الطب > طب الأطفال
البلوغ المبكر عند الأطفال
كتير بتتكرّر على أسماعنا هالكلمة: والله هالجيل أكبر من عمرو! والله ولادنا عم يكبروا على بكير.. ومنلاحظها بنفسنا لما منشوف بنات وصبيان الجيل الجديد كيف عم يلبسوا ويتصرفوا متل البالغين رغم إنهم بيكونوا لسا بالإبتدائي!
يا ترى هنّ فعلاً عم يوصلوا للبلوغ أسرع من الأجيال يلي قبلون؟ ولا نحن عم نتخيل؟ وشو السبب بهالتغيير!
منذ نهايات التسعينيات بدأ العلماء بملاحظة أنّ هناك ظاهرة غير مفسرة سبّبت البلوغ المبكّر لدى الأطفال من الجنسين، ومنذ ذلك الوقت إلى اليوم لا زالت الدراسات تؤكد تلك الظاهرة. ففي دراسة على الأطفال الأميركيين لوحظ أن المعدل العمري للبلوغ عند الفتيات هبط من 16-17 سنة إلى 12-13 سنة فقط في القرن الأخير، كما أن المعدل العمري للبلوغ عند الفتيان هبط بمقدار 6 أشهر إلى سنتين !
لم يستطع العلماء التوصل إلى أسبابٍ واضحة لهذه الظاهرة، فيبدو أنّ هناك عدّة أسبابٍ تضافرت معاً لتحقيقها.. فقد أشاروا إلى أنّ السمنة قد تكون أحد أسباب البلوغ المبكر، فعندما يمتلك جسم الطفلة مخزوناً عالياً من الدهون، يحدث فيه تنبيه يشبه الدومينو حيث ترسل إشاراتٌ تحمل رسالة مفادها أنّ الجسم أصبح جاهزاً للحمل والإنجاب، تفعّل هذه الإشارات هرمون الليبتين الذي يسرّع البلوغ، والذي لوحظ وجوده بمستوياتٍ عاليةٍ لدى الفتيات ذوات الأوزان المرتفعة عن المعدل، كما يؤدي ذلك لتفعيل ظهور الصفات الجنسيّة الثانويّة في عمرٍ مبكر.
كما يعتقد الكثيرون أنّ تعرضنا المستمر للمواد الكيميائية الصناعية هو أحد الأسباب الرئيسية للمشكلة. وقد جاءت الدراسات لتثبت أنّ هذا الكلام حقيقيّ فعلاً، فالفتيات اللاتي يتعرضن لمستويات عالية من المواد الكيميائية المنزلية تبدأ لديهنّ الدورة الشهريّة قبل سبعة أشهر من غيرهن. وفي هذا النطاق أشار الباحثون إلى وجود "مواد كيميائية مخلّة بالهرمونات" تسبّب البلوغ المبكر. نذكر منها مادتين منتشرتين ونستعملهما كثيراً في منازلنا وهما:
مادة بيسفينول أ Bisphenol A (BPA) ، وهي مادة كيميائية صنعيّة موجودة في بعض أنواع البلاستيك وهي تقلّد تأثير هرمون الاستروجين حين دخولها إلى الجسم، ولها آثارٌ ضارة أخرى، وقد تم استبعاد هذه المادة من معظم المنتجات الاستهلاكية إلا أن المئات من المواد المخلة بالهرمونات لا تزال منتشرة بشكل واسع.
وكذلك ثنائي كلور البنزن Dichlorobenzene وهو موجودٌ في النفتالين، وأحواض المراحيض وكذلك بعض أنواع معطرات الجو، ويعتبر المشتبه به الأساسيّ في تبكير البلوغ إضافةً إلى أنه مادة مسرطنة.
من واجبنا جميعاً كأهلٍ أن نعمل على التخفيف من تعرض أطفالنا لهذه المواد الضارّة، ونتجنّب استعمال المواد الكيميائيّة قدر الإمكان وفي حال استعمالها ألا نسمح للأطفال باستنشاقها وملامستها، كما يجب التأكّد من مصادر الغذاء الذي نقدّمه لأطفالنا وعدم احتوائه على الهرمونات، ومراقبة تغذية طفلنا كي لا يزداد وزنه يادةً غير طبيعية. والأهمّ من كلّ ذلك، هو توعية أطفالنا لهذه المخاطر كي يتجنبوها ويكونوا مسؤولين عن أنفسهم.
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا