الغذاء والتغذية > عادات وممارسات غذائية
النفور من الأطعمة أثناء الحمل
تحدّثنا عبرَ مقالَين سابقَين عن أكثر الأطعمة التي تشهيها المرأة الحامل هنا وبعض أساليب الاستجابة لهذه الرغبة بطرق صحية هنا ونتابعُ اليوم مع أمرٍ معاكسٍ تماماً، وهو كُرهُ الطعام وخاصةٌ من قِبل السّيدات الحوامل، فبدلاً عن الرغبةِ الشديدة بتناول طعام ما، يتولّد شعورٌ بعدم الرغبة في تناوله نهائياً.
غالباً ما تكون الأطعمةُ المنفّرةُ ذاتَ رائحةٍ قوية، كالبصلِ والثوم والشاي والقهوة والهمبرغر والبيض واللحوم والحليب والأطعمةِ المُبهّرة، وعادة ما يكون ذلكَ في أوّل الحمل، ولكن ذلك ليس بالأمرِ الضروري، إذ يُلاحظ تغير أنواع الأطعمة بين التفضيل والكره بمرور فترةِ الحمل.
أسباب النفور من الأطعمة أثناء الحمل:
تؤدي التغيّرات الهرمونية إلى النفور من الأطعمة بنفسِ الشكل الذي تسبّبُ فيه زيادة الرغبة بتناولِها، وغالباً ما يعود ذلك إلى هرمون غونادوتروفين المشيمي البشري Human Chorionic Gonadotrophin (HCG) وهو هرمون موجِّه للغدد التناسلية، والمسؤولُ عن النتيجةِ الإيجابية لاختبارِ كشفِ الحمل. يتضاعفُ هذا الهرمون كلَّ بضعةِ أيام خلال الثُلث الأوّل من الحمل، وتصل نسبتُهُ إلى أوجِها خلالَ الأسبوع الحادي عشرَ من الحمل، الأمرُ الذي يؤدي إلى ظهورِ بعض الأعراض كالغثيان والوحام والنفور من الأطعمة. كما تلعبُ بعضُ الهرموناتِ الأخرى دوراً في التأثيرِ على الشهيّةِ خلال فترة الحمل.
يمكن أن يترافق النفور من الأطعمة مع الغثيانِ الصباحيّ، إذ يبدآن غالباً بنفسِ الوقت عند معظم النساء، وذلك وفقاً لمجلة Appetite. ويمكن أن يُعزى ذلك لكوْنِ العمليتين تتحفّزان بتأثيرِ نفس الهرمون.
كيفيةُ التعامل مع النفور من الأطعمة أثناء الحمل؟
ليس من الخطأ على المرأة الحامل أن تستجيب لرغباتها خلال هذه الفترة من الحياة، ويمكنها في هذه المرحلةِ أن تناول ما تشتهيه (ولكن باعتدال)، أو أن تبتعدَ عمّا تنفرُ منه، مع الانتباه لعدمِ افتقار حميتِها الغذائية لأي من المغذّيات الضرورية، والتي يجدرُ بها تعويضُها عن طريقِ تناول بدائلِها إن حصل ذلك، كأن تتناول البقوليات والمكسّرات بدل اللحوم الغنية بالبروتين، أو أن تُعوّض الكالسيوم من الخضار الورقية الداكنة والعصائر المدعّمة بهذا العنصر.
من جهةٍ أخرى، يمكن للمرأة أن تجرّب إخفاءَ الأطعمة التي تنفر منها لتصبح غيرَ ظاهرةٍ في الوجبة، كأن تخلطَ الخضار الورقية مع الكوكتيل إن كانت تشعرُ بالنفور منها.
يُذكر أن معظم النساء يعُدنَ إلى تناولِ الاطعمة التي نفرْنَ منها بعد الولادة، إلّا أن هذا النفور يمكن أن يستمر لفترة طويلة بعد الولادة لدى نسبةٍ قليلة من السيدات. ولا بدّ من التأكيد على أن هذه الحالة تعتبرُ أمراً طبيعياً جداً أثناء الحمل، ولا داعي للقلق بشأنِها كثيراً.