الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة
حرارةٌ أعلى وذوبان ثلوجٍ أبطأ! كيف ذلك؟
تعتمد العديد من مناطقِ الأرض على الثّلوج كمصدرٍ للمياه، من خلال ذوبانها في فتراتٍ معيّنة من السّنة، إلّا أنّ هذا المصدر يعدُّ من أكثر المظاهرِ الأرضيّة تأثُّـراً بالاحترار العالميّ، من خلال تغييره لأنظمةِ تجمُّد الثلوجِ وذوبانها، إذ يؤدّي ارتفاع درجات الحرارة إلى تباطُؤ ذوبان تلك الثلوج بدلاً من تسارُعِه، ممّا سيؤدّي إلى نتائجَ كارثيّةٍ على سكّان المناطق الثلجيّة.
فقد أظهرت دراسةٌ حديثةٌ من المركز الوطنيّ لأبحاث الجو في بولدر، كولورادو أنّ ارتفاعَ درجات حرارة الأرض سيؤدّي -على عكسِ ما هو متوقّع- إلى ذوبانٍ بطيءٍ للثلوج، ذلك أنّ هذا الارتفاع سيقلّل سماكة الثلوج على سطح الأرض ويؤدّي لتشكيل طبقةٍ رقيقةٍ منها، وهذه الطَّبـقة لن تصمدَ حتّى نهاية فصل الربيع حيث تكون معدّلات الذوبان مرتفعة، بل ستذوبُ خلال فصل الشتاء وبداية فصل الربيع بدلاً من ذلك، في الوقت الذي تكون فيه درجات الحرارة الليليّة منخفضة والتعرّض لضوء الشمس قليل، فينتجُ عن ذوبانها القليل من الماء بدلاً من تدفُّقٍ مفاجئ، وبالمجمل فإنّ ارتفاع درجات الحرارة سيؤدّي لذوبانٍ بطيءٍ للثلوج لكنّه ذوبانٌ مبكِّرٌ!
تأثير هذا التغيُّر
سيؤثّر معدّل الذّوبان البطيء سلبيّاً على النظام المائيّ في المناطق الّتي تعتمد على ذوبان الثلوج في فتراتٍ مُعيّنة من السنة للحصول على الماء، كالمناطق الغربيّة من الولايات المتّحدة الأمريكيّة، إذ تكون الطبقات الرقيقة من الثلوج أكثرَ عرضةً للتبخُّر مباشرةً او للامتصاص من النباتات، ممّا يَحوْل دونَ تشكيلها لمجارٍ مائيّةٍ مستمرّة أو وصولها لمستودعاتِ المياه الجوفيّة.
الأثرُ الإيجابيّ الوحيد لهذا التغيّر هو أنّ سكّان الجبال القاطنين بجانب مجاري الأنهار لن يتأثّروا بعد الآن بالفيضانات كونها لن تحصل، وهنا يكمن الأثر السلبيّ الآخر، لأنّ عدم فيضان الأنهار يعني انخفاض منسوبها بشكلٍ دائمٍ ممّا سيؤثّر على الأنظمة البيئيّة والتجمّعات السكنيّة المُعتمِدة على تلك الأنهار.
وقد أشار الباحث فيليب مارش Philip Marsh من جامعة وولفريد لورييه في أونتاريو، كندا إلى أنّ وتيرة هذه التبدّلات تزداد يوماً بعد يوم، وتدفعهم إلى التعمّق في دراستها كونها تؤثِّر بشكلٍ كبيرٍ في العديد من مؤشِّرات الحياة الأخرى. حيث يتعلم الباحثون المزيد عن تعقيدات التفاعلات بين المناخ والثلوج ويصقلون نماذجهم لأخذها بالحسبان إذ أنّ هذه التفاعلات أكثر تعقيداً ممّا كان يُعتَقَد.
المصدر