الطب > مقالات طبية
مرض الشريان السُباتي
مرض الشريان السُباتي هو مرضٌ ينتج عن تراكم مادةٍ شمعية داخل الشرايين السباتية تدعى باللويحة، يؤدي تراكمَ هذهِ اللويحات في الشرايين إلى انغلاقها بشكل كليٍّ أو جزئي مما يسبب نشوء السكتات. يمتلك الإنسانُ شرياناً سباتياً مشتركاً واحداً في كل جهة من عنقه. يتفرع من الشريان السباتي المشترك شريانان هما: الشريان السباتي الداخلي والخارجي. الشرايين السباتية الداخلية تقوم بتوريد الدم المؤكسج (الحامل للأكسجين) إلى الدماغ. أما الشرايين السباتية الخارجية فهي تقوم بتوريد الدمِ الغني بالأوكسجين إلى الوجه، وفروة الرأس، والرقبة.
يعتبر مرض الشريان السباتي خطيراً لأنه يمكن أن يسبب السكتة الدماغية، التي تحدث إذا ما تم انقطاع تدفق الدم إلى الدماغ، وإن تجاوزت هذه المدة 4 دقائق، فسوف تبدأ خلايا الدماغ بالموت. يضرُّ هذا الأمر بطبيعة الحال أجزاء الجسم التي تتحكم فيها هذه الخلايا المتضررة. وقد يكونُ هذا الضررُ دائماً مما يؤدي إلى حصول مشاكلٍ في الرؤية أو النطق وقد يتجاوزها الأمر إلى الشلل أو حتى الموت.
يمكن أن يؤثرَ تصلّب الشرايين على أي شريان في الجسم. فعلى سبيل المثال، قد تتراكم اللويحات في الشرايين التاجية في القلب مما يؤدي إلى سكتة قلبية، أما تراكمها في الشرايين السباتية فقد يؤدي إلى سكتة دماغية.
بالتالي تحدث السكتة الدماغية إذا تشكلت جلطات الدم في الشرايين السباتية. يمكن أن يحدث هذا الأمر إذا ما انشقت أحد اللويحات من جدار الشريان أو تمزقت عنه. فعندها تقوم الصفائح الدموية بالالتصاق بموقع الإصابة وتتجمع معاً لتشكيل جلطات الدم التي بإمكانها إغلاق الشريان السباتي جزئياً أو كلياً.
يمكن لقطعة من اللويحة المتشكلة أو من الجلطة الدموية أيضاً أن تتمزق مبتعدة عن جدار الشريان السباتي وتنتقل عبر مجرى الدم لتصل بنهاية المطاف لأحد شرايين الدماغ الصغيرة، مما يؤدي إلى انسداده وعرقلة وصول الدم إلى الدماغ وحدوث السكتة الدماغية.
قد لا يسبب مرض الشريان السباتي أي علامات أو أعراض حتى انغلاق الشرايين السباتية لدرجة حرجة. فبالنسبة لبعض المرضى تكون السكتة الدماغية هي أول أعراض المرض.
لكن ماهي مسببات التي تؤدي إلى حدوثه؟
يبدأ المرض بالتشكل عند حصول أذى للطبقات الداخلية لجدار الشريان السباتي. ومن أهم العوامل التي تساهم بهذا الضرر هي التدخين، ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع سكر الدم الناتج عن مقاومة الانسولين او مرض السكري.
من الجدير بالذكر أيضاً أن احتمالية حدوث المرض تزداد بازدياد العمر، كما أن الأشخاص ذوي الوزن الزائد او المصابون بالسمنة المفرطة أكثر عرضة للإصابة به.
أعراض المرض:
1- أثناء القيام بالفحص السريري، قد يستمع الطبيب إلى الشرايين السباتيّة باستخدام السماعة الطبية. وفي حال سماع صوت غير طبيعي - وهو ما يدعى بالـ (لغط أو النفخة*) – فإن ذلك قد يوحي بوجود تغير في تدفق الدم داخل الشريان سببه تراكم اللويحات. ويجب الإشارة إلى أن هذا الصوت لا يتواجد بالضرورة عند جميع المرضى.
2- سكتة دماغية عابرة Transient Ischemic Attack: تعتبر السكتة الدماغية العابرة بالنسبة لبعض المرضى أول علامة على مرض الشريان السباتي. فخلال السكتة الدماغية الصغيرة، قد يكون لديك بعض أو كل أعراض السكتة الدماغية. ومع ذلك عادة ما تختفي الأعراض من تلقاء نفسها في غضون 24 ساعة. تشمل أعراض السكتة الدماغية العبرة ما يلي:
- صداع حاد ومفاجئ بدون سبب معروف
- الدوخة أو فقدان التوازن
- عدم القدرة على تحريك واحد أو أكثر من الأطراف
- مشكلة مفاجئة بالرؤية في إحدى أو كلتا العينين
- ضعف مفاجئ أو خدر في الوجه أو الأطراف، وغالباً في جانب واحد فقط من الجسم
- مشكلة في التحدث أو فهم الكلام
السكتة الدماغية العابرة هي علامة تحذير بأنك في خطر كبير قد يعرضك لسكتة دماغية. يجب عدم تجاهل هذه الأعراض والاتصال مباشرة بالإسعاف حتى إن توقفت هذه الأعراض أو دع أحداً يصطحبك إلى أقرب مشفى دون أن تقود السيارة بنفسك.
السكتة الدماغية Stroke: التي تكون بأعراض مشابهة لأعراض السكتة الدماغية العابرة ولكن بنتائج أسوأ.
تشخيص المرض:
يقوم الطبيب بتشخيص المرض بالاعتماد على تاريخك الطبي، الفحص البدني، ونتائج الاختبارات المختلفة.
من الاختبارات التشخيصية:
- الأمواج فوق الصوتية: هو الاختبار الأكثر شيوعا لتشخيص وجود مرض في الشريان السباتي، وذلك كونه غير مؤلم ويستخدم الأمواج فوق الصوتية لخلق صور من داخل الشريان السباتي.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- التصوير الطبقي المحوري.
علاج المرض:
1- تغيير نمط الحياة بما يناسب صحة القلب. يتضمن ذلك:
- تناول الطعام الصحي
- الوصول إلى وزن صحي
- النشاط البدني
- الاقلاع عن التدخين
2- الأدوية
- الأسبيرين أو كلوبيدوغريل (مضادات تخثر)
- أدوية مخفضة لمستوى الكوليسترول
- أدوية مخفضة لضغط الدم، أو لسكر الدم
3- قد يحتاج بعض المرضى لإحدى التدخلات الجراحية التالية في حال ظهور أعراض مرتبطة بتضيق السباتي:
- استئصال باطنة الشريان السباتي: ويكون بشكل أساسي للأشخاص الذين تم انغلاق الشرايين السباتية عندهم بنسبة 50% أو أكثر. في هذا الإجراء، سيقوم الجراح بإجراء شق في العنق للوصول إلى الشريان السباتي المتضيق. ثم إجراء قطع في الجزء المتضيق من الشريان وإزالة بطانة الشريان الداخلية التي تمنع تدفق الدم.
- كإجراء جراحي آخر، قد يقوم الأطباء بما يدعى برأب الشريان السباتي لتوسيع الشرايين السباتية واستعادة تدفق الدم إلى الدماغ حيث يتم ربط أنبوب رقيق مع بالون مفرغ على نهايته وإدخاله إلى الشريان السباتي المتضيق. عند وصوله للمكان المناسب، يتم نفخ البالون لدفع اللويحة نحو الخارج. يتم بعدها وضع الدعامات (شبكة صغيرة) في الشريان لدعم جدار الشريان الداخلي مما يمنع تضيق الشريان أو سده مرة أخرى.
الحاشية:
اللغط أو النفخة Bruit: هو صوت غير طبيعي ينتج عن اضطراب في جريان الدم ضمن الأوعية الدموية.
المصدر: