية رئيسة. فعلى سبيل المثال، يفتقد حصان البحر ذو الذيل النمري معظمَ الجينات التي تؤثّر على تطوّر مادّة المينا الصلبة التي تدخل في تركيب الأسنان، فبدلَ وجود الأسنان، اندمج الفكّان إلى خطم أنبوبي وفمٍ صغيرٍ مناسبٍ لالتهام الطعام من قاع البحر. ورغم أنّ معظم الأسماك تعتمد على حاسة الشمّ للبقاء، فإنّ لدى النوع Hippocampus comes عدداً قليلاً نسبياً من الجينات المتعلّقة بحاسّة الشمّ.

بالإضافة إلى ذلك، يفتقر حصان البحر ذو الذيل النمري (وأنواع أخرى قريبة) إلى جينات الزعانف، الأمر الذي يفسّر عدم وجود الزعانف، ووجود الذيول المتطاولة ، ودروع الأجسام العظمية، لكنّ Hippocampus comes يملك جيناً واحداً بوفرة، يسمّى pastn، ويرتبط هذا الجين مع حالة حمل الذكور، وفي جينوم حصان البحر 6 نسخ منه.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

الورقة البحثية: هنا