الفيزياء والفلك > أساسيات الرصد الفلكي
أساسيّات الرصد الفلكي - الجزء السابع: المناظير وأهدافها لفصل الرّبيع
أهداف المناظير لفصل الرّبيع:
يمتاز فصل الرّبيع باعتدال درجات الحرارة فيه وتساوي طول النّهار واللّيل تقريباً. توفّر اللّيالي الرّبيعية للّمراقب سماءً متنوعةً بالأهداف التي يجب على كلِّ شخصٍ مشاهدتها.
للأسف فإنّ مُعظم الأهداف في فصل الرّبيع هي مجرّات لا يمكن رصدها إلا بالمقراب. لذا سنورد في هذا المقال بعض الأمثلة القليلة عمّا يمكننا رصده.
الزوج المجرّيّ M81 وM82 (مجرّة بودي ومجرّة السّيجارة):
تُشكل المجرّتان للّناظر مُتعةً لا مثيل لها، حيث تكون الفرصة مواتية لرؤية لمجرّتين في حقلِ رؤية واحد. تُعد المجرّتان ألمع زوجٍ مجرّيٍّ في السّماء كلها، ولكن هذه الجّائزة الجّميلة ليست سهلة المنال. لإيجاد الزوج المجرّيّ نتبع الخطوات التالية:
نبدأ بإيجاد مجموعة الدّب الأكبر ثم نحدد موقع العربة الكُبرى في مجموعة الدّب الأكبر. والآن نحاول تحديد نجم الدّبة (Dubhe). نجم الدّبة هو ألمع نجمٍ في العربة ويقع في النّهاية العُليا من مؤخّرة العربة. والآن علينا إيجاد النّجمين إيبسلون الدّب الأكبر (υ Uma) و"فاي" الدّب الأكبر (φ Uma)، الأمر ليس بالسّهل لأن النّجمان خافتان. ولكن إذا انطلقنا من نجم الدّبة باتّجاه الأفق الغربيّ بمقدار ما يقارب التّسع درجات، سنصل إلى "فاي" الدّب الأكبر، بجهة الغرب من "فاي" الدّب الأكبر يقع إيبلسون الدّب الأكبر. والآن علينا رسم خطٍ تخيليٍّ من إيبسلون الدب الأكبر إلى "فاي" الدّب الأكبر، نستمر بالخط لمسافة تسع درجات وثلاثة أرباعِ الدّرجة تقريباً باتّجاه نجم الشّمال. عند نهاية الخط نكون قد وصلنا إلى موقع الزوج المجرّيّ. الصورة التالية توضح الكلام الذي ذكرناه سابقاً:
مجرّة الدّوامة Whirlpool Galaxy (M51):
على عكس الهدف السّابق يُكمن إيجاد هذه المجرّة بسهولة. تُعد مجرّة الدّوامة إحدى ألمع المجرّات في السّماء، وهي تُماثل مجرّتنا درب التبانة شكلاً. المجرّة لا تُرى بالعين المجرّدة ولكنها مرئيّةٌ بالمناظير، لإيجادها نتبع ما يلي:
نُحدد مجموعة الدّب الأكبر ثم نحدد مجموعة العربة الكبرى وننظر إلى النّجم الواقع عند رأس مقبض العربة، ذلك النّجم يُدعى القائد (Alkaid) وهو ثاني ألمع نجمٍ في مقبض العربة. ثم نحدد نجم المئزر (Mizar) الواقع في العربة أيضاً. والآن ننظر إلى الجّهة التي ينغلق عليها المقبض (أي الجّهة الدّاخلية للّمقبض)، ثم نرسم خطاً يصل القائد والمئزر. ثم نرسم خطاً عاموديا عليه عند نجم القائد، ويجب أن يتجه إلى الجّهة الدّاخلية للّمقبض. فإذا مدّينا الخط لمسافة ثلاثةِ درجاتٍ ونصف تقريباً وصلنا إلى الهدف المطلوب. إليكم الصورة التالية:
حشد النّثرة Beehive (M44):
حشد النّثرة هو عنقودٌ نجميٌّ مرئيٌّ بالعين المجرّدة، لذا فإن إيجاده يجب أن يكون أمراً سهلاً. لإيجاد العنقود نتبع ما يلي:
نبدأ بإيجاد قلب الأسد (Reguluss)، ومن ثم نرسمُ خطاً يمتد على مسافة عشرين درجةٍ تقريباً. الخط يجب أن ينطلق باتجاه الأفق الغربيّ (بجهة نجم التوأم المُؤخر). الصّورة التالية توضح ما عنيناه:
العنقود النّجميّ المغلق Globular Cluster M3:
العنقود فرصةٌ جميلةٌ لمشاهدةِ عددٍ هائل من النّجوم في مكان واحد. العنقود بعيدٌ جداً عن الأرض وغير مرئيٍّ للّعين المجرّدة. لإيجاد العنقود نتبع ما يلي:
ننطلق من نجم السّماك الرّامح (Arcturus) والآن نحاول إيجاد نجم كبد الأسد (Cor Caroli) كبد الأسد يبعد عن السّماك الرّامح مسافةَ خمسٍ وعشرين درجةٍ تقريباً باتجاه وسط السّماء. لنعرف أنّنا في المكان الصّحيح ننظر إلى غرب النّجم، سنجد عندها نجم القائد ونجوم مجموعة الدّب الأكبر، وللّتأكد أكثر، كبد الأسد أخفت قليلاً من المئزر. والآن نرسم خطاً يصل السّماك الرّامح بكبد الأسد. على بُعد أحد عشر درجةٍ ونصف الدّرجةِ تقريباً من نجم السّماك الرّامح وعلى الخط نفسه سنجد الهدف المنشود. الصورة التالية توضح ما عنيناه.
هذا كلُّ ما لدينا لأصحاب المناظير في فصل الرّبيع. أما أصحاب المقاريب فإن لديهم قائمةً أطولَ من الأهداف التي يُمكن رؤيتها.
المصادر:
Night Watch by Trence Dickinson
Stellarium Data Base