الفلسفة وعلم الاجتماع > الفلسفة
نظرية الهوية الدماغية- العقلية
هل العقل هو نفسه الدماغ؟ أم أن العقل هو ترجمة للعمليات التي يقودها الدماغ؟أم تعتقد أنهما مختلفان عن بعضهما تماماً؟ تابع معنا المقال لمعرفة المزيد...
ترى نظرية الهوية العقلية، أن الحالات والعمليات العقلية تتطابق مع الحالات والعمليات الدماغية. اصطلاحاً، تُستخدم كلاً من هاتين العبارتين "لديه/ها عقل جيد" و "لديه/ها دماغ جيد" للتعبير عن المعنى نفسه، إلا أنه يصعب جداً قول "يزن عقلها خمسين أونصة".
في هذا المقال، سنأخذ التمييز بين العقل والدماغ على أنه مسألة تتعلق بتمييز العمليات، وربما الحالات لكل منهما. مع الأخذ بعين الاعتبار، تجربة الألم، أو تجربة رؤية شي ما، أو حتى تجربة أن نمتلك صورةً ذهنية عن شيء ما.
ونظرية الهوية العقلية مفادها أن هذه التجارب هي مجرّد عمليات دماغية، وليست مجرّد تجارب لها صلات بالعمليات الدماغية. ويرى بعض الفلاسفة، أنه ورغم أن تلك التجارب آنفة الذكر هي عمليات دماغية، إلا أنها في الأساس تمتلك خصائص نفسية وغير مادية. ُيطلق عليها أحيانا اسم "qualila" (وهي المكون الداخلي والذاتي لتصورات المعنى، والتي تنجم عن تحفيز الحواس بالظواهر).
وعليه، فسوف نأخذ بنظرية الهوية على أنها إنكارٌ لوجود مثل هذه الخصائص اللامادية، وغير قابلة للتبسيط.
البعض من واضعي نظرية الهوية هذه، يعطي تحليلاً يرتبط بالسلوك عن الحالات العقلية، كالمعتقدات والرغبات. أما البعض الآخر - والذين يُلقبون أحياناً بالـ الماديين - يقولون بأن الحالات العقلية هي فعلياً الحالات الدماغية. ورغم أن هؤلاء يلقبون أنفسهم بالماديين، لكن فعلياً لقب "الفيزيائيين" يناسبهم أكثر. حيث من الممكن لأحد ما أن تكون نظرته مادية حيال مايتعلق بالعقل، لكنه سيرى أن هناك كيانات يُشار إليها في الفيزياء ولايمكن عدُّها "مادة".
وإذا أخذنا بنظرية الهوية هذه و بأشكالها المتعددة على أنها نوعٌ من المادية، فعلينا القول أنها مادية وجودية، وليست مادية متعدية. وسيكون من العبث، محاولة ترجمة الجمل التي تحتوي على كلمة "الدماغ" أو "الشعور" إلى جملٍ عن الالكترونات والبروتونات. كما ولا يمكن أن نترجم جمل تحتوي على كلمة "الشجرة". فإنّ الشجرة شيءٌ نتعلّمه بالإشارة إليه، وهي لاتدخل حتى في تصنيفات النباتات. ولو أن أحجامنا أصغر بكثير، فإن الهندباء ستكون بمثابة الشجرة بالنسبة لنا.
ومع ذلك، قد يقول الفيزيائي أن الأشجار آليات فيزيائية معقدة، وسينكر البروز القوي في المعنى عند بعض الفلاسفة، مثل Samuel Alexander، وربما أيضاً Charlie Dunbar Broad ( والذي يلقّب بـ C.D. Broad). فهذا الأخير قد لاحظ أنه بقدر ماكان معروفاً في ذلك الوقت عن خصائص الملح شائع الاستخدام، لايمكن لها أن تكون مستخرجة من خصائص عنصري الصوديوم أو الكلور كلاً على حدى. وجعلها ترتبط بنظرية المعرفة عند قوله أن نظرية الفوضى تُظهِر أنه حتى عندما يتعلّق الأمر بنظريةٍ حتميةٍ ما، فإن الآثار والعواقب قد تتجاوز إمكانية التنبؤ. الفيزيائي لن ينكر المعنى الحميد لذلك البروز لدى بعض الفلاسفة، حيث فيه لايعدُّ الجهاز مجرّد خليطأً من أجزاءه.
المصدر: هنا