الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
خل التفاح وداء السكري.. ادعاءات وإيضاحات!
على الرغم من عدم وجود دليل علمي يثبت فوائد خل التفاح، إلا أنه لا زال يتمتع بسمعةٍ طيبةٍ أدّت إلى استخدامه بكثرةٍ عبر السنين الطويلة. ولكن دليلاً علمياً مُثبتاً قد أشار لوجود بعض الفوائد لخل التفاح في ضبط داء السكري بنوعه الثاني.
وبحسب الدراسات فإن هناك إمكانيةً لإنقاص سكر الدم عند تناول كمية لا تزيد عن الأونصةِ الواحدة (أي ما يُعادل ٢٨ ملليتراً أو ملعقَتَي طعامٍ) من خل التفاح بعد وجبةٍ غذائيةٍ غنيةٍ بالكربوهيدرات، وذلك لدى المصابين بداء السكري أو من هُم في مراحل مبكرة منه، إضافةً إلى وجود تأثيرٍ مشابِهٍ لدى الأشخاص السليمين أيضاً.
كما وُجد أن تناول ملعقتَين من خل التفاح مع وجبةِ جبنٍ خفيفة قبل النوم تنقص من مستويات سكر الدم الصباحي، مما يشير إلى قدرة خل التفاح على إنقاص مستويات سكر الدم الصيامي – ويُقصدُ به مستوى السكر الذي يُقاس بعد مرور ثمان ساعاتٍ دون تناول أي طعامٍ أو شراب عدا الماء - والذي يعتبر أحد مؤشرات حالة سكر الدم لدى الشخص.
ويرجح التأثير المذكور إلى وجود مركبٍ في خل التفاح يدعى بحمض الخل Acetic acid والذي يقلل معدّل تفكك السكريات المعقدة إلى سكريات بسيطة في الدم، مما يُطيل زمن انتقالِه من الدم إلى الخلايا وستيح الفرصة لاستقرار مستوياته والحد من ارتفاعه.
ماذا عن السكري من النوع الأول؟؟
على عكس فائدتِه لمرضى داء السكري من النوع الثاني، وُجد أن خل التفاح قد يضر بمرضى السكري من النوع الأول!! فلماذا يحدث ذلك؟
يعدّ الهضم غير الكافي للطعام أحد الاختلاطاتِ الشائعةِ لدى مرضى السكري، ويسمى بخزل المعدة أو تأخر الإفراغ المعدي، ويشير إلى بقاء الطعام في المعدة لفترةٍ طويلةٍ من الوقت دون هضم، مما يعيق قدرة الجسم على ضبط مستوى سكر الدم. وقد وجد فريقٌ من الباحثين في السويد أنّ خل التفاح يُساهم في إطالة مدة بقاء الطعام في المعدة دون هضم لدى مرضى السكري النمط الأول، مما يعود عليهم بنتائج سلبيةٍ لا تُحمدُ عُقباها.
يُعاب على هذه الدراساتِ أنها اعتمدت على عيّناتٍ صغيرةٍ نسبياً، ولذلك يبقى موضوع تناول عينةٍ أكبرَ في الأبحاث المستقبلية أمراً لا بدّ منه قبل التمكن من تعميم هذه النتائج على نطاقٍ واسع.
يُذكر أن أيَّ تأثيرٍ ملحوظٍ لخلّ التفاح على مستوى سكر الدم لم يتجاوز تأثير الحمياتِ الغذائيةِ الصحيحةِ والمتوازنةِ والمترافقةِ بالممارسة المنتظمة للرياضة.
يبقى خل التفاح شائع الاستخدام في العديد من المطابخ العالمية، فهو يصلح لتتبيل السطات، والصلصات، والشوربات، وعند نقعِ اللحوم لتطريتها. كما يعمدُ البعض إلى شربِه وحدَهُ أو ممزوجاً مع الماء بمقدار ملعقة لملعقتين، ويفضل أن يكون ذلك قبل الطعام وخاصة قبل آخر وجبةٍ في اليوم. ولكننا نُذكّر بضرورة عدم تناول الخل دون تخفيفه كي لا يسبب تخرشاً في جدار المعدة أو تلفاً لميناء الأسنان. كما يفضل عند الشراء أن نبتعد عن الأنواع ذات المظهر الرائق وأن نختار الأنواع العكرة وغير الصافية والتي تحتوي على ركيزة الخل Mother of vinegar وتكون ذات قيمةٍ غذائية أعلى.
المصدر: هنا
الدراسات المرجعية:
1 - هنا
2 - هنا
3 - هنا
4 - هنا
5 - هنا
6 - هنا
7 - هنا
8 - هنا
9 - هنا
10 - هنا
11 - هنا
12 - هنا
13 - هنا