العمارة والتشييد > مشاكل إنشائية
انهيارُ جسر سكوهاري كريك نتيجةَ الحتّ!!
- بُنيَ جسرُ سكوهاري SCHOHARIE CREEK BRIDGE عامَ 1953 في ولايةِ نيويورك الأميركيَّة على نهرِ سكوهاري كريك، مؤلَّفاً من 5 فتحاتٍ مستندةٍ استناداً بسيطاً وبطولٍ كاملٍ قدرُه 165 متر بينَ المسندين الطَّرفيَّين. ضمَّ الجسرُ مسارين لمرورِ السيَّاراتِ بكلِّ اتِّجاهٍ، على ارتفاعٍ يقاربُ 24 متر فوقَ سريرِ النَّهرِ. في الخامسِ من أبريل عامَ 1987 وأثناءَ حدوثِ أسوأ فيضانٍ عرفتهُ المنطقةُ منذُ سنواتٍ انهارَ الجسرُ متسبِّباً بمقتلِ 10 أشخاصٍ و بخسارةِ أربعةِ سيَّاراتٍ وشاحنةٍ. التَّغيُّرُ المفاجئُ بمسارِ الطَّريقِ السَّريعِ الذي كانَ يصلُ طرفي منطقةِ الكريك ببعضها بواسطةِ هذا الجسر أدَّى إلى انقطاعِ الأعمالِ التِّجاريَّةِ وجذبِ الانتباهِ إلى انهيارِ منشأةِ الجسرِ التي لم يعد بالإمكانِ تمييزُها.
- أكدَّت التَّحقيقاتُ أنَّ السَّببَ الرَّئيسيَّ وراءَ انهيارِ الجسرِ هوَ الحتُّ الذي لحقَ بالرَّكيزةِ التي يستندُ عليها الجسرُ. شكَّلَ استخدامُ كومٍ صخريٍّ خشنٍ خطَّ الدِّفاعِ الأوَّلِ للجسرِ ضدَّ الحتِّ، وتمَّ تشكيلُهُ بواسطةِ عددٍ كبيرٍ منَ أحجارِ المقالعِ ذاتِ الشَّكلِ الموشوريِّ القائمِ لمنعِ تدحرجِها بمياهِ الفيضانِ. في بدايةِ عامِ 1955 لوحظت شقوقٌ شاقوليَّةٌ في قاعدةِ ركائزِ الجسرِ. وفي عامِ 1957 تمَّ التَّدعيمُ بوضعِ عنصرٍ من الاسمنتِ المسلَّحِ تسليحاً كثيفاً بسماكةِ 0.9 متر على جميعِ قواعدِ الرَّكائزِ لمقاومةِ حدوثِ أيِّ تشقُّقاتٍ إضافيَّةٍ. في كلٍّ من عامي 1983 و 1986 تمَّ إجراءُ تفتيشٍ على قواعد الرَّكائزِ ولكنَّ منسوبَ المياهِ المرتفعِ في العام الثَّاني حالَ دونَ السَّماحِ بإجراءِ فحصٍ تفصيليٍّ ودقيقٍ.
- خلالَ فيضانِ شهرِ أبريل 1987 أزالَ الحتُّ التَّدعيمَ في القسمِ الجنوبيِّ للقواعدِ ممَّا أدَّى إلى تشكُّلِ إجهاداتِ شدٍّ وانعطافٍ في أعلى القاعدةِ مسبِّبةً في نهايةِ الأمرِ انكساراً في القاعدةِ وانكساراً عبرَ الأساسِ الذي كانَ يربطُ العامودين ببعضهما، ممَّا نتجَ عنهُ خسارةُ المسندِ بينَ الفتحةِ الثَّالثةِ والرَّابعةِ.
- الدُّروسُ المتعلَّمةُ من هذه الحادثةِ:
1- الانهيارُ بسببِ الحتِّ الذي أصابَ هذا الجسر أكَّدَ على أهميَّةِ التَّحقُّقِ من أنَّ أساساتِ الجسرِ موضوعةٌ على عمقٍ كافٍ لتجنُّبِ خسارةِ استطاعةِ المسندِ النَّاتجةِ عن الحتِّ حولَ الأساسِ.
2- فيضانُ النَّهرِ خلالَ الكشفِ عن الجسرِ عامَ 1986 حالَ دونَ إجراءِ كشفٍ دقيقٍ.
3- كانَ يجبُ على الأشخاصِ المسؤولين عن مراقبةِ الجسرِ إعادةُ فحصِ الجسرِ بعدَ انحسارِ الفيضانِ، كما كانَ بإمكانهم إجراءُ فحصٍ دقيقٍ وشاملٍ للأعمدةِ والأساساتِ.
4- استمرارُ مشكلةِ الحتِّ وتسبُّبها بانهيارِ الجسورِ زادَ الاهتمامَ بالتِّقنيَّاتِ المطوَّرةِ والمحسَّنةِ للقيامِ بأعمالِ الكشفِ تحتَ الماءِ.
5- منَ الضَّرويِّ أن نتوقَّعَ بدقَّةٍ تأثيراتِ الحتِّ، وأن نصمِّمَ الجسورَ بحيث تقاومُ هذه التَّأثيرات.
6- أهميَّةُ اختيارِ العاصفةِ الحديَّةِ المناسبةِ التي تُصمَّمُ عليها الجسورُ المقامةُ فوقَ المجاري المائيَّةِ.
7- الحاجةُ إلى القيامِ بأعمالِ كشفٍ دوريَّةٍ على المنشآتِ السَّطحيَّةِ والمطمورةِ وعناصرِ الجسرِ الواقعةِ تحتَ سطحِ المياهِ.
8- أهميَّةُ تأمينِ حمايةٍ مناسبةٍ وكافيةٍ ضدَّ التآكُلِ حولَ الرَّكائزِ الطَّرفيَّةِ والوسطيَّةِ المعرَّضةِ للحتِّ.
المصادر: