الغذاء والتغذية > عادات وممارسات غذائية
بين نصائح الأمهات الغذائية ورأي العلماء.. من الفائز؟
"كل ما قال عنه آباؤنا أنه جيّد، كان في الواقع سيئاً".. ما مدى صحّةِ هذه العبارة التي ظهرَـ في فيلم Annie Hall من العام 1977؟
يعتمدُ الكثير منّا في عاداته الغذائية على نصائح أمهاتِنا والعبارات المتناقَلة بين أفراد المجتمع.. فهل كنّا على حقٍّ في ذلك؟ أم أنّ علينا أن نُصحّح بعض معتقداتنا السابقة؟
علينا أولاً أن نوضّحَ بأن تلكَ العبارةَ فيها شيءٌ من المبالغةِ، فلا يمكننا أن نجزِم بأن كل ما يتناقلُه آباؤنا وأمّهاتنا خطأ كلياً، وخاصّةً عندما يتعلّق الأمر بما تفعلُهُ بعض الأطعمة لأجسامنا.. ونتعرّف اليوم على بعضِ المعتقدات التي وجدت طريقاً لها عبر السنين حتى بلغَت مسامِعنا وأصبحنا نأخذ بها ونتّبعها، لنَفصِل بين الصواب والخطأ، ونتسلّح بالعلم في سبيل الحصول على جسمٍ وعقلٍ سليمَين.
السمك هو طعام الدماغ المفضّل..
حسناً، تفوزُ الأمهات هنا ويؤيدهنّ العلم، فقد أثبتَت الدراسات وجودَ ارتباطٍ بين تحسُّنِ الوظائف الإدراكية واستهلاك الأسماك ذات المحتوى المرتفع من الأحماض الدهنية من نوع أوميغا-3 مثل DHA، ولكنّ هذه المغذّيات تحتاجُ فترةً من الزمن كي تأخذ مفعولَها، فلن يتحسّن أداؤك في الامتحان لمجرّد أنك تناولت السمك على العشاء البارحة! عليكَ أن تواظبَ على تناول الأسماك بشكلٍ دائمٍ كي تحصل على الفائدة المرجوة. ويُنصح هنا بتناول السلمون والطون والماكاريل والسردين والرنكَة، مع الابتعاد قدرَ الإمكان عن تناولِها مقليةً أو مغطّسةً بالكعك المطحون.
تناولُ الشوكولا يُسبب ظهورَ حبّ الشباب (العدّ).
كثيرون سمعوا تلكَ الإشاعةَ أو ما زالوا يسمعونها حتى اليوم، ولكن ذلك غيرُ صائب. فقد دُرس الموضوع من قِبل الباحثين ولم يجدوا أي علاقةٍ تربط الشوكولا بحبّ الشباب، ولكنّهم وجدوا علاقةً تربط ظهورَ حبِّ الشباب بمنتجات الحليب ذاتِ المحتوى المرتفع من هرمونات النموّ، علماً بأن مسبّباتِ ظهورِه غيرُ معروفةٍ بشكلٍ دقيقٍ حتى الآن، ولكن العواملَ الوراثيةَ والتغيراتِ الهرمونيةَ يمكن أن تشجّع على زيادةِ إفراز الزيوت التي تسدّ مساماتِ البشرة مما يسمحُ للجراثيم والخلايا الميّتة بالتراكم مسببّةً ظهورَ حبّ الشباب. وقد تطرّقنا في مقالٍ سابق لعلاقةِ الطعام بظهور حب الشباب، ويمكنكم قراءة المزيد بالضغط هنا.
تناول الجزر يحسّن البصر.
ليس تماماً، فعلى الرّغم من كونِ الجزرِ مصدراً هاماً لطلائع فيتامين A، وأهميةِ هذا الفيتامين لصحة العينين، إلّا أن تناوله لن يساعدكَ في استرجاع سلامة بصرِك. فالجزر ليس السبيلَ الوحيد للحصول على الفيتامين A، فهو موجودٌ بكمياتٍ جيدةٍ في العديد من الأطعمة كمنتجات الألبان، والبيض، والسمك، والكبد، فضلاً عن عددٍ من ثمار الفاكهة (كالدراق، والمانغو، والبندورة)، والخضار (كالسبانخ، والملفوف، والبروكولي، والبازلاء، والفليفلة الحمراء) والتي تؤمن طيفاً واسعاً من مضادات الأكسدة المفيدة لصحة العينين.
وهذا يعني أن الحميةَ المتوازنة هي الطريق السليم لصحة الجسم بما في ذلك العينين والبصر، ولكن ربطَ هذه الصفة بنوعٍ واحدٍ فقط أمرٌ غيرُ صائب.
الأطعمة الحرّيفة تسبب القرحة!
القرحة هي عبارة عن جروحٍ في البطانة الداخلية للمعدة أو المريء أو الأمعاء الدقيقة، تتطور عندما يصبح بمقدور الأحماض أن تخترق الطبقة المخاطية الواقية للجهاز الهضمي، ولكن الأطعمة الحريفة لا تملك أي علاقةٍ بذلك.
ويرجع السبب في 75% من الحالات إلى نوعٍ جرثوميّ يُعرف باسم Helicobacter pylori، في حين تتنوع أسباب الحالات الأخرى بين الأسبيرين ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
ويبدو أن هذا الاعتقاد الخاطئ ناتجٌ عن الشعور الحارق الذي يُعاني منه مريض القرحة المِعَدية.
يُذكر أن التوتّر والكحول يمكن أن يُضافا إلى قائمة الأشياء التي "لا تُسبّب" القرحة، وذلك على عكسِ الشائعات المتداولة بين الناس.
هل سمعتُم بنصائحَ أخرى من هذا النوع خلال حياتِكم؟ أخبرونا بها لعلّنا نصحّح مزيداً من المفاهيم المغلوطة حول الأطعمة وآثارِها على الصحة.
المصدر: