الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
الكاكاو وصحة القلب
من منّا لا يحب تلك الساحرةَ السمراءَ التي تذوب في الفم ببطءٍ تاركةً خلفها طعماً لذيذاً وشعوراً لطيفاً بالسعادة!؟ من منّا لا يشتهي قطعةً من الشوكولا بين الفينة والأخرى!؟ يبدو أن هناك فائدةً جديدةً ستبرّر لمحبّي الشوكولا تناولَها بكمياتٍ أكبر.
ترتبط فائدةُ أو ضرر كل نوع طعامٍ بمكوناتِهِ شكلٍ مباشرٍ.. والشوكولا، كغيرِها من الأطعمة يمكن أن تعودَ علينا بآثارٍ سلبيةٍ عند تناولِها بكثرة، وذلك بسببِ احتوائها على نسبٍ مرتفعةٍ من الدهون والسكر، إلّا أنّها تحتوي أيضاً على مكوناتٍ غذائيةٍ هامةٍ تجعل لتناولها العديدَ من الفوائد والتي سبقَ وتكلّمنا عنها في مقالٍ سابق هنا كما ذكرنا علاقةَ بعض مكوناتِها بالدماغ هنا لنتابِع اليوم مع علاقتِها بصحة القلب.
تنتمي المركبّات التي نتحدّث عنها إلى مجموعةِ المركّبات البولي فينولية Polyphenolic compounds، وبشكلٍ خاص إلى فئةٍ تُعرف بالفلافونوئيدات Flavonoids، وهي الفلافانول Flavanols الذي يتواجدُ أيضاً في بعض أنواعِ الخضار، والفواكه، والشاي. وتمتلك الفلافونوئيدات خصائصَ مضادةً للالتهاب تعمل على خفضِ الجهدِ التأكسدي، وتشمل إلى جانبِ الفلفانول مركباتٍ مركباتٍ أخرى مثل الأنثوسيانيدين Anthcyanidins والفلافان-3-ول Flavan-3-ols والفلافون Flavones.
تساهم منتجاتُ الكاكاو في تحسين وظيفة الخلايا البطانية والصفائح الدموية، وضغط، وذلك نتيجة احتوائها على مركبات الفلافانول وفق دراسةٍ منشورةٍ في العام 2008.
حديثاً، قام الباحثون بإجراء دراسةِ مراجعة نُشرت نتائجُها في مجلة التغذية Journal of Nutrition، وشملت 19 دراسةً ضمّت 1339 مشاركاً، ووجدَ الباحثون أنَّ تناولَ الكاكاو الحاوي على الفلافانول Flavanol يُقلّلُ من ارتفاع الشحوم الثلاثية في الدم Dyslipidemia، ومقاومةِ الإنسولين Insulin resistance، والالتهابات الجهازية، والتي تعتبر عواملَ خطورةٍ للإصابة بأمراضِ القلب والأوعية الدموية.
كما استنتج الباحثون من دراستِهم أنَّ أفضلَ النتائج كانت لدى المشاركين الذين استهلكوا 200-600 ملغ من الفلافانول يومياً، حيث لوحظَ انخفاضٌ في نسبةِ السكر والإنسولين لديهم إضافةً إلى زيادةِ نسبة الكوليسترول الجيد. ويُذكر هنا أن هذه النتائجَ لا يمكن أن تُعمّمَ على الشوكولا البيضاء أو الشوكولا الغنيةِ بالسكر، وذلك لأنَّ نسبةَ السكر والإضافاتِ الغذائية فيهما تفوق تلك الموجودةَ في الشوكولا الداكنة.
المصدر:
الدراسة المرجعية: