البيولوجيا والتطوّر > غرائب الحياة الجنسية عند الحيوانات
الكائنات الخنثوية شائعة في الطبيعة وليست نادرة!
تحدث الخنوثة في الطبيعة بطرقٍ مختلفة، مثل
• الكائناتُ الخِناث المتزامنة (Simultaneous hermaphrodites): فعلى سبيل المثال: يولد الحلزون بأعضاء تكاثرية ذكرية وأنثوية، لذلك يُمكن لأي فردين من النوع أن يتزاوجا، أو أن يقومَ الفرد بالتلقيح الذاتي.
• الكائنات الخناث المتعاقبة (sequential hermaphrodites): عندما يولد كائن حي بمجموعة واحدة من الأعضاء الجنسية لكنَّه يستطيع تغييرَها في مرحلة ما من حياته، فإذا وُلد ذكراً وتحول إلى أنثى تسمى العملية تبكير الذكورة (protandry)، أما العمليةُ المعاكسةُ فتُسمَّى تبكير الأنوثة (protogyny).
يقوم سمك المُهرِّج بعملية تبكير الذكورة، أي إنَّ الأفرادَ تولد ذكوراً، وتعيش في مجموعات تتألف من سمكتين كبيرتين هما الذكر والأنثى الحاضنين "الولّادين" والعديد من الأسماك الصغيرة، فإذا ماتت الأنثى الولّادة (الحاضنة)، فإنَّ شريكَها يُغيِّرُ جنسَه إلى أنثى، والسمكةُ الكبرى في مجموعة الأسماك الصغيرة تصبح ذكراً ناضجاً جنسياً ليتزاوجَ مع الفرد الذي تحول إلى أنثى. من ناحية أخرى، فإنَّ العديدَ من الأزهار تقوم بتبكير الأنوثة، أي إنَّ أعضاءها الأنثوية (المِدَّقَة) تنضجُ قبلَ أعضائها الذكرية (الأسْدِيَة).
هل للتطور علاقة فيما يحدث؟
هذه الأمثلة مجرَّدُ عينةٍ من ظاهرة تغيير الجنس في الطبيعة، فديدانُ الأرض ونجم البحر وخيار البحر والضفادع وسمندل الماء والسَلَمَندر والعديد من أنواع الأسماك الأخرى تملك بعض القدرة على تغيير أجناسها.
لماذا يحدث هذا؟
يطرح بعضُ العلماء سؤالاً آخرَ: لماذا لا توجدُ الخنوثةُ بنسبةٍ أكثرَ شيوعاً؟ أليست القدرةُ على التزاوج مع أي شخص حرفياً -بما في ذلك نفسُك- هي تطورٌ رابحٌ بكل جوانبه؟
سعت دراسةٌ أُجريت عام 2009 (منشورة: هنا) إلى الإجابة عن هذا السؤال بوساطة دراسة "الكُلفة" البيولوجية التي تقع على عاتق الكائنات الخنثوية، أي مقدارُ الطاقة المطلوب ونسبة التعرض للخطر الذي يَلزَمُ الحيوانَ عندما يغير جنسه. وكانت الإجابة: إنَّ الكلفةَ ليست عاليةً جداً لدرجة جعل ذلك الأمرَ نادراً، لذا فتغيير الجنس ليس نادراً في الطبيعة! فإذا ما كان تغييرُ جنسِك يجعلك أقلَّ قدرةً على الإنتاج، أو أكثرَ عرضةً للافتراس أو يتطلَّب الكثيرَ من الطاقة، فسيكون من المنطقي ألّا تسلكَ العديدُ من الكائنات هذا الطريق. لكنَّ الدراسةَ وجدت عكسَ ذلك تماماً، إلا أنَّ العلماءَ يجهلون سببَ اقتصار القدرة على تغيير الجنس على عدد قليل من الكائنات الحية.
حقيقة إضافية: الخنوثةُ لا تحدث دائماً لأسبابٍ طبيعية، خاصة في البرمائيات، إذ إنَّ العواملَ البيئيةَ كالتلوث وارتفاع درجات الحرارة قد تسبِّبُ تغييرَ الحيواناتِ لجنسها عفوياً، مثلاً: وجدت دراسةٌ أجريت عام 2009 (منشورة: هنا ) أنَّ الأترازين (Atrazinee) وهو مبيد عشبي شائع، يُمكن أن يجعلَ ذكورَ الضفادع تطوِّر أعضاءً جنسيةً أنثوية.
وفي النهاية يُمكنكم مشاهدةُ الفيديوهات التالية حول الموضوع! وقتاً ممتعاً ومفيداً
1- حول تغيير بعض الكائنات الحية لجنسها: هنا
2- كائنات خنثوية: هنا
المصدر