التعليم واللغات > اللغويات
هل تنحاز ويكيبيديا للرجال «لغوياً»؟ تقييم محتوى ويكيبيديا يظهر تمييزاً بين الجنسين
على الرغم من كل الجهود المبذولة لتحقيق المساواة بين الجنسين، أعلنت مجموعةٌ من خبراءِ الحاسوب أنَّ مقالات ويكيبيديا تحتوي تمييزاً ضمنياً وعميقاً ضد المرأة.
في هذا المقال شرحٌ عن الدراسة، وكيف استطاع خبراء علم اللغويات الحسابي الوصول لهذه النتائج.
نشرت صحيفةُ نيويورك تايمز في عام 2011 تقريراً يحتوي على معلوماتٍ تفيدُ بأنَّ 13% فقط من معدي المحتوى في ويكيبيديا هنَّ من النساء مقارنةً بنسبةِ القارئاتِ والتي لم تتجاوزِ النصفَ من مجملِ عددِ القرّاء .
وخلصت دراسةٌ أجراها مركزُ لايبنز للعلومِ الاجتماعيةِ في ألمانيا بالتعاونِ مع كليةِ علومِ الأرضِ في زيورخ- سويسرا وجامعةِ كوبلينز في لانداو إلى أن اللغةَ التي يُشارُ بها إلى النساءِ في ويكيبيديا تختلفُ بشكلٍ واضحٍ عن تلك المستخدمةِ للحديثِ عن الرجال.
كلاوديا فاغنر من مركزِ لايبنز ترى أنَّها وجدت أدلةً في منشوراتِ ويكيبيديا تشيرُ إلى أنَّ التمييزَ العنصري متجذرٌ وراسخٌ بعمقٍ أكثرَ مما كانت تتصوّر.
وكانت فاغنر وزملاؤها قد قارنوا ستَّ نسخٍ من لغاتٍ مختلفةٍ لمقالاتٍ تتحدثُ عن شخصياتٍ معروفةٍ من الرجالِ والنساء. أُخِذَت هذه المقالاتُ من قاعدةٍ بياناتٍ أنشأها فريقٌ من معهدِ ماساتشوتس للتكنولوجيا MIT، وتحتوي على معلوماتٍ عن ما يقاربُ 120.000 من الشخصيات المعروفة، وقد تمَّ تغطيةُ قاعدةِ البياناتِ هذه بشكلٍ كاملٍ من قبلِ ويكيبيديا.
تقول فاغنر " وجدنا أنَّ ويكيبيديا نشرت معلوماتٍ بشكلٍ كافٍ وجيدٍ عن عددٍ كبيرٍ من النساء وباللغاتِ الست"
وأضافت أنَّ المقالاتِ التي تظهرُ على الصفحةِ الرئيسةِ للنسخةِ الإنجليزيةِ من موقعِ ويكيبيديا لا تُظهرُ أي علاماتِ تمييزٍ ضد المرأة.
وللوهلةِ الأولى تُظهرُ النتائجُ أنَّ مجتمعَ ويكيبيديا يولي اهتماماً جيداً بالمساواةِ بين الجنسين ويتجنبُ أيَّ تمييزٍ ضدَّ المرأة.
على أنّ العلاماتِ والإشاراتِ العنصريةِ الأخرى والتي وُصِفت بأنّها ماكرة ويصعبُ جداً تغييرها، تصورُ المرأةَ بشكلٍ مختلفٍ تماماً عن الرجل.
وأوضحت نتائجُ الدراساتِ الأوليةِ أنَّ المقالاتِ التي تتحدثُ عن النساءِ عادة ما تُربَطُ بمقالاتٍ أُخرى تتحدثُ عن شخصياتٍ ذكورية، بينما العكس ليس صحيحاً. وهذا ما تم إثباتهُ في النسخِ اللغوية جميعها. فالاستخدامُ المفرطُ للكلمات المميزةٍ للجنسِ في المقالات التي تتحدثُ عن شخصيةٍ أنثويةٍ يوحي بأن الحديثَ عن الرجلِ هو الأمرُ القياسي.
كما أكدتِ نتائجُ الدراسة على أنّ المقالاتِ تستخدمُ الكلماتِ التي تظهر وتركز بشكلٍ كبير على جنسِ الشخصية الأنثى. إذ تستخدم بشكلٍ مفرطٍ كلماتٍ مثل امرأة، أنثى، عائلة، سيدة، مطلقة، أطفال في المقالات المتعلقة بالمرأة.
بينما في المقالاتِ المتعلقةِ بالرجالِ نادراً ما يتمُّ ذكرُ كلماتٍ تصفُ جنسَه بشكلٍ مبالغٍ فيه مثل رجل، عضلات، سيد ولا يتم الحديث عن أطفال أو عائلة أو ما يشابه ذلك.
ويرى الفريقُ الذي أجرى البحثَ أنَّ السببَ وراءَ هذه النتائجِ ميلُ الكُتَّابِ لاعتبارِ أن الحديثَ عن رجل ما لم يتم إثبات غير ذلك، وهذا ما تعتبره فاغنر تبريراً معقولاً.
المصدر: