الفنون البصرية > فن وتراث
2- التوازن في التصميم الداخليّ
للتصميمِ عدّةُ مبادىء يجبُ مراعاتها ولكن في مقالنا الأوّلِ ضمنَ هذه السلسلةِ سوفَ نبدأُ بأحدِ أهمّ المبادىء، ألا وهو التوازن.
كما هو الحال عندما ينعدمُ التوازن في مختلف جوانب حياتنا، فإن الفضاءَ الداخليّ غير المتوازن سيولّدُ شعوراً من عدم الراحة. هناك حالاتٌ معينةٌ تتطلبُ أن يكونَ هذا التأثيرُ هوَ المطلوب، ولكن بالنسبة لغالبية الفضاءات هناك هدفٌ مهمّ وواحد ألا وهو التوازنُ البصَريّ. ويتحقّقُ ذلك من خلال توزيعِ الوزنِ البَصَريِّ للأشياءِ داخلَ الفضاءِ المرادِ تصميمه لتحقيقِ ذلك الشعور.
إنَّ شكلَ العنصر يمكنُ أن يغيِّر من وزنِه البَصَريّ. فعلى سبيلِ المثال، إنّ الأشياءَ التي تكون كبيرةَ الحجم وقاتمةَ اللون، أو فاتحةَ اللون ومُعقَّدةَ التصميم، عادةً ما تمنحُ شعورًا بأنها أثقلُ من حجمِها الحقيقيّ.
إذًا كيف نحقق التوازن؟
يمكنُ تحقيقُ التوازن بثلاث طرق: بشكلٍ متناظرٍ، أو غيرِ متناظرٍ أو شُعاعيّ.
التوازن المتناظر:
Symmetrical Balance
يتحقق هذا النوعُ من التوازنِ في التصميمِ عندما تتكرّرُ أو تنعكسُ العناصرُ الموجودة ضمنَ الفضاءِ الداخلي على طول محورٍ مركزي بصريّ واحد. ونرى هذا النوعَ من التوازنِ بوضوحٍ في
الطبيعة وفي أجسامنا.
إن التناظرَ شائعٌ جداً في التصميمِ الداخليِّ فهو يمنحُ شعوراً بالاستقرار والهدوء والراحة، ولكن قد يعتبرُ البعض أن هذا الأسلوبَ بتحقيقِ التوازن يولّد المللَ والرتابةَ ولا يُفسحُ مجالًا للإبداع.
يمكن تحقيقُ التوازنَ المتناظر من خلالِ طريقة توزيع المفروشات، والتجهيزات وأيضاً من خلال الألوان وتطبيقاتها.
التوازن غيرِ المتناظر:
Asymmetrical Balance
يرتبطُ بقوّة بالوزنِ البصَريّ للأشياء. فبدلاً من تكرار نفسِ العنصرِ في المكان، نستخدمُ عناصرَ مختلفةً لتحقيقه على المحورِ المُقابِل. وكما ذكرنا أعلاه، الأشكالُ المُعقَّدةُ غالبًا ما تُعطي شعوراً بأنّها أثقل، ولهذا السبب تُستخدم عادةً لتحقيقِ هذا النّوعِ من التّوازن. ففي الصورة الآتية نرى أن ارتفاعَ المزهرية متماثلٌ مع ارتفاع المصبـاح، وبهذا يشكلُ الكرسيّ مع المصباح توازنًا مع المزهرية التي تمنح شعورًا بالثقل في المحور المقابل.
يتميّز التوازن غير المتناظر بالديناميكية والتكيف للتغيير، وهنا تعملُ مجموعةٌ متنوّعةٌ من العناصرِ معاً لتحقيقِ هذا التوازن. إنَّ تشكيلَ هذا النوع من التوازنِ يكونُ عادةً أكثرُ صعوبةً من غيرِه فغالباً ما يتطلَّبُ مصمِّمًا ذا قدرةٍ كبيرةٍ على التركيزِ في التفاصيل أو كما يُقال
"eye for design"
التوازن الشّعاعي:
Radial Balance
تمامًا كما هو عنوان الفقرة، التوازنُ الشعاعيّ أو الدائريّ يعتمدُ على توزيعِ العناصرِ حولَ نقطةٍ مركزيّةٍ تمتدّ إمّا إلى الخارجِ أو الداخل. الأمثلةُ الشائعةُ على التوازنِ الشعاعيّ في التصاميمِ الداخليّة، تشملُ الكراسي التي توضَعُ حولَ طاولةٍ مُستديرةٍ، أو تركيبُ وتوزيع الإضاءةِ في السّقفِ بشكلٍ دائريّ.
إذا كنتَ ترغبُ في التركيزِ على عنصرٍ ما في مكانٍ مُعيَّنٍ فإنَّ تطبيقَ التوازنِ الشّعاعيّ (بحيث يتمّ توجيه انتباهِ الناظرِ إلى الدّاخل أو المنتصف) يُعدُّ وسيلةً جيّدةً لتحقيقِ ذلك.
لاحظ في الصورة كيفَ أنّ التصميمَ في السقف يدعوكَ إلى التركيزِ على منتصفِ الطاولة، بالإضافة إلى أنه يمنحُ شعوراً بالحيويةِ ولكن بطريقةٍ مُنظَّمة.
مثالُ يوضِّحُ كيفَ أنّ التصميمَ غيرُ المتناظر حقّق التوازنَ المطلوب.
الصورة من مكتب مايكروسوفت ومن تصميم ستوديو
A+O
المصادر: