التعليم واللغات > اللغويات
إلعب وامرح وكن مدرساً مثالياً!
أثبتَ باحثونَ من جامعةِ نوتينغهام أن لعبَ الألعابِ البسيطةِ باستخدامِ الكلماتِ والصور يساعدُ الناسَ على تعلمِ اللغةِ بشكلٍ أسهل.
فقد أظهرتْ الدراسةُ المنشورةُ في المجلةِ العلميةِ PLOS ONE أنَّ المرحَ واستخدامَ الأساليبِ غيرِ الرسميةِ لم يساعد المبتدئينَ على اكتسابِ اللغةِ فحسب، بل زادَ من فعاليةِ الطرقِ التقليديةِ في التعليم.
حيثُ أظهرتْ نتائجُ الدراسةِ أنَّ التعرضَ غيرَ الرسمي للغةِ من شأنهِ أن يلعبَ دوراً هاماً في تعلّمِ المفرداتِ الأجنبية. فمن خلالِ التعرضِ غيرِ المباشرِ للغةِ، يُمكنُ أن تحدثَ عمليةُ التعلمِ بشكلٍ عفويٍ و بطريقةٍ أقلَ جهداً. ويُمكنُ لأيِ شخصٍ يحاولُ تعلّمَ لغةٍ جديدةٍ أن يستفيدَ من نشاطاتِ الألعابِ البسيطةِ التي تَستخدمُ صوراً و كلماتٍ من هذهِ اللغة. كما يُمكنهُ أن يشاهدَ أفلاماً مترجمةً ويستمتعَ بمشاهدتها دونَ أن يُركّزَ فعلاً في عمليةِ التعلم. فقد أشارت نتائجُ الدراسةِ أنَّ القيامَ بنشاطاتٍ كهذهِ سيُسهلُ عمليةَ التعلمِ حتى بعدَ فترةٍ من تركها.
هناكَ العديدُ من الفوائدِ لتعلمِ لغةٍ أجنبيةٍ مثلَ تحصيل فهمٍ أفضلٍ لثقافةٍ أُخرى أو إيجادِ فرصِ عملٍ أفضلٍ في عالمٍ يزدادُ فيه تعددُ اللغات. ولكن على الرغمِ من كلِّ هذا يبقى اكتسابُ لغةٍ ثانيةٍ أمراً صعباً.
يعتقدُ الكثيرُ من متعلمِي اللغاتِ أنَّ التعلّمَ غيرَ المباشرَ عن طريقِ مشاهدةِ التلفازِ مثلاً أو قضاءِ وقتٍ في بلدٍ آخر والاندماجَ بثقافتهِ مفيدٌ جداً لتعلّمِ اللغة. وهذا ما أثبتتهُ دراسةُ نوتينجهام التي استخدمت كلماتٍ مكتوبةٍ ومنطوقةٍ من لغةٍ أجنبيةٍ بالإضافةِ إلى صورٍ تدلُ على معناها لاختبارِ عمليةِ اكتسابِ المفرداتِ الأجنبيةِ عندَ أشخاصٍ مبتدأين بشكلٍ كامل.
ففي المرحلةِ الأولى منَ الدراسةِ التي خضعَ لها ناطقونَ للانكليزيّة لايعرفونَ أيَ كلمةٍ من اللغةِ الويلزية، شاهدَ هؤلاء الأشخاص كلماتٍ ويلزية على شاشةِ حاسوبٍ ثمّ طُلبَ منهم أن يُشيروا فيما إذا ظهرَ حرفٌ معينٌ في كلِ كلمةٍ. كما سمعوا لفظَ تلكَ الكلماتِ ورأوْا صورةً تدلُ على معناها. لكن ملاحظةَ الصورِ ولفظِ الكلماتِ لم يكن جزءاً منَ المهمةِ المطلوبةِ منهم. فقد كانت شيئاً إضافياً وعرُضت بشكلٍ غيرِ مباشر.
أما في المرحلةِ الثانيةِ من الدراسةِ فقد طُلِبَ بشكلٍ مباشرٍ من المشاركينَ في الاختبارِ أن يتعلموا الترجمةَ الصحيحةَ للكلماتِ الويلزية. إذ عُرضَ عليهم أزواجٌ من كلماتٍ إنكليزيةٍ مكتوبةٍ و كلماتٍ ويلزيةٍ منطوقة، وكانَ عليهمُ الإشارةَ في كلِ مرةٍ فيما إذا كانتْ الكلماتُ الانكليزيةُ تمثلُ ترجمةً صحيحةً للكلمةِ الويلزية. بعد ذلك، أُعطيت لهم الإجاباتُ الصحيحة. ومن المهم الإشارةُ إلى أنَّ نصفَ الكلماتِ الويلزية التي مرت في المرحلةِ الثانيةِ كانَ قد تمَّ عرضها في المرحلةِ الأولى من الدراسة.
أشارت النتائجُ إلى أنَّ أداءَ المشاركينَ في الدراسةِ كان أفضلَ في ترجمةِ الكلماتِ التي عُرضت عليهم سابقاً بشكلٍ غيرِ مباشرٍ (دونَ هدفٍ تعليميٍّ مباشر) مما يعني أنّهم قد بدؤوا في تعلّمها قبلَ أن يُطلبَ منهم ذلك.
وقدْ لمسَ الباحثونَ أداءً أفضلَ في اختبارِ التعلمِ المباشرِ الذي تلا الاختبارَ غيرَ المباشر فوراً. وكذلكَ في الاختبارات تلتها بيومٍ وبأسبوع، فالكلماتُ التي حَفِظَها المشاركونَ لمدةٍ أطولَ كانت تلكَ الكلماتِ التي تعلمُوها بشكلٍ غيرِ مباشرٍ في البداية.
المصدر: