الفيزياء والفلك > علم الفلك
SpaceX تنجح في إعادة أكبر صواريخها للمرة الثانية إلى الأرض
بتأريخ الثّالثّ والعشرون من حزيران أطلقت شركةُ الفضاء الخاصة سبيس أكس (SpaceX) صاروخَ فالكون 9، ليضع القمر الصّناعي البلغاري BulgariaSat-1 في المدار الأرضي، أوّل قمر صناعي للاتّصالات الثّابتة في تأريخ الدّولة البلغاريّة. أرّخت الرّحلة التّحليق الثّاني لصاروخ فالكون 9. في التّحليق الأوّل كان يقوم بالمُهمّة Iridium-1، والتي قام فيها بوضع عشر اقمارٍ صناعيّة تابعة لشركة الاتّصالات إيريديوم في المدار، منطلقاً من قاعدة فاندنبرغ الجّويّة مطلِع هذا العام.
أنجزت شركة سبيس أكس (SpaceX) مهمّتي الإطلاق والهبوط بنجاح، وكما ذكرنا تُعتبر هذه المُهمّة ثاني مُهمّة للقسم الأول من الصّاروخ الذي يحتوي الوقود ومعدات الصّاروخ الأساسيّة حيثُ هبط بنجاح في المِنصّة التي اسمُها "بالتأكيد لا زلت أحبك" Of Course I Still Love You وهي سفينة ذاتيّة القيادة تابعة للشّركة تقع في المُحيط الأطلسي، وذلك بعد إقلاعه بمدّة قصيرة من مِنصّة كاب كانافيرال في ولايّة فلوريدا.
تُعتبر هذه المرّة الأولى التي يهبط فيها صاروخ فالكون 9 في قاعدتي الشّركة البحريتين حيثُ هبط الصّاروخ سابقاً في قاعدة اسمها "اقرأ التعليمات وحسب" Just Read the Instructions والواقعة في المُحيط الهادئ، بعدها استردت الشّركة الصّاروخ وقامت بتجديده خلال الأشهر اللاحقة لتقوم بعدها بإطلاقه في حزيران الماضي، حيثُ وضع أوّل قمر صناعي بلغاري في مداره والذي يحتوي مزوّد الخدمة للقنوات التّلفازيّة بلساتكوم Bulsatcom.
تُعد هذه المرّة الثّانيّة عشر التي قامت فيها الشّركة بهبوطٍ ناجح للقسم الأوّل لهذا النّوع من الصّواريخ من أصل سبعة عشر محاولة، كما تُعتبر المرّة السّابعة التي تُجري فيها الشّركة عمليّة الهبوط في عرض البحر. ولكن عمليّة الهبوط هذه لم تكن سهلة لأن الصّاروخ كان يجب أن يدفع القمر البلغاري إلى مدارٍ مُرتفع لذلك بذل القسم الأول من الصّاروخ مزيد من الحرارة والطّاقة خلال عمليّة إعادة دخولِه للمجال الأرضي على حد تعبير الرّئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك في تغريدة له على حسابه في موقع تويتر، كما حذر ماسك من وجود احتماليّة كبيرة في عدم قُدرة معزّز الصّاروخ على العودة إلى الأرض.
أضاف ماسك بعد هبوط الصّاروخ بسلام أنَّ مُعزّز الصّاروخ استخدم كل إمكانيات (الوحدة الأساسيّة لتخفيف الصّدمة الطّارئة) والتي ساعدت على تسهيل عمليّة الهبوط. يطمحُ ماسك على المدى البعيد إلى إعادة استخدام أجزاء كثيرة من صاروخ فالكون 9، إعادة استخدام الصّواريخ هي وسيلة مُهمّة لخفض تكاليف الإطلاق، حيثُ درجت العادة من قبل أن يتم التّخلص من الكثير من الأجزاء أو إعادة بناءها من جديد بكلفة تصل لملايين الدّولارات. في حين أنّ الشّركة سبيس أكس تُعيدُ استخدام القسم الأوّل من الصّاروخ الذي ينفصل عن باقي أجزاء الصّاروخ ويعود إلى الأرض ويهبط إما على مِنصّة أرضيّة أو بحريّة.
يُذكر أن الشّركة أعادت استخدام أوّل صاروخ من نوع فالكون 9 في آذار الماضي كما أعادت استخدام حاويّة الحُمولة "الجّزء المخروطي من الصّاروخ"، مطلع شهر حزيران في مُهمّة فضائيّة لكبسولة الشّحن دراغون Dragon cargo capsule.
مع نجاحاتها المُبهرة المتواليّة وإثباتها إمكانيّة إعادة استخدام الصّواريخ في مهمات فضائيّة إلا أن قصّة شركة سبيس إكس لا زالت في بدايتها وفي جُعبتها المزيد من الإنجازات التي تنوي إذهال العالم بها ونحن دائماً متشوقون لمتابعتها والحديث عنها.
المصادر:
1 - هنا
2 - هنا