الغذاء والتغذية > عادات وممارسات غذائية
أيعقل أن يكون الطبخ بالزيت خاطئاً؟!!
تعوّدنا منذ سنوات عديدةٍ أن الدهونَ المشبعةَ هي المتّهمُ الأول بالتسبّبِ بالعديدِ من الأمراض، وخاصةً أمراضُ القلبِ والأوعيةِ الدموية، وهذا ما دفع معظمنا إلى استبعادِ مصادرِ الأحماضِ الدهنيةِ المشبعةِ من نظُمنا الغذائية؛ كرقائقِ البطاطا، والبسكويت، والبرغر، وألواحِ الطاقة (وهي منتجاتٌ غذائيةٌ تحتوي على كميةٍ معينةٍ من السعراتِ الحراريةِ)، وقالبنا ذلك بزيادةِ معدّلات استخدامِنا للزيوتِ، كزيت الذرة، وعبادِ الشمس، وفولِ الصويا، والتي تُعرفُ بغناها بالأحماضِ الدهنية أحاديةِ ومتعددةِ عدم الإشباع، فأصبحنا نطهو أطعمتنا المنزلية بها رغبةً منّا بنمطِ حياةٍ صحيٍ وتجنباً للعديدِ من الأمراض. فهل يمكن أن تكون اعتقاداتنا حول سلامةِ هذه الزيوت خاطئة؟ وهل نعود إلى استخدامِ السمن قريباً أم أن للقصةِ بقية؟؟
على نحوٍ غيرِ متوقّع، أشارَت بعض الدراساتِ الجديدةِ إلى أنّ استهلاكَ زيوتِ الطبخ يمكن أن يؤدي إلى حدوثِ العديد من المشاكلِ التي قد تقوّضُ جهودَك في تجنّبِ بعض الأمراضِ كالسكري على سبيل المثال. إذ تبيّن في الأبحاثِ التي أجريت في جامعةِ كولومبيا البريطانية بأنّ الاستهلاك العالي من بعضِ أنواعِ الأحماضِ الدهنيةِ متعددةِ عدم الإشباع Polyunsaturated fatty acids (PUFA) قد يؤدي إلى حدوثِ الخمولِ والكسل وخاصّةً عند الإناث، مع التأكيد على عدمِ الاشتباهِ بينها وبينَ الأحماضِ الدهنيةِ أحادية عدم الإشباع Monounsaturated fatty acids (MUFA)، والتي لم تتطرّق لها الدراسات المذكورة.
وحسب الباحثين، فإن الدراساتِ تؤكّدُ وجودَ رابطٍ بين استهلاكِ الأحماض الدهنية متعددة عدم الإشباع من نوعِ أوميغا-6 وزيادةِ الكسلِ والخمول عند الفتياتِ قبلَ سنّ المراهقة وذلك بنتيجةِ مراجعةِ 21 بحثاً سابقاً، يليهِ الارتباطُ بالإصابةِ بمرضِ السكري عند الإناث البالغات كنتيجةٍ لفحصِ مستوى سكر الدم لديهنّ.
وتأتي هذه النتيجةُ عَقِبَ دراسةٍ مماثلةٍ أخرى أجريت عام 2015 وقدّمت أول مؤشرٍ على أنّ استهلاكَ الأحماضِ الدهنية متعددةِ عدم الإشباع يمكن أن يرتبط بالمؤشرات المذكورة ولكن لدى الفئران.
ما زال الموضوعُ بحاجةٍ لمزيدٍ من الدراسات المعمّقة للتأكّدِ من صحةِ ما تمّ التوصّل إليه وتحديد الإجراءاتِ المناسبةِ في حال إثباتِ هذه الدراسات بشكلٍ أكبر، فقد تُذهِب هذه الأحماضُ بكلّ جهود ممارسةِ الرياضة أدراجَ الرياح إن لم يتمّ تسليطُ الضوءِ على كميةِ الأحماضِ الدهنيةِ متعددة عدم الإشباع المتناولة. ولا ننسَ أن استهلاكَ الأحماضِ الدهنيةِ من نوع أوميغا-6 يجب أن يكون مدروساً ومضبوطاً وألّا يزيد عن نسبةٍ معيّنةٍ بينه وبين الأوميغا-3. ويمكنكم قراءة المزيد عن الكمية اللازمة من الأوميغا-6 ونسبتِها ومصادرِها في مقالِنا السابق هنا إضافةً إلى المزيد عن أحماض الأوميغا-3 هنا.
المصدر: