الغذاء والتغذية > الوزن واللياقة
مشروبات الحمية الخالية من السكر قد لا تكون خيارك الصحيح لخسارة الوزن!
تشكّلُ المشروباتُ المُحلّاة بالسكر Sugar-sweetened beverages (SSBs) بأنواعِها المختلفة؛ كالمشروباتِ الغازية، والمشروباتِ المنكهةِ بالفواكه، والمشروباتِ الرياضية، 30-50% من مدخولِ السكر اليومي لدى المراهقين. وهي تعتبرُ من أغنى المصادرِ بالسّعرات الحرارية مع القليلِ من العناصرِ الغذائية الضرورية، ممّا يجعلُها سبباً رئيسياً لزيادةِ معدّلاتِ البدانة وداء السكري من النمط 2.
أما المشروباتُ المحلّاة صنعياً Artificially-sweetened beverages (ASBs) فتستخدمُ كبدائلَ للمشروباتِ كاملةِ السكر، وهي لا تحتوي على السكروز بل تتم تحليتُها بدلاً عن ذلك بمحليّاتٍ صنعية، ويمكنكم التعرّف على المحليات البديلة للسكر في مقالِنا السابق هنا وقد دعا ذلكَ إلى تسويقِها تحت مسمّى مشروبات "الحمية"، الأمرُ الذي يمكن أن يُساء فهمُه من قبل المستخدمينَ على أنّهُ الخيارُ الأفضل للجسم، وخاصةً من قِبل الأشخاص الذين يرغبون بخسارةِ الوزن أو تقليل مدخولِهم من السكر.
ولكن الادّعاءاتِ التي تقول بأنّها أكثرُ صحيّةً أو أنّها تقي من الأمراضِ المرتبطةِ بالبدانة كالسكري من النمط 2 ليست مدعومةً بأي دليلٍ علمي حتى الآن. وفي نفسِ السياق أشارَ بعضُ الأكاديميين في جامعةِ لندن الملكية وجامعتين برازيليّتين أُخرَيَيْن إلى أنّ هذه المشروباتِ قد لا تكونُ أفضلَ من نظيراتِها المحلّاةِ بالسكر عند الرغبةِ بخسارة الوزن أو الوقاية من كسبِه في المقامِ الأول، فضلاً عن احتمالِ تأثيرِها الضار على البيئة.
أمّا من ناحيةِ القوانين الناظمةِ للمنتوجات الغذائية، فيُلاحظُ أن المشروبات المحلّاةٍ صنعياً لا تخضعُ للضرائب التي تخضع لها نظيراتُها المحلّاةُ السكر، الأمرُ الذي يمكن أن يُشجّعَ على استهلاكِها بشكلٍ أكبرَ من الماء حتى، علماً أنّه المصدر المُفضّل والأساسيّ للإماهةِ وترطيب الجسم.
وعلى الرغم من عدمِ وجود دليلٍ مباشرٍ يؤكّدُ دورَ المشروباتِ المحلّاة صنعياً في كسبِ الوزن، إلّا أن الباحثين لم يجدوا أيّ دليلٍ يشيرُ إلى مساعدتِها في خسارة الوزن أو الوقايةِ من كسبِه مقارنةً بنظيراتِها المحلّاةِ بالسكر. ويُذكر هنا أن خلو هذه المشروباتِ من الطاقة لم يكنْ كافياً لكبحِ المخاوفِ المتعلّقةِ بتحريضها لمستَقْبِلات الطعم الحلو التي تؤدي إلى ارتفاعِ الوارد الغذائي التعويضي، أي أن المستهلكَ يكون مدرِكاً لانخفاضِ الحريرات في هذه المشروبات ممّا يسوّل له زيادةَ استهلاكِه من الأطعمة الأخرى التي تؤدي بدورِها إلى تطوّرِ البدانة، والسكري من النمط 2، وغيرِها من المشاكلِ المتعلّقةِ بالبدانة.
علاوة على ذلك، فإنّ إنتاجَ المشروبات المحلّاة صنعياً يمتلكُ نتائجَ سلبيةً على البيئة، إذ يتطلّبُ إنتاج نصفٍ ليترٍ من المياه الغازية المكربنةِ ما يُقدّرُ بـ 300 ليترٍ من الماء.
وبنتيجةِ ما سبق، نجدُ أن الدراساتِ لم تحسم الأمورَ المتعلّقةَ بدور المشروباتِ المحلّاة في البدانة وتطوّرِها، إذ يمكن أن يكون لها دورٌ غيرُ مباشرٍ في التسبّبِ بها وغيرِها من الأمراض المرتبطةِ بالبادنة وزيادةِ الوزن. ولا بدّ من الانتباهِ دائماً إلى دورِ الشركاتِ المصنّعةِ في تمويل بعض الدراساتِ التي تُعطي نتائجُ تتواءم مع رغباتِ المصنّعين، وهذا يعني أن مشروبات "الحمية" لا يمكن أن تعتبرَ جزءاً من الحميةِ الصحيّةِ المتوازنةِ بعد، ونبقى دائماً بانتظار المزيد من الأبحاث الموضوعية وغير المتحيّزة.
المصدر: هنا
الدراسة المرجعية:
Maria Carolina Borges, Maria Laura Louzada, Thiago Herick de Sa , Anthony A. Laverty, Diana C. Parra, Josefa Maria Fellegger Garzillo, Carlos Augusto Monteiro, Christopher Millett. Artificially Sweetened Beverages and the Response to the Global Obesity Crisis. PLOS Medicine, January 2017