العمارة والتشييد > التصميم المعماري
ملعب آزادي في طهران، بوابة عبور المنتخب السوري إلى المونديال.
ملعب آزادي (Azadi) في طهرانَ هو الملعبُ الرئيس لمنتخبِ إيران الوطني ونادِيَيْ Persepolis و Esteghlal المحلّيين، أكبرُ ملاعب الشّرق الأوسط، يبعد حوالي 13 كم إلى الغرب من مركز مدينة طهرانَ على مقربةٍ من مطارMehrabad وتجاورهُ محطةٌ لقطارِ الأنفاق (المترو).
يقعُ الملعبُ ضمنَ مجمّعِ آزادي (Azadi) الرياضي ّالذي يحوي ملاعبَ تدريبيةً لكرة لقدم ومجمّعاً لرياضة رفع الأثقال ومرافقَ للسَباحة وملعباً مغلقاً لكرة الطائرة وملاعباً لكرة القدم الخماسيَّة والعديد من مرافق اللّياقة الأخرى، كما أنّه يُشرف على نهرٍ تجري ضمنه فعاليات رياضة التجديف.
افتُتح الملعبُ في 18 تشرين الأول من العام 1971 وشكل الحجر الأساسَ بالملفِّ الذي قدّمته طهران لاستضافةِ دورةِ الألعابِ الآسيوية عام 1974، كما شكّل الملعبُ أحدَ نقاطِ القوةِ بالملف الذي تقدمتْ به إيران في العام 1977 لاستضافة الألعاب الأولمبية عام 1984، حيث لم يكنْ بحاجةٍ سوى لتعديلاتٍ طفيفةٍ ليلائم الاشتراطاتِ الأولمبية حينها، وعلى أيةِ حال، فازتْ مدينة لوس أنجلس بشرفِ استضافةِ الألعابِ الأولمبيةِ عام 1984.
استضافَ الملعبُ عدداً من المبارياتِ الهامّة كنهائييْ بطولةِ دوري أبطالِ آسيا عاميْ 1999 و2002، وبطولتيْ كأسِ غربِ آسيا عاميْ 2004 و2008.
التصميم المعماري والطاقة الاستيعابية:
الملعبُ من تصميمِ المعماري (Abdolaziz Farmanfarmaian)، وبالرّغمِ من إنشائيَّتهِ الخرسانية البسيطةِ التي تُشبه الوعاءَ، يمتازُ الملعبُ بتصميمٍ جذّابٍ وتذكاري، بقشرةٍ خارجيةٍ مقوَّسةٍ ترتفع وتهبطُ تدريجيا لتبلغَ أعلى نقطةٍ بمنتصفِ الضِلعِ الطويلِ للملعبِ، وتحملُ هذه القشرةُ منصَّتين ضخمتينِ لجلوسِ الجماهيرِ تعلو إحداهما الأخرى، موجهتين نحو ساحةِ اللعبِ لتبدو المقاعدُ وكأنها تقعُ على جُرفٍ صخريٍّ شديد الانحدار.
للملعب ثمانيةُ مداخلَ مقعَّرةٍ ومفرغةٍ تتوزعُ على محيطِه، سبعةٌ منها بأبعادٍ متماثلةٍ أمّا المدخلُ الرئيسُ فهو أكبرُها، ويقعُ بمنتصفِ الضلعِ الطويلِ، يحيط بالملعبِ عندَ أعلى المدرجاتِ طريقٌ حلقيٌّ يتموّجُ مشابهاً لتموّجِ القشرةِ الخارجيّة ويرتبطُ بمنسوبِ الأرضيةِ المحيطةِ بالملعبِ بواسطةِ طرقٍ منحدرة (رامبات)، ويلعبُ دوراً بعمليةِ تخديمِ الملعبِ.
تبلغُ طاقةُ الملعبِ الاستيعابيةِ الأصليةِ 95225 متفرّجاً، وسُجِّل الحضورُ الجماهيريّ الأكبرُ في الملعبِ في أيلول من العام 1997م بعددٍ قارب 120ألف مشجعٍ حضروا لمشاهدةِ إحدى مباريات التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 1998 في فرنسا والتي جمعتْ بين المنتخبينِ الإيرانيّ والسّعوديّ، وانتهتْ المباراةُ حينها بالتعادلِ الإيجابي 1– 1.
في العام 2002، زُوِّدتْ المنصّةُ السفليةُ من الملعبِ بالمقاعدِ مما قلّصَ طاقته الاستيعابية لـ 84 ألفا، ولكن في المبارياتِ الكُبرى يتجاوزُ عدد الحضورِ هذه الأرقامَ بفارقٍ كبير، كما أُعيد زرعُ أرضيةِ الملعبِ وزوّدَ بنظامِ تدفئةٍ تحت الأرض، وفي العام 2004 استُبدلتْ لوحةُ النتائج بشاشةِ عرضٍ كبيرةٍ بمساحةٍ تُقاربُ 300 مترا مربعا وهو ما يجعلها إحدى أكبر شاشات العرض في العالم.
يُساهمُ تصميمُ الملعبِ بتضخيمِ الصوتِ المتَّجه نحو ساحةِ اللعب، وعليه يجدُ الفريقُ الخصمُ (الضيف) صعوبةً باللعبِ تحت وَطأة الضغط القادم من تشجيع الجماهير المُستمر كالهدير خصوصاً عند امتلاء الملعبِ، حيث يكونُ مُستوى صخَب التّشجيعِ مرتفعاً، مما جعله مصنفا كأحدِ أكثرِ الملاعبِ رعباً في آسيا.
في الخِتام نرجو التوفيق للمنتخب السوري بمباراته القادمة، ليحفر هذا الملعب في ذاكرةِ السوريين لأجيالٍ قادمة كونه شكّل بوابة عبورهم إلى المونديال العالمي للمرةِ الأولى بتاريخهم.
المصادر:
1 - هنا
2 - هنا
3 - هنا