الغذاء والتغذية > الرياضة وتغذية الرياضيين
ركوب الدّرّاجة وتأثيره على خطر الإصابة بأمراض القلب والسّرطان
"اركب دراجتك" كانت النّصيحةَ الّتي قدّمها النّائبُ البريطانيُّ Norman Tebbit لملايينِ العاطلينَ عن العملِ في الثّمانينات، وتعرّضَ بسببِ ذلكَ للكثيرِ منَ الانتقادات. ولكنَّ الأبحاثَ الحديثةَ تشيرُ إلى أنّ ركوب الدراجةِ يمكنُ أن يقلّل من احتمال الموت بسبب السرطانِ وأمراضِ القلب لدى الأشخاصِ العاملينَ وذلك بدلاً من استخدامِ السّيّاراتِ ووسائلِ النقلِ العام، وبالطّبعِ فإنَّ الذّهابَ إلى العملِ سيراً على الأقدامِ من شأنهِ أن يقدّمَ فوائدِ صحيةً عديدةٍ أيضاً.
وقد بيّنت العديدُ من الدّراساتِ فوائدَ ركوبِ الدّرّاجةِ والمشي في الحفاظِ على صحةٍ جيّدة، وقام الباحثونَ في جامعةِ Glascow البريطانية مؤخراً بإجراء دراسةٍ لمعرفةِ مدى تأثيرِ ما يسمّى بـ "التّنقّلِ النّشطِ Active commuting" على خفضِ احتمالِ خطرِ الموتِ بالأمراضِ القلبيّةِ الوعائيّةِ أو الّسرطان.
جمع الفريقُ معلوماتٍ عن أكثرَ من 377 شخصاً متوسّطُ أعمارِهم 53 عاماً، وحُفِظَت هذه المعلوماتِ في قاعدةِ بياناتٍ خاصّةٍ بالمعلومات البيولوجيّة، وسُئل جميعُ المشاركينَ عن كيفيّةِ ذهابهم إلى العملِ وعودتِهم منهُ على مدى السنواتِ الخمسِ السابقة. وعند مقارنةِ هذه المعلوماتِ بمعدّلِ دخولِ هؤلاء المشاركين إلى المستشفياتِ ومعدّلِ الوفيّاتِ لديهم، وجدوا أنّ الأشخاصَ الذينَ يذهبونَ إلى العملِ سيراً على الأقدامِ كانوا أقلَّ عُرضةً للإصابةِ بالأمراضِ القلبيّةِ الوعائيّةِ أو الموتِ نتيجةَ أيّ سببٍ كان، كما وجدوا أن التّنقّلَ بوساطةِ الدّرّاجةِ يقلّلُ أيضاً من خطرِ الإصابةِ بالسّرطان، وغيرهِ من الأمراضِ.
من جهةٍ أخرى لوحظَ أن أولئكَ الّذين يذهبونَ إلى عملِهم ويعودون منه بسيّاراتِهم الخاصّة أو باستخدامِ وسائلِ النّقلِ العام قد حقّقوا نتائجَ جيّدةً أيضاً، ولكن في حالةٍ واحدةٍ فقط، وهي تضمُّنُ الجزءِ "النشطّ" من يومِهم ركوبَ الدرّاجات.
تُثبِت هذه النّتائجُ إمكانيةَ تحسينِ المستوى الصّحيّ العامِ من خلالِ ممارساتٍ بسيطةٍ تُشجّعُ على زيادةِ التّنقّلِ النّشط، كإنشاءِ ممرّاتِ خاصّةٍ بالدّرّاجات، ووضعِ مخطّطاتٍ لاستئجار الدّرّاجاتِ أو شرائها، وجعلها متوفّرةً بسهولةٍ كوسيلةِ نقلٍ عامّة.
المصدر: