الطب > موسوعة الأمراض الشائعة
الثآليل: تعريفها وأنواعها وعلاجها
تحدث الثآليل نتيجةَ تكاثرٍ في خلايا الجلد القاعدية بتحريضٍ من فيروس يُسمَّى فيروس الورم الحليمي البشري HPV فتتراكم طبقاتٌ من خلايا البشرة وطبقاتٌ من الكيراتين ليتشكلَ ثؤلولٌ ظاهرٌ على سطح الجلد.
تعدُّ الثآليلُ من الأمراض الشائعة؛ إذ تتراوح نسبةُ انتشارها بين 5% إلى 30% في بعض المجتمعات، وأكثرُ المصابين هم من الأطفال في سن المدرسة، ورغم أنَّها أورامٌ جلديةٌ سليمة -أي إنَّها ليست سرطاناتٍ (باستثناء الثآليل التناسلية التي تحمل طابعاً خاصاً واحتمال خباثة)- إلا أنَّ خطورتَها تكمن في أنَّها وبالعلاج الخاطئ قد تزداد انتشاراً لتصيبَ مناطقَ أخرى من الجسم عند حكها أو تقشيرها بآلاتٍ حادة، إضافةً إلى ذلك قد يحدث خطأ في التشخيص ويُحسن الظن في آفة سرطانية اعتقاداً بأنَّها ثؤلولٌ بسيط، ولذلك لا بدَّ من مراجعة الطبيب عند وجود اشتباه، لأنَّ بعضَ الظن إثمٌ وفي بعضه الآخر سلامتُك!
تصنّف الثآليلُ تبعاً لموقع الإصابة في الجسم، وشكلها الظاهري إلى:
• ثؤلولٌ شائع: يصيب أيَّ مكان في الجسم وخصوصاً اليدين بسبب تعرضهما المتكرر للتلامس وازدياد احتمال العدوى من الآخرين، أو حتى من مناطقَ أخرى من الجسم عند حكِّ الآفات في محاولةٍ لإزالتها، وتكون الثآليلُ الشائعةُ ذات شكلٍ دائري بارزٍ فوق سطح الجلد بسطح خشن وجاف ويقارب لونُها لونَ الجلد أو تكون أقلَّ اصطباغاً، أو أكثرَ اصطباغاً في الأماكن المعرَّضة للشمس.
• الثؤلول المسطح: أكثرُ المناطق إصابةً به هي الوجه والرقبة، ويكون بلونٍ غامقٍ نتيجةَ تعرُّضِه الزائد للشمس، وكثيراً ما يُعتقد أنَّه نمشٌ بسيط فيتأخرُ علاجُه، وقد يتفاقم عند أذيته بشفرات الحلاقة فتتوسع الإصابة.
• الثؤلول الأَخمصي: يصيب الأقدام في مناطق الضغط والاستناد، حيث تكون هذه المناطق متأذيةً قليلاً نتيجة الضغط، ولذا فهي أضعفُ وأسهلُ غزواً من الفيروس. وبسبب هذا الضغط فإنَّ الآفاتِ لا تنمو إلى الخارج مثل الثآليل الشائعة، بل تكون مسطحة أو تنمو إلى العمق.
• الثؤلول التناسلي: رغم قلة دراية كثير من البالغين به، إلَّا أنَّه أشيعُ مرض منقول بالجنس ويسببه نمطٌ خاصٌّ من الفيروس الحليمي البشري HPV، ويجهل كثيرون أنَّه قد يُسبب سرطانَ عنق الرحم أو سرطانَ القضيب وقد تؤدي الإصابة به إلى الوفاة.
من غير المعروف بدقة كم تبلغ مدةُ الحَضانة، أي المدةُ بين العدوى بالفيروس وظهور الآفات ولكن يُعتقد أنَّها تتراوح بين أشهر وسنوات، ويختلفُ تطوُّرها من مريضٍ إلى آخر. يكون الشفاء العفوي دون معالجة ممكناً، بل شائعاً عند ذوي الأعمار الصغيرة، وهذا ما عزز الاعتقادَ لدى العامة أنَّ بعضَ الوصفات الشعبية وعباراتِ الشعوذة يُمكن أن تخلِّصَ المريضَ من ثآليله.
العلاج:
يُمكن تطبيقُ العلاج منزلياً عند التأكد من التشخيص الصحيح، والدواء الأكثر استعمالاً هو حمض الساليسيليك، الذي يتوافر على شكل محلول أو هلام (جل) أو لصاقات. يُطبَّق الدواءُ يومياً وقد يستغرق الأمرُ عدةَ أسابيع، وعند الشعور بالألم، ينبغي التوقُّف عن استعماله ومراجعة الطبيب.
هناك عدةُ وسائلَ علاجيةٍ يُمكن للطبيب أن يلجأَ إليها عند فشل المعالجة المنزلية، ومن هذه الوسائل:
• المعالجةُ بالتجميد Cryotherapy: باستخدام الآزوت السائل وهي طريقة مؤلمة قليلاً وتحتاج عدة جلسات أحياناً.
• المعالجةُ بالتجريف والتخثير الكهربائي: يتم كشطُ الطبقاتِ الخارجية وكيِّ الأرضية بعد التخدير الموضعي، ونقصد بالأرضية الطبقةَ الجلديةَ العميقةَ من الثؤلول المصابةَ جزئياً التي تشكل قاعدةً أو أرضية له.
• الاستئصال الجراحي وخياطة حواف الجرح تحت التخدير الموضعي.
ثمة حالاتٌ مُعنِّدة -تكثر عند ذوي المناعة الضعيفة- قد تحتاجُ إلى المعالجة بالتخثير بالليزر، أو حقنِ الآفات بأدوية مضادةٍ للسرطان، أو المعالجة المناعية التي تُحرِّض حدثيةً تحسسيةً تستنفر الكرياتِ البيضَ في المنطقة.
تكون الوقاية بتطبيق قواعد النظافة الشخصية، وتجنُّب السير بأقدامٍ حافيةٍ في غرف تبديل الملابس أو المسابح أو الحمامات العامة، وتجنُّب حك الآفات أو ملامسة آفات الآخرين بدافع الفضول دون ارتداء قفاز.
أما النجوم، فبإمكانك أن تعدَّ منها ما شئتَ وأنت مطمئنُ البال، عسى أن تستمتعَ بالإشارة إليها بأصابعَ خاليةٍ من الثآليل!
المصادر: