الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
ما العلاقة بين الفيتامين B والفصام؟
يعتبرُ داءُ الفصام Schizophrenia من أهمّ الاضطرابات النفسيّةِ وأكثرِها شيوعاً، ويتميّزُ هذا الاضطرابُ بحدوثِ انفصالٍ عن الواقعِ وفقدانِ المرء للاهتمامِ بالعالم الخارجي مع وجود هلوساتٍ وأوهامٍ وأنماطِ تفكير بعيدةٍ كلَّ البعدِ عن المنطق، بالإضافة لحدوث اضطرابات في الذكاءِ والمشاعرِ والتصرفات. وينتجُ هذا الداءُ بشكلٍ أساسيّ عن عدمِ توازنِ مستوياتِ الدوبامين في الدماغِ ووجودِ عيوبٍ في القشرِ الجبهيّ سببُها عواملُ وراثيةٌ وأخرى بيولوجيةٌ ونفسيةٌ اجتماعيةٌ.
وبحسبِ عدّةِ دراساتٍ حول العالم، وُجد أنّ إضافةَ جرعاتٍ عاليةٍ من الفيتامين B (بما فيها B6 وB8 وB12) إلى العلاج التقليديّ يمكن أن تقلّلَ من أعراضِ الفصام بشكلٍ كبير أكثرَ من العلاجِ النوعيّ بمفردِه.
واستناداً على النتائج السابقة، موّلَ مجلسُ الأبحاث الطبيّة The Medical Research Council وجامعةِ مانشستر دراسةً جديدةً حولَ تأثيرِ المكملاتِ الفيتامينية والمعدنية على أعراض الفصام، ونُشِرَ البحثُ في مجلة Psychological Medicine التي تعتبرُ واحدةً من أهمِّ مجلاتِ الطب النفسي في العالم.
ووفقاً لجوزيف فيرث Joseph Firth – مؤلف الدراسة – فإن الجرعات المرتفعة من الفيتامين B تتّصفُ بفعاليةٍ شديدةٍ تجاه تحسين نتائج بعض المرضى، وذلك بعدَ النظرِ إلى بياناتِ التجاربِ السريرية حول المكملات الفيتامينية والمعدنية المستخدمةِ في علاج الفصام. وتُمثّل هذه النتيجةُ تقدماً مهماً من حيثُ الحاجةِ المُلحّةِ لوجودِ علاجٍ جديد لهذهِ الحالةِ المرضيّة، إذ يرتكزُ العلاج الحاليّ على الأدويةِ المُضادّةِ للذّهان Antipsychotic drugs والذي لا يخلو استخدامُه من حدوثِ بعض الانتكاساتِ لدى نسبةٍ كبيرةٍ من المرضى، قد تبلغُ الـ 80% خلال خمسِ سنوات من بدء العلاج.
وتشيرُ الأدلّةُ إلى أن فائدةَ الفيتامين B تزدادُ كلّما بدأ استخدامُهُ بوقتٍ أبكر قبل تقدّم المرض. ويزيد هذا الاكتشافُ من قوةِ الأدلةِ الموجودةِ سابقاً والتي تشيرُ إلى فائدةِ المواد المشتقّةِ من الغذاء في حالاتِ الفصام، ومنها الأحماض الأمينية. كما تتماشى هذه النتائجُ مع دورِ العلاجاتِ متعدّدةِ الغذاء في تقليل الاكتئابِ والاضطراباتِ الأخرى.
أخيراً، لا بدّ للفريق من إجراءِ مزيدٍ من الدراسات لاكتشاف آلية تأثير المغذيات على الدماغ وتحسين الصحة العقلية والاستقلابية.
المصدر:هنا