الغذاء والتغذية > عادات وممارسات غذائية
الحمل والغثيان الصباحي وعلاقته بالغذاء
يعتبر الغثيان الصباحي من الأمور شائعة الحدوث لدى المرأة الحامل، وخاصةً في الثلث الأول من الحمل، ويُسمّى بالصباحيّ لأنّ فترةَ الانزعاج تحدث عادةً في الصباح بُعَيْد الاستيقاظ، في حين يمكن أن يحدثَ حقيقةً في أي وقتٍ من اليوم. وعادةً ما يسوءُ الأمر عند رؤيةِ وشمّ رائحة بعضُ الأطعمة، فيُنصح بالابتعاد عنها في المرات اللاحقة.
وبشكلٍ عام، يمكن للنفورِ من الأطعمة أن يتغير من فترةٍ لأخرى خلال الحمل، علماً أنّها غالباً ما تختفي بعد الولادة، مع عددٍ قليل من الحالات التي يستمر فيها النفور من أحد الأنواع الغذائية.
ما هي أكثر الاطعمة التي تسبب نفور المرأة الحامل منها أو من رائحتها؟
عادةً ما يكون نفور الحامل من الأطعمة ذات الرائحة القوية هو الأكثرَ شيوعاً، ومن الأمثلة على ذلك:
اللحوم، والبيض، والحليب، والبصل، والثوم، والشاي، والقهوة، والأطعمة الحريفة.
أما عن الأطعمةِ التي تساعد في التخفيف من النفور من الأطعمة وبالتالي الغثيان الصباحيّ:
- الزنجبيل:
يُستخدم الزنجبيل لمعالجةِ الاضطراباتِ المعويّةِ منذُ قرونٍ عدة، ويمكن تناوله كمُكمّل دوائي أو شراب مغليّ أو حتى نيئاً. وتقترح المنظمةُ الوطنية للصحة National Institution of Health "NIH" بأنّ تتناول المرأة الحامل لحوالي 250 ملغراماً من الزنجبيل أربعَ مرات يومياً يساعدُ في منعِ، بل وعلاجِ الغثيان الصباحي.
وعلى الرغم من أنّ معظم الدراسات تؤيّد استخدام الزنجبيل لهذا الغرض، إلّا أنّ بعض الجدل لا يزال قائماً حول إمكانية تسبُّب الزنجبيل بمشاكلَ للجنين، لذلك من الأفضل استشارة الطبيب المختص قبل استعماله.
- الليمون:
يعتبرُ الليمون من الخياراتِ الشائعة للمرأة الحامل التي تعاني من الغثيان، حيثُ يجدُ البعض راحةً في طعمِهِ الحامض واللاذع. ويمكن أن يُتناول كعصير أو أن تضافَ بضعُ قطرات من خلاصتِهِ للماء.
- فيتامين B6:
ويُعرف أيضاً بالبيروديكسين، أظهر استعماله تحسناً فيما يتعلّق بالغثيان في الأشهرِ الأولى من الحمل. كما أنّ تناول كمياتٍ كبيرة منه ليس ذا تأثيراتٍ عكسيةٍ على الحمل، ويُنصح عادةً بتناولِ 25 ملغراماً منه كلّ ثمانِ ساعات. يتواجد هذا الفيتامين طبيعياً في المصادرِ الغذائية الطبيعية كالخضار الورقية الخضراء والفاصولياء والحبوب المدعّمة.
- المشروبات المُلطِّفة:
يحتلّ الحرصُ على شربِ كميةٍ كافية من السوائل لتجنّب التجفاف أولويةً كُبرى لدى الجميع، وخاصةً السيدات الحوامل اللّاتي يعانينَ من الإقياءِ الذي يمكن أن يُرافقَ الغثيان الصباحي.
وتُفضّل أغلبُ السيداتِ المشروباتِ الدافئةَ مثل الشاي والزنجبيل والبابونج مقارنةً بتلكَ الباردةِ أو المُثَلَّجة. يذكر هنا أنّه لا بدّ من تجبّب المشروباتؤ عالية الحموضة أو عالية المحتوى من الكافيين والتي يمكن أن تُسبّب اضطراباً معوياً، كالقهوة.
كيف يمكن للحامل أن تتكيّف مع النفور من الأطعمة؟
يجب على السيدة أن تكون واعيةَ تجاه ضرورة الحصول على المغذيات الضرورية لجسمها ونمو جنينها، ولذلك فإن عليها تعويضَ أي فاقدٍ من العناصر الغذائية عبر مصادرَ أخرى. فمثلاً، إن كانت السيدة تشعر بنفورٍ تجاه اللحوم فيجب عليها أن تعوّض البروتينات المفقودة عبر تناول المكسرات والبقوليات.
كما يمكن العمل على تغيير قوام الغذاء بهدف إخفاء بعض المكونات ضمن المزيج، مما يجعلها غيرَ واضحةٍ للعيان، كخفق الخضار الورقية مع كوكتيل الفاكهة عند النفور من السلطات وروائحها.
بعض النصائح الأخرى للتخفيفِ من الغثيان الصباحي:
- ممارسةُ رياضة المشي وتنشّق الهواء المنعش لتخفيف التوتر.
- تناولُ وجبة خفيفة بعد الاستيقاظ بـ15 دقيقة، مثل خبزِ التوست أو البسكويت العادي.
- تقليل حجمِ الوجبات خلال اليومِ، وذلك لتجنّب حدوث التخمةِ التي يمكن أن تُسبب الانزعاج، فضلاً عن عدمِ ترك المعدةِ فارغة بهذه الطريقة.
- الحصول على مساعدة شخص ما أثناءَ طبخِ الوجبات، فاحتمال الشعور بالغثيان نتيجةَ التواجد في المطبخِ المليء بالروائح والنكهات أكثرُ ارتفاعاً.
- تجنّب الروائح القوية مثل بعضِ الأطعمة والعطور، علماً أن ذلكَ يختلف من امرأةٍ لأخرى.
- تجنّبُ الأطعمة التي من يمكن أن تُهيّجَ المعدة الحساسةَ أصلاً خلالَ الحمل، مثل الأطعمة الغنية بالبهارات، وتلكَ الدسمة والمقلية.
على الرغم من أنّ الغثيان الصباحي يعتبر من الأمور شائعةِ الحدوث أثناء الحمل، إلّا أنّ نسبةً صغيرة من الحواملِ يعانين من التقيؤ الحملي المفرط أو التقيؤ المستمر الذي يمكن أن يؤدي إلى التجفاف، وغالباً ما يترافق مع أعراضٍ مثل الصداع وعدم التركيز وزيادة التبوّل، فضلاً عن عدمِ القدرةِ على إبقاء أي طعام في المعدة، الأمرُ الذي يمكن أن يكون ضاراً للأم وللجنين، وتستوجب الحالات هذه اللجوءَ للعنايةِ الطبية اللازمة بشكلٍ فوريّ.
المصادر:
1- هنا
2-هنا