الطب > مقالات طبية
كأسٌ واحدٌ من النّبيذ ...لن يكون "بصحّتِكِ"!
"إن تناول مقدار كأس واحد من النبيذ أو الجعة (يحتوي حوالي 10غ من الكحول)، يزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي بمقدار 5% لدى النساء بسن ما قبل الضهي، و بمقدار 8% لدى النساء بسن ما بعد الضهي"
كان هذا تحذيراً نُشِرَ من قبل المؤسسة الأمريكية لبحوث السرطان (AICR) و الجمعية العالمية لبحوث السرطان (WCRF)، حيث تم التوصل إلى هذه النتيجة من خلال مراجعة 119 دراسةً أُجريت حول العالم على حوالي 12 مليون امرأةً وحوالي 260،000 حالة سرطان ثدي.
علّقت رئيسة قسم جراحة الثدي في مشفى جبل سيناء في نيويورك Susan K. Boolbol على هذه النتيجة بالتالي : " إنّ وجود علاقةٍ بين تناول الكحول وسرطان الثدي، أمرٌ معروف بالنسبة لنا –اعتماداً على دراساتٍ سابقة- ولكن هذه الدراسات الأخيرة حددت لنا الكمية الدُّنيا من الكحول التي تزيد خطر الإصابة بالسرطان (وهو كأسٌ واحدٌ يومياً)"
بينت هذه الدراسات أيضاً أن ممارسة الرياضة القاسية (كالجري وركوب الدراجة) تخفض خطر الإصابة ، حيث ينخفض بمقدار 17% لدى النساء في سن ما قبل الضهي و بمقدار 10% لدى النساء بسن ما بعد الضهي، كما أن ممارسة التمارين المعتدلة بعد سن الضهي (كالمشي والأعمال المنزلية) تخفض من خطر الإصابة لدى هؤلاء النساء.
ارتباط هذه العوامل بسرطان الثدي كان قد ظهر في دراساتٍ سابقةٍ عديدة ولكن هنا تم تحديد القيم الدقيقة و إثبات هذه العلاقات، فممارسة التمارين الرياضية والابتعاد عن الكحول تلعبان دوراً كبيراً في خفض خطر الإصابة بسرطان الثدي.
كما أظهرت هذه الدراسات عواملَ أخرى مؤثرةً بسرطان الثدي، فقد تبيَّن أن البدانة أو زيادة الوزن خلال فترة الشباب (18-30 سنة) لها دورٌ واقٍ من حدوث سرطان الثدي قبل وبعد سن اليأس،وقد فسّر الباحثون هذه النتيجة بالاضطرابات التي تُحدِثُها البدانة على إفراز الهرمونات الجنسية و هرمونات النمو.
بينما ترافقت زيادة الوزن عند البالغين و بعد سن اليأس مع زيادةٍ في خطر حدوث سرطان الثدي بعد سن اليأس.
بالنسبة للتغذية فقد ظهر أن تناول الخضار الغير نشوية قد يكون عاملاً واقياً من سرطان الثدي سلبي مستقبلات الإستروجين، كما أن الأغذية التي تحتوي على الكاروتين (كالجزر، واللفت، والسبانخ، والمشمش) تخفض خطرَ الإصابةِ بسرطانات الثدي بشكل عام، وكذلك الأغذيةُ الغنية بالكالسيوم.
نتيجة لهذا، قدَّم القائمون على هذه الدراسات مجموعةً من النصائح الصّحية التي قد تساعد في إنقاص خطر الاصابة بسرطان الثدي، ومنها:
- الحفاظ على وزنٍ صحيّ.
- النشاط الفيزيائي لمدة 30 دقيقةً يومياً على الأقل.
- تجنب الأغذيةِ الغنّية بالسُّعرات الحرارية والمشروبات السكرية.
- اعتماد نظامٍ غذائيّ منوع وغني بالبقوليات والخضار والفواكه والحبوب،
وتقليل الكميات المستهلكة من اللحوم الحمراء واللحوم المقددة.
- تجنب تناول الكحول، أو على الأقل تحديد الكمية المتناولة.
حيث تقول Alice Bender رئيسة قسم التغذية في المؤسسة الأمريكية لبحوث السرطان (AICR) :
" للوقاية من سرطان الثدي يمكنك إجراء بعض التغييرات البسيطة في حياتك اليومية، كاختيار الطريق الأطول إلى عملك، و استخدام الأدراج بدلاً من المصعد، وتناول الجزر والفلفل الحلو والسلطات الخضراء بدلاً من الشيبس والمقرمشات، محاولة الامتناع عن تناول الكحول نهائياً أو تحديد كميتها بكأسٍ واحدٍ يومياً على الأكثر"
نهايةً فقد أشارت AICR أن الامتناع عن الكحول والحفاظ على الوزن الصحي والنشاط الفيزيائي، من شأنه منع ظهور ثلث حالات سرطان الثدي المستقبلية.
رابط المراجعة المنهجية:
رابط PDF:
المصدر: