البيولوجيا والتطوّر > الأحياء الدقيقة
ماذا تفعل الميكروبات في الفضاء؟
تشهدُ جدرانُ وسطوحُ محطَّةِ الفضاءِ الدُّوليةِ نمواً ميكروبياً من وقتٍ إلى آخر، إذ يؤكدُّ خبراءُ الأحياءِ الدقيقةِ في ناسا أنَّ هنالكَ تلوثاً في أجزاءٍ من المحطَّةِ، حيثُ لاحظُوا نموَ فطرياتٍ أو ظهورَ مادَّةٍ حيويةٍ في أنابيبِ نقلِ المياهِ، ولكنْ ليسَ لديهم فكرةٌ عن ماهيةِ تلك الموادِ حتَّى تُفحَصَ في المختبرِ، والطريقةُ الوحيدةُ لتشخيصِ تلك الميكروباتِ هي أخذُ عيِّنةٍ منها وإرسالُها إلى الأرضِ لغرضِ التحليل.
بالعودةِ إلى العامِ 2016، عندما قامَت رائدةُ الفضاءِ كيت روبينز باستنساخِ الحمضِ النووي على متنِ محطَّةِ الفضاءِ الدُّوليةِ، تغيّرت اللُّعبةُ تماماً، وأصبحَ أوَّلُ تسلسلٍ من الحمضِ النَّووي في الفضاءِ جزءاً من برنامجِ التَّحقيقِ في استنساخِ الجزيئاتِ الحيويّة في بيئةِ الفضاءِ (Biomolecule Sequencer).
يهدِفُ برنامجُ الجيناتِ في الفضاءِ-3 (Genes in Space-3) إلى استنساخِ الحمضِ النَّووي في الفضاءِ ودراسةِ الكائناتِ الحيَّةِ المجهولةِ في الوسطِ الفضائي.
لكن طُوِّرَ مشروعٌ طموحٌ جديدٌ بالشَّراكةِ مع مركزِ جونسون للفضاءِ التَّابعِ لوكالةِ الفضاءِ الأمريكيّةِ (ناسا) وشركةِ بوينغ (Boeing)، وسيجمعُ بينَ قطعتَين تكنولوجيتَين موجودتَين بالفعل هما جهازُ مُضخِّمِ الأحماضِ النُّوويةِ المُصغَّرِ المحمولِ (miniPCR) وجهازُ سَلسَلةِ الأحماضِ النُّوويةِ المحمولِ (MinION) التي تُمَكِّنُ العُلماءَ من استنساخِ قطَّاعاتٍ مُحدَّدةٍ من الحمضِ النُّوويّ ممَّ سيسمحُ بإعدادِ عيّناتٍ بيولوجيّةٍ وتحليلِها في الفضاءِ دونَ الحاجةِ لنقلِها إلى الأرض.
يُمكِنُ توظيفُ هذه التِّكنولوجيا بالإضافةِ إلى تحديدِ أنواعِ الميكروبات في الفضاءِ، في تشخيصِ جروحِ و أمراضِ أفرادِ الطَّاقَم، وتحديدِ أشكالِ الحياةِ المبنيّةِ على الحمضِ النُّووي في حالِ وجودِها على الكواكبِ الأخرى.
يمكنُ الاستفادةُ من هذه التِّقنيةِ القابلةِ للحملِ - بعيداً عن الفضاءِ وقريباً من الأرضِ - في التَّشخيصِ السَّريعِ وفي الزمنِ الحقيقي للفيروساتِ في المناطقِ النَّائيةِ من العالمِ، حيثُ يتعذرُ الوصولُ إلى المختبرات.
المصادر: هنا