الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
الطعام البحري والتصلب الجانبي الضموري
يعتبر تناول السمك كجزءٍ من النظامِ الغذائي الصحي أمراً جيداً، ويبقى السؤال محيراً قليلاً حول تأثير الأطعمة البحرية على مرض التصلب الجانبي الضموري، والذي ما زالت أسباب حدوثِهِ كامنةً حتى الآن. ولكن التعرّض للزئبق والمعادن السامة الثقيلة والتي تؤذي الجهاز العصبي يعبتر واحداً من الأسباب التي وقعَ عليها الاختيار، خاصةً وأن التصلب الجانبي الضموري يسبب خللاً في قدرة الخلايا العصبية على التحكم بعضلات الجسم، متطوراً إلى حالةِ شللٍ تنتهي عادةً بالموت. ومن الجدير بالذكر، ألّا وجودَ لعلاجٍ للتصلب الجانبي الضموري بعد.
ولدراسةِ تلك العلاقة، أجري بحثٌ شملَ أكثرَ من 500 مشاركٍ يُعاني 300 شخصٍ منهم من التصلبِ الجانبي الضموري. وطُلب من المشاركين تحديدُ الكمية التي يتناولونها من السمك والطعام البحري عموماً، ونوعِ السمك الذي يتناولونَهُ، وفيما إذا كانوا يشترونَهُ من متجرٍ أم يصطادونه بأنفسهم.
وبعد إجراء التحاليل اللازمة، رجّح العلماءُ أن الزئبق يتواجد بكمياتٍ كبيرةٍ في سمكِ السيف Swordfish، والقرش Shark، بينما تُعتبر أسماكُ السلمون Salmon، والسردين Sardines فقيرةً به.
وقد وجدت الدراسةُ أن خطرَ الإصابةِ يتضاعف في حال حلول المشارك في الرُبع الأعلى من النتائج، أي لدى الأشخاصِ الذين يتناولن السمكَ والطعامَ البحري بشكلٍ منتظم، والذين كانت نسبتُهم 61% من المصابين بالتصلب الجانبي الضموري المشاركينَ في التجربة.
وأضافَ الباحثون على نتائجهم أنّها لن تتعارض مطلقاً مع الفوائد الصحية المعروفةِ لتناول الأسماك والتي لا يمكن نكرانُها بطبيعةِ الحال، ولكن يجدرُ بالجميع الحرصُ على اختيارِ الأنواع ذات المستويات المنخفضةِ من الزئبق وتجنّبِ تناول الأنواعِ التي تم اصطيادُها من مياه معروفةٍ بتلوثها بالزئبق.
حالياً، تنصحُ إدارةُ الغذاءِ والدواء FDA الأطفالَ والنساءَ بسنِّ الإنجاب بتناولِ وجبتَين إلى ثلاث أسبوعياً من أسماك السلمون والسردين وغيرِها من الأنواع الفقيرةِ بالزئبق، والغنيةِ بالمغذيات الأخرى، وخاصةً الحموض الدسمة من نوع أوميغا-3.
المصدر :