الفيزياء والفلك > علم الفلك
الهند تخرق القاعدة وتحقق إنجازًا فضائيًّا جديدًا
غالباً ما ترتبط الإنجازات الفضائية بالدول المتقدمة والميزانيات المالية الضخمة، ولكن يبدو أن إحدى دول قارة آسيا قد خرقت القاعدة!
مرة أخرى، أثبتت الهند أنها نظيراً للدول المتقدمة بمجال الاستكشاف الفضائي، إذ نجحت بإطلاق صاروخٍ مُجمّع محليًّا، مؤكدةً أنها قادرة على تحقيق طموحها بإرسال بعثات مأهولة إلى الفضاء في المستقبل. هل ترغبون بالتعرف على المزيد؟ لننطلق معاً.
يبلغ طول الصاروخ الهندي 43 متر ووزنه 640 طن، كما يتمتع بمحرك ذو قدرة عالية، طُوّر في الهند خلال السنوات الماضية. ويأمل القائمون على البرنامج الفضائي الهندي التقليل من الاعتماد على المحركات الأوروبية الصنع التي اعتمدت عليها الهند في الماضي.
انطلق الصاروخ GSLV Mk III من جزيرة سريهاريكوتا الجنوبية وهي إحدى موقعين تستخدمهما منظمة أبحاث الفضاء الهندية (ISRO) لإطلاقِ الصواريخ الفضائية. وصرّح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي Narendra Modi في تغريدةٍ على حسابه في موقع تويتر:" تنقُلُ هذه البعثة الهند إلى المرحلة القادمة من القدرة على إطلاق المركبات الفضائية والأقمار الصناعية، أمتنا فخورة بهذا الإنجاز".
تفوق حمولة الصاروخ ثلاثة أطنان نُقِلت إلى المدار الأرضي المرتفع، وهو انجاز تاريخي حاولت الهند تحقيقه لكي يُضاهي الإنجازات الكبيرة التي تُحققها عمالقة الفضاء، ويُضاف إلى سجل الهند المُلفت في مجال الاستكشاف الفضائي. فقد تمكّنت الهند مِن إطلاقِ مركبةٍ مداريّة إلى مدار المريخ عام 2014 بميزانية صغيرة بلغت حوالي 73 مليون دولار أمريكي في حين بلغت التكلفة الإجمالية لبعثة مافن للمريخ Maven Mars التابعة لوكالة ناسا حوالي 671 مليون دولار أمريكي.
ولا ننسى أن نُشير هنا إلى إنجاز آخر للهند خلال شهر شباط من هذا العام بإطلاقها لصاروخ منفرد يحتوي على 104 قمر صناعي متقدمةً على روسيا التي كانت تحتل صدارة هذا السجل بإطلاقها لصاروخ يحتوي على 39 قمر صناعي عام 2014.
وتسعى الهند حالياً لتوسيع نطاق الأعمال التجارية الفضائية كنقل الأقمار الصناعية الخاصة بمجال الاتصالات والانترنت. تتكون الحمولة الرئيسية للصاروخ الهندي من قمر صناعي بوزن 714 كيلوغرام لمراقبة الأرض، بالإضافة إلى 103 قمر صناعي مصغر (nano satellites) من دول مختلفة، وكانت منظمة الفضاء الهندية قد اختبرت بنجاح نسخة أقل تطوراً من هذا الصاروخ عام 2014.
وعلى الرغم من أنها كانت قد نجحت في إطلاق الأقمار الصناعية في السنوات الأخيرة إلا أن الصاروخ يعتبر الأقوى بين أسلافه لقدرته على نقل حمولة تصل إلى أربعة أطنان إلى المدار الأرضي المرتفع أو نقل حمولة بوزن عشرة أطنان إلى المدار الأرضي المنخفض وذلك وفقاً لموقع المنظمة.
تأمل الهند بالانضمام إلى نادي الكبار من الدول التي تمكنت من إرسال مركبة مأهولة إلى الفضاء والذي يشمل روسيا، والولايات المتحدة، والصين. وقد صُممت كبسولة تتسع لثلاث رواد فضاء إلا أن المنظمة صرحت أن الوقت لا يزال باكراً لهذه المرحلة وحددت نحو سبع أعوام قادمة من الأبحاث للقيام بمهام مماثلة.
المصدر: هنا