الطب > مقالات طبية
إعادة اكتشاف دواء لالتهاب المفاصل ليستخدم في علاج أمراض كلوية خطيرة
دواءٌ لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي (الروماتزمي) قد يصبح أوّل علاجٍ موجّه لأكثر أمراض الكلية شيوعاً، وهو المرض الذي يؤدّي حتماً في الغالب إلى فشل كلوي .
وجد فريق من الباحثين من مستشفى ماساتشوستس الحكومي(MGH) أنّ العلاج بدواء abatacept المضادّ للروماتيزم يعمل على إيقاف تطوّر داء "تصلّب الكبيبات القِطَعي البُؤرِي"FSGS في 5 مرضى، ممّا حال دون فقدان 4 من هؤلاء المرضى للكلى المزروعة لهم، وعمل على تخفيف شدّة المرض في المريض الخامس.
يتميّز مرض التصلّب الكُبَيبي القِطعي البُؤري FSGS بتشكّل نسيج نَدْبيّ في الكبيبات ، ووحدات التصفية الأساسيّة في الكلية. تكون بعض أشكال المرض موروثة، وبعضها الآخر مجهولة السبب، ولكنّ الغالبية العظمى من الحالات تتطوّر في أفراد مصابين بارتفاع ضغط الدم أو السمنة أو الداء السكري.
يعطّل FSGS وظيفة الخلايا القدمية (الخلايا الرّجْلاء podocytes)، وهي خلايا توجد داخل الكبيبات ذات أهميّة كبيرة في وظيفة الكلية. وبينما يساعد العلاج باستخدام الستيروئيدات وبعض الأدوية المثبّطة للمناعة بعض المرضى، تسبّب الآثار الجانبية للاستخدام المديد لتلك الأدوية العديد من المشاكل .
أظهرت الأبحاث السابقة من قبل فريق الباحث Mundel أنّ تعبير الخلايا الرّجلاء عن جزيء مناعي يدعى B7-1 – أي ظهور هذا الجزيء على سطح الخلايا المذكورة- يرسل إشارة تؤدي إلى انهيار وظيفة التصفية الكلوية، ممّا يؤدي الى تسرّب البروتين في البول ( بِيلة بروتينية)، ومن ثَمّ: فشل كلوي.
العلاج المعتمد حالياً: هو علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، والذي تجري دراسته لاستخدامه في حالات أخرى، حيث يثبّط دواء abatacept نشاط جزيء B7-1 الذي لا تعبّر عنه الخلايا الرجلاء السليمة عادةً. بعد أن أشارت التجارب المخبرية أنّ علاج الروماتيزم هذا قد منع الـتأثير الأساسي المسبّب للمرض والناجم عن تعبير الجزيء B7-1 على الخلايا الرجلاء، اختبر الفريق العلاج بالدواء لدى خمسة مرضى مصابين ب FSGS؛ يعاني 4 منهم من مرض ناكِس (راجع) يصيب الكلى المزروعة، وواحد منهم يعاني من مرض مقاوِم للعلاج وكان لديه قابلية عالية للفشل الكلوي .
في المرضى الخمسة، ساعد العلاج بabatacept على التخفيف من البيلة البروتينية التي سبّبها "تصلّب الكبيبات القطعي"، كما ظلّ اثنان من المرضى ممّن يتكرّر لديهم المرض يأخذان جرعة واحدة من abatacept ، وبذلك هدأت لديهم شدّته لمدة ثلاث أو أربع سنوات، في حين احتاج المريضان الآخران إلى جرعة ثانية عندما عادت البيلة البروتينية للظهور ثانيةً بعد عدّة أسابيع، وظلّوا في فترة تحسّن لمدة 10-12 شهراً على التوالي .
تقول إحدى المريضات أنّها لم تعد بحاجة إلى جرعات عالية من الستيروئيدات والمثبّطات المناعيّة التي كانت تعتمد عليها، والتي كان بعضها في الواقع يزيد من خطر حدوث الفشل الكلوي .
يقول الطبيب المشرف على الدراسة أنّ كلّ الأسباب تشير إلى أنّ دواء abatacept سيكون خياراً جيداً على المدى الطويل لعلاج جميع الأمراض الإيجابية للجزيء المناعي B7-1، بما فيها FSGS تصلّب الكبيبات القطعي المركزي وربّما أمراض الكلية السكّرية (التي تنشأ كمضاعفات للداء السكري).
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا