علم النفس > الأطفال والمراهقين
ادفع لأولادك كي يتناولوا الفواكه
ادفع لأولادك ليأكلوا الفاكهة والخضروات!
بينما يلزم القانون الفدرالي في الولايات المتحدة الدولة بدفع 5.4 مليون دولار لشراء الفاكهة والخضروات للمدارس في كل يوم، فإن الأطفال يقومون برمي ما يقارب سعره 3.8 مليون دولار منه في القمامة كل يوم.
راقب باحثون من جامعة برغهام يونغ وكورنيل ثلاثة مدارس تطبق المعايير الجديدة للغداء، والتي تتطلب تقديم الفاكهة والخضروات للطلاب في الوجبات كل يومٍ سواءً رغب الطفل بأكلها أم لا، وأصدروا تقريرهم في نهاية كانون الأول الماضي أن الطلاب كانوا يقومون برمي ثلاثة أرباع الفاكهة والخضروات.
وتقول "جو برايس" بروفسورة الاقتصاد في جامعة برغهام يونغ: "لقد رأينا زيادة طفيفة في عدد الأطفال الذين يأكلون هذه الفاكهة والخضروات، ولكن كان يمكن القيام بذلك بطرق أكثر توفيراً".
قد يبدو ذلك غريباً، ولكن الدفع المباشر للطلاب ليأكلوا الفاكهة والخضروات كان ذو تكلفة أقل ونتائج أفضل!
تعاونت جو برايس مع ديفيد جست من جامعة كورنل للقيام بدراسة ثانية لقياس تأثير المكافآت الصغيرة في غرفة الطعام.
استمرت الدراسة أسبوعاً من التجارب التي أخذت عينات مختلفة من 15 مدرسة مختلفة، بعض من الأطفال كان يمكن له أن يحصل على نقود معدنية _ربع دولار أو بطاقة للمشاركة في جائزة أكبر_ إلا أن النتائج في جميع هذه الحالات كانت متشابهة. فوفقاً للتقرير الذي أُصدر في مجلة موارد الإنسان، وجدوا أن تقديم مكافآت صغيرة زاد استهلاك الخضار والفاكهة بمعدل 80% وانخفضت المهدورة بمقدار 33%.
هذا الأمر يطرح السؤال التالي: هل سيكون تقديم رشوة خيّرة..طريقة أفضل؟
تقول برايس أن الآباء غالباً ما يخطئون عند التفكير بالحوافز فنحن نشعر بشيء من الخطأ عندما نفكر بالرشوة. ولكن المكافآت يمكن لها بالفعل أن تفيد إذا ما خلق ذلك مهارة جديدة أو غيّر من سلوك الطفل.
إن القضية ضد استخدام رشوة الأهالي لأولادهم مفصلة بشكل كبير في كتاب ألفي كون الذي نشر عام 1999 بعنوان "المعاقبة بالمكافآت". حيث يمكن لهذه المكافآت في كثير من الحالات أن تقضي على الحافز الداخلي. ففي موضوع الطعام يمكن للجوائز أن تمنع الطفل من تطوير حافزه الداخلي الذي يدفعه لتناول الطعام الجيد، إضافة إلى خطر آخر وهو ما يدعى بالتأثير المرتد، حيث أن بعض الأطفال قد يقومون بتناول فاكهة وخضار أقل عند إيقاف هذه المكافآت.
ولذلك قامت برايس وجاست بقياس استهلاك الفاكهة والخضاء قبل وبعد تجارب أسبوع دراستهم. ووجدوا أنه وبانتهاء أسبوع الجوائز عاد الطلاب إلى المستوى السابق نفسه من الاستهلاك، حيث لم يكن هناك أي تحسين لسلوكهم الغذائي ولكن أيضاً دون أي تأثيرات مرتدة.
يدرس الباحثون الآن ما إذا كان توسيع الدراسة على ثلاثة أو خمسة أسابيع من المحتمل أن يؤدي إلى تغييرات دائمة، وحتى الآن تبدو النتائج واعدة.
المصدر: