الغذاء والتغذية > الرياضة وتغذية الرياضيين
تأثير مستويات فيتامين D النّشط وغير النّشط على الكتلة العضلية والدهنية
يُصنّف الفيتامين D مع الفيتاميناتِ الذّوابة بالدّهون، ويتواجدُ في عددٍ قليلٍ من الأطعمةِ، كما يمكن أن تُدعّم بهِ بعضُ المنتجات الغذائية، إضافةً إلى إمكانيةِ الحصول عليه على شكلِ مكملاتٍ غذائية، أما طبيعياً، فيتمّ اصطناعُهُ تحتَ الجلد عند التعرّضِ للأشعةِ فوقِ البنفسجية UV.
يمكن أن يتم تناول الفيتامين D على شكلِ كوليكالسيفيرول Cholecalciferol (أو ما يُعرفُ بالفيتامين D3)، وإرغوكالسيفـرول Ergocalciferol (أو ما يُعرف بالفيتامين D2). يعتبر كلا هذين الشكلين غيرَ نشِطَين حيوياً، ويتم تنشيطُهما داخل الجسمِ عبرَ تفاعُلَين إنزيميّيَن؛ أولُهُما يحدثُ في الكبدِ محولاً الفيتامين D إلى شكلٍ يسمى "الكالسيديول Calcidiol" والذي يمرُّ في تفاعلٍ إنزيميٍ ثانٍ في الكلى ليتحوّلَ إلى شكلِهِ الفعَّال حيوياً وهو "الكالسيتريول Calcitriol".
وقد أظهرَ الباحثون في جامعةِ برمنغهام أنّ زيادةَ مستوياتِ فيتامين D النشطِ Active vitamin D يمكنُ أن تُساعدَ على تحسينِ قوةِ العضلاتِ عندَ البشر، ويأملُ الفريق أن تكونَ هذه النتائجُ طريقاً لدراساتٍ مستقبليةٍ لاحقةٍ، بحيث نتمكّنُ من الإجابةِ على التساؤلاتِ بشأن مستوياتِ فيتامين D المُثلى واللازمة لصحةِ العضلات وتقويتِها.
وتَستند الدراسةُ على معرفةٍ سابقةٍ بمستوياتِ فيتامين D غيرِ النشط وعلاقتِها بنقصِ الكتلةِ العضلية. وقد أوضحَ الدكتور Zaki Hassan-Smith من جامعةِ برمنغهام أن دورَ الفيتامين D في تحسينِ صحة العظام مفهومٌ بشكل جيّد، ولكننا ما زِلنا بحاجةٍ لمعرفةِ المزيدِ عن كيفيةِ تأثيرِهِ على العضلات. وقد جاء ذلكَ بعد قياسِ نقصِ الفيتامين D عبرَ اختبارِ أشكالِه غيرِ النشطة في الدم حتى أصبحَ من المُمكِن تطويرُ طريقةٍ جديدةٍ لتقييمِ أشكالٍ متعددةٍ من الفيتامين D مصاحبةٍ لاختباراتٍ مُكثّفةٍ لتكوينات الجسم، ووظائفِ العضلات، بالإضافة إلى التعبيرِ الجينيّ للعضلات.
شملَت الدراسةُ 116 متطوعاً تتراوح أعمارُهم بين الـ 20 والـ 74 عاماً، قيسَت مستوياتُ الفيتامين D النّشط وغير النّشط لديهم بالإضافة إلى عددٍ من الخصائصِ الفيزيائية بما فيها كتلةُ الدهونِ والعضلات. ووجِدَ أنّ النساء اللواتي يَملُكن جسماً صحياً ونسبةَ دهونٍ منخفضةٍ كنّ أقلّ تشخيصاً من حيثُ توافرِ مستوياتٍ عاليةٍ من فيتامينِ D غير النشط في دمِهِم، والتي تُعتبر علامةً على عوزِ الفيتامين D. بينما كانت مستوياتُ هذا الفيتامين غير النشط عاليةً عند النساء اللاتي يملكْنَ نسبةً مرتفعةً من الدهون، مما يدُلّ على وجودِ علاقةٍ بين الفيتامين D وتكوينِ الجسم. كما استنتج الباحثون أنّ الشكلَ النّشِطَ من الفيتامين D لم يرتبِطْ مع الكتلةِ الدهنيةِ في الجسم، ولكنّهُ ارتبطَ مع الكتلةِ العضلية؛ فالأشخاصُ الذين يملكون كتلةً عضليةً كبيرةً كانت لديهم مستويات فيتامين D النشطِ أعلى.
هذا وقد بيّنَت نتائجُ هذه الدراسةِ أنّ العلاقةَ بين مستوياتِ الفيتامين D والكتلةِ العضلية معقدةٌ أكثرَ ممّا كان معتقداً، وقد يرجع ذلكَ إلى ارتباطِ دهونِ الجسم بارتفاعِ مستوياتِ فيتامين D غيرِ النشط، في حين ارتبطَت المستوياتُ المرتفعةُ من الفيتامينِ D النشِطِ بارتفاعِ الكتلة العضليّة. ويستوجبُ ذلك معرفةَ الآليةِ القابعةِ وراءَ هذا الارتباط كي يصبح تحديدُ كميةِ مكمّلاتِ فيتامين D اللازمةِ لتقويةِ العضلات وزيادتِها أمراً ممكناً في المستقبل.
المصدر: هنا
الدراسة المرجعية:
Zaki K. Hassan-Smith, Carl Jenkinson, David J. Smith, Ivan Hernandez, Stuart A. Morgan, Nicola J. Crabtree, Neil J. Gittoes, Brian G. Keevil, Paul M. Stewart, Martin Hewison. 25-hydroxyvitamin D3 and 1,25-dihydroxyvitamin D3 exert distinct effects on human skeletal muscle function and gene expression. PLOS ONE, 2017 DOI: هنا