علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث
هل تغير الهواتف الذكية أحاديثنا اليومية؟
هل تغير الهواتف الذكية أحاديثنا اليومية؟!
أجرت باحثة الاتصالات والإعلام البروفيسورة أنجيلا كيبلر من جامعة مانهايم-ألمانيا دراسةً لمعرفة الإجابة على هذا السؤال ولتوضيح الكيفية الذي يحدث بها هذا التغيير.
سواءً كنا في الطريق.. في وسائل المواصلات العاملة أو في استراحة العمل، دائماً ما نجد الهواتف الذكية منقذاً لنا لتجنب ملل الانتظار، وربما لكي لا نضطر لخوض أحاديث مع الغرباء، ولكن وجود هذه الهواتف الذكية في حياتنا لا يقتصر على هذه المواقف، فحتى مع المقربين في المطعم أو في غرفة الجلوس نلقي نظرة خاطفة على هاتفنا المحمول أو نجيب بسرعة على رسالة فيس بوك، هل هي النهاية البطيئة للأحاديث في حياتنا اليومية؟!
تحاول الأستاذة في جامعة مانهايم د.آنجيلا كيبلر في مشروع بحثي جديد الإجابة عن هذا السؤال، وتجدر الإشارة إلى أن البحث تم تمويله من قبل الجمعية الألمانية للأبحاث.
تؤكد النتائج الأولى للدراسة الفرضية المبدئية للباحثة التي تقول : "الأحاديث العرضية التي نجريها في طابور الانتظار أو السوبر ماركت لم ولن تنقرض، كل ما هنالك أننا ندمج الهواتف الذكية في هذا التواصل اليومي، لا زال الناس يتحدثون مع بعضهم البعض، ولكن من الطبيعي جداً أن نلقي نظرة على هواتفنا النقالة خلال هذه الأحاديث اليومية."
ولكن مع ذلك فإن الهواتف الذكية تغير من أحاديثنا اليومية، فالأحاديث التي نخوضها عبر الفيس بوك أو الرسائل النصية القصيرة نسترجعها بحرفيتها، بمعنى أننا لم نعد مضطرين لأن نعيد بناء الأحاديث والأفكار التي تبادلناها مع الأخرين، وإنما يقوم الهاتف الذكي بمهمة تخزين البيانات التي نحتاجها لنضيفها لأحاديثنا اللاحقة بكل بساطة فيما بعد، مما يغير من سلوك الحديث بشكل جذري، أما للإجابة عما إذا كان يغير أيضاً من وظيفة الأحاديث الاجتماعية فهذا السؤال يحتاج إلى تحليل شامل لقاعدة البيانات للإجابة عليه.
هذا ويعمل فريق الدكتورة كيبلر حالياً على دراسة الأحاديث اليومية التي تجري في الأماكن العامة كالمقاهي والقطارات والمواقف العامة، وذلك للبحث عن المزيد من الأدلة بخصوص تأثير وسائل الإعلام الاجتماعية على تواصلنا اليومي إذ تقول الباحثة الاجتماعية: "أكثر ما يثير اهتمامي هي الأحاديث الاجتماعية التي تجري عَرَضاً بين الغرباء الذين يلتقون بمحض الصدفة، فهذه الأحاديث الصغيرة الجانبية التي تعتبر أساسية لحياتنا المشتركة كبشر ولهويتنا ولإحساسنا بالانتماء للمجتمع".
وتضيف الأستاذة كيبلر بأننا في أحاديثنا اليومية نتفق بالدرجة الأولى على القيم والمعايير في حياتنا المشتركة: "عندما نتناقش مع الأصدقاء حول فيلمٍ جديدٍ على سبيل المثال، تُطرح آراء مختلفة نقارنها مع رأينا، إلى أن نصل إلى قاسم مشترك مع شركاء الحديث". وهذا ما لم تغيره وسائط التواصل الاجتماعية أيضاً، فلا زالت أحاديثنا اليومية جزءاً أسياسياً من فهمنا للعالم واكتسابنا للقيم و توجهنا الشخصي في المجتمع.
المصدر: