الغذاء والتغذية > منوعات غذائية
جراثيم الأمعاءِ تتوسط العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان القولون والمستقيم
يمكن لنظامِك الغذائي الذي تتّبعُهُ أن يؤثر على الجراثيم المعوية المتواجدةِ طبيعياً في جهازِك الهضميّ.. وتبعاً لذلك يمكن لخطرِ تعرُّضِكَ لسرطانِ القولون والمستقيم أن ينقص أو يزيدَ.
يعتبرُ سرطانُ القولون والمستقيم من أكثرِ أنواعِ السرطانات شيوعاً بين النساءِ والرجال، ويحتلّ المرتبةَ الثالثةً في الولايات المتحدةِ الأمريكية. وقد أشارَت الدراساتُ إلى أنّ الحمياتِ الغنيةَ باللحومِ الحمراءِ والمصنّعةِ قد زادَت من خطرِ الإصابةِ بسرطانِ القولون والمستقيم على عكسِ الحمياتِ الغنيةِ بالألياف (كالفواكه، والخضار، والحبوب الكاملة، والبقوليات) والتي خفّضت نسبةَ الإصابة بالمرض، ويعودُ ذلكَ إلى دورِ الغذاء في إحداثِ تغييرات في جراثيم الأمعاء الطبيعية.
وقد لوحظَ في الأبحاث التي أجريَت على علاقةِ الغذاء بهذه الأنواع السرطانية أنّ الأشخاصَ الذين خضعوا لحمياتٍ غذائيةٍ عاليةِ الأليافِ كانوا أقلَّ عرضةً لخطرِ الإصابةِ بسرطانِ القولون والمستقيم الذي يحتوي في تركيبه على جراثيم Fusobacterium nucleatum.
وتلعبُ هذه الجراثيم التي تتواجدُ بشكلٍ طبيعيّ في الأمعاء دوراً في تطورِ سرطانِ القولون والمستقيم، إذ لوحظَ أن تعدادَها ونسبَتَها تتزايدُ بشكلٍ واضحٍ في برازِ الأفرادِ المشاركينَ في التجربة، وذلك إثرَ تغييرِ نمطِ حميَتِهم من الحمياتِ منخفضةِ الأليافِ إلى أخرى مرتفعةِ الألياف.
وخلالَ مدةٍ تتراوح بين 26-32 عاماً، درسَ الدكتور Shuji Ogino أكثرَ من 130 ألفَ حالةٍ، منهُم 1019 حالةً لسرطانِ القولون والمستقيم، وبعدَ تتبّعِ البيانات الغذائية وكميةِ الغذاء ومحتواهُ من الألياف، تمّ تحليلُ عيناتٍ من أنسجةِ الأورام في المصابين، ووُجدَ أن نوعيةَ الغذاء لعبَت دوراً في حدوثِ تغييراتٍ على جراثيم القناة الهضمية، أي أن الغذاءَ كان عاملاً مؤثراً على زيادةِ أو إنقاصِ خطرِ الإصابةِ بسرطان القولون والمستقيم، وذلكَ جنباً إلى جنب مع النوع الجرثوميّ المدروس.
وما زالت هناكَ حاجةٌ لمزيدٍ من الدراساتِ لتأكيدِ النتائجِ التي توصّل إليها العلماءُ في العلاقة المعقّدةِ بين النظامِ الغذائي وجراثيم الأمعاء وحدوثِ السرطانات.
المصدر:
الدراسات المرجعية: