الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
اللحوم وخطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي
مرض الكبد الدهني غير الكحولي (Non-alcoholic fatty liver disease (NAFLD هو تراكم الدّهون في الخلايا الكبديّة لأسباب لا علاقة لها باستهلاك الكحول. وعلى الرغم من أنّ الكبد يحتوي على كمياتٍ من الدهون عند الأصحاء، إلا أنّ تجاوز هذه الكميةِ لـ5-10% من الوزنِ الكلّي للكبد يشيرُ إلى الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، والذي يعدّ من الأمراض الخطرة التي يمكن أن تُؤدّي إلى تشمّع الكبد وتُسهم في إضعافِ وظيفة الكبد وإصابتِهِ بالسرطان. كما يعتبرُ عاملَ خطورةٍ للإصابةِ بدّاء السكري النّمط الثاني، وتصلّب الشرايين، وأمراض القلب والأوعية الدمويّة الأخرى.
ولأن نمط حياتنا يرتبط دائماً بما نتعرّض له من حالاتٍ صحيةٍ، نجد أن السُمنة تمثّل إحدى أهم عوامل الخطورة للإصابة بـ NAFLD. ويعدّ خفض الوزن في مراحل المرض المبكرة كافياً أحياناً لمنعِ تطور المرض وإلحاق الضرر بالكبد. وبحسبِ الدّرَاسات الحديثة، تلعب أنواعُ الأطعمة التي نأكلها دوراً في حدوثِ وتطور المرض، ومع ذلك لم يتم حتى الآن وضعُ مبادئَ توجيهيّةٍ غذائيةٍ محدّدة.
وفي هذا السياق، قامت مجموعةٌ من الباحثين بدراسةِ تأثير المكونات الغذائية على 3440 بالغاً مسنّاً من المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي NAFLD، وكان 30% من المشاركين نحيفين، و70% منهم يعانون من زيادة الوزن. وتم تقييم النظام الغذائي باستخدام استبيان لتكرارِ تَنَاولِ مجموعة من العناصر الغذائيّة يبلغ عددها 389 عنصراً. وباستخدامِ الفحص بالموجات فوقِ الصوتية، تبيّن أنّ 35% من المشاركين مصابون بـ NAFLD.
وبمجرّد الانتهاءِ من التحليل، وجد الباحثون بعض الارتباطاتِ الهامّة بين النظام الغذائي وخطر NAFLD والتي كانت أكثر وضوحاً عند الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن. وقد ارتبط إجمالي كميةِ البروتينات المستهلكة بزيادةِ خطر الإصابة، وخاصةً في حالةِ البروتين الحيواني. ويتماشى ذلك مع الفرضيّةِ المقترحةِ مؤخراً والتي تقول أنّ اتّباع حميةٍ غذائيّةٍ غربيةٍ غنيّةٌ بالبروتينات الحيوانية والمواد الغذائية المكررة، يمكن أ، يسبب خللاً في توازن الجسم واستتبابه بدرجاتٍ منخفضة، بالإضافة إلى اضطراباتٍ في استقلاب الجلوكوز والتوازن الحمضي القلوي.
أمّا بالنسبة لتناول الأغذية الحاوية على الفركتوز وخطر NAFLD فيمكنكم الاطلاع على مقالنا التالي هنا.
المصدر: هنا