الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
حمض الفوليك.. المكمّل الهام للحوامل وعلاقته بضغطِ دمِ المولود
بدأت مشكلة انتشار ارتفاع ضغط الدم في مرحلة الطفولة تتزايد منذ أواخرِ الثمانينات من القرن الماضي، وهو أمرٌ يمتلك تبعاتٍ لا يمكن التهاون بها، فارتفاع ضغط الدم في هذه المرحلة العمرية يمكن أن يتنبّأ بالوصولِ إلى قيمٍ أكثرَ ارتفاعاً في عمرٍ لاحق، فضلاً عن زيادةِ احتمال تطورِ أمراضِ القلب والأوعيةِ الدموية، وأمراضِ الاستقلاب والكِلية والسكتات الدماغية. ويضافُ لتلك القائمة ما توصّل إليه البحث الأخير حول ارتباط مشاكلِ الأيضِ القلبيّة خلالَ فترة الحمل على ضغط الدم لدى الأبناء، ومن تلك المشاكل اضطراباتُ ارتفاعِ ضغطِ الدم، والسكري، والبدانة. وتنعكس هنا أهميةُ تغذية الأم خلال فترةِ الحمل على الصحة الأيضية القلبية للأجنة لما لذلك من تأثير على البيئة التي ينمو فيها الجنين داخل الرحم. ويمثل حمض الفوليك الذي يدخل في اصطناع الحمض النووي، والنمو الخلوي عنصراً هاماً بشكلٍ خاصٍ في هذا السياق. وتعتبرُ عصائرُ الحمضياتِ، والخضراواتُ الخضراءُ داكنةُ اللون مصادرَ جيدةً لحمضِ الفوليك. ويمكنكم الاطّلاع على مزيدٍ من المعلومات حول حمض الفوليك بقراءة مقالنا السابق هنا ودورِه في الحمايةِ من التشوهات القلبية هنا وهنا
وبحسبِ الدراساتِ السابقة، فإن المدخولَ المرتفعَ من حمضِ الفوليك لدى البالغين يرتبطُ بانخفاض معدّل الإصابة بضغط الدم المرتفع هنا وخفضِ خطرِ السكتةِ القلبية لديهم هنا كما يمتلك دوراً فعالاً في تغذية المرأة هنا.
وبهدفِ تحديدِ دورِ حمضِ الفوليك في حميةِ الأم الحامل وعواملِ خطورةِ أمراضِ الأيض القلبية لديها على ارتفاعِ ضغطِ الدم لدى الأبناء، فقد تمّ تحليلُ البياناتِ المأخوذةِ من دراسةٍ طويلةِ الأمد للمواليد، مع إضافةِ بياناتٍ تعودُ لأقلياتٍ عِرقيةٍ من ذوي الدخلِ المحدود.
لاحظَ الباحثون أنّ عواملَ البدانةِ واضطراباتِ الضغط المرتفع والسكري لدى الأمهات قد أدّت إلى إنجابِ أطفالٍ يمتلكون قيماً مرتفعةً لضغطِ الدم الانقباضي. واقترَحت نتائجُ الدراساتِ أنّ ارتفاعَ مستوياتِ حمضِ الفوليك أثناءَ الحمل يمكن أن يقلّل الارتباطَ السلبي المذكور، إذ انخفضَ احتمالُ الإصابةِ بضغطِ الدم الانقباضي بنسبةِ 40% لدى الأطفال المولودين لأمّهات لديهن مستوياتٌ مرتفعةٌ من حمض الفوليك.
وبحسبِ مؤلّفي الدراسةِ، فإنّ هذه النتائجَ قد ألقَت الضوءَ على أحدِ الأسبابِ المحتملةِ للإصابةِ بضغطِ الدم المرتفع في عمرٍ مبكر، كما أنّها تزيدُ من إمكانيةِ البحثِ عن طرائقَ جديدةٍ للوقايةِ من هذا المرضِ وعواقِبِه عبرَ تحديد عواملِ الخطرِ قبلَ حدوثِ الحمل وخلالَه.
المصدر:
الدراسة الأصلية: