الكيمياء والصيدلة > كيمياء حيوية
تفسير ألوان أوراق الشجر الخريفية
تعرّف على ألوان أوراق الخريف الخفية
هل تساءلت يوماً لمَ تغير الأوراق ألوانها من الأخضر إلى تدرج هائل الجمال من الأصفر، البرتقالي ثم الأحمر خلال فصل الخريف؟
تحصل الأوراق على ألوانها الرائعة من أصبغة تتكون من جزئيات صانعة للون، وهي ذات أحجام مختلفة .
خلال الأشهر الدافئة و المشمسة، تستخدم النباتات أوراقها لتحول أشعة الشمس إلى طاقة غذائية عبر عملية التركيب الضوئي، وهذا يتطلب استخدام صبغة تعكس الضوء الأخضر و التي تعطي الأوراق لونها الأخضر المميز .
عندما يصبح النهار أقصر وأبرد في الخريف ، لا تصنع معظم الأشجار غذائها من خلال الأوراق ، وبالتالي فهي لا تحتاج للون الأخضر الذي يبهت بدوره ، لتظهر ألوان جديدة كانت موجودة في فصل الصيف ولكنها كانت خفية .
في أوراق النباتات نجد مجموعة من الأصبغة ، أحدها للون الأصفر وآخر للبرتقالي وثالث للأخضر . جميعها موجودة في فصل الصيف ولكن الصبغة الخضراء هي الأقوى فتطغى على الأخرى ، أما الأصبغة الأخرى فتبقى زمنا أطول من الخضراء ، لذلك نراها في أوراق الخريف . وهي موجودة أيضا في الجزر، والموز وأمثلة أخرى .
لدينا أيضا أصبغة حمراء لا نراها و لا تٌصنع في فصل الصيف بل نراها فقط في نهاية تدرجات ألوان الخريف . وجزئياتها هي التي تعطي اللون الأحمر للتفاح و الفريز و أمثلة أخرى .
وبالرغم من أن الورقة هي مزيج من هذه الأصبغة ،إلا أننا نستطيع فصلها بطريقة الكروموتغرافية الورقية ، بهذه الطريقة نذيب الأصبغة لنسمح لها أن تمتص عبر شريط ورقي انتقائي وفقا لحجم الجزئيات، فالجزئيات الكبيرة تحتجز في نسيج الورقة أولا بينما الجزئيات الأصغر تتحرك أبعد منها ، وبذلك تفصل هذه الطريقة الأصبغة الممتزجة عبر حجم جزئياتها و ألوانها .
إذا أحضرنا مجموعات من أوراق خريفية لنوع من الأشجار، ذات ألوان مختلفة، و صنفناها وفق ألوانها إلى مجموعات ثم قطعنا المجموعات كلا على حدى ، ووضعنا كل منها في كأس ، بعد ذلك هرسنا محتوى كل كأس بعد إضافة الكحول الإيزوبروبيلي ، ووضعناها في مكان مظلم لتذوب قبل أن نرشحها وبالتالي نحصل على الصباغ .
بإضافة شرائط الفصل الكروموتوغرافي لكل كأس ، نتوقع أن نجد كنتيجة الصبغة الموافقة للون المجموعة على الشريط الخاص بها ، ولكن على خلاف توقعاتنا نجد أن كل شريط يحتوي تدرج لمجموعة من الأصبغة . وهي الموجودة في كل المجموعات ، رغم تصنيف المجموعات وفق اللون .
لذلك نجد تنوع كبير و فائق الجمال من الألوان في فصل الخريف ، حيث أن لون الورقة معتمد على خلطة الصباغ الموجودة فيها ، فإن الألوان تتباين فيها ، وقد لا تحتوي الأوراق فائقة الخضرة أية صبغة حمراء في تكوينها
المصدر: