الغذاء والتغذية > تغذية الأطفال
هل يمكن تعديل حليب الأم ليتلاءم مع حاجة الطفل الخديج؟
تعدّ ولادة الأطفال قبل اكتمالِ مدّةِ الحمل أمراً ذا أهميةٍ كبيرةٍ، إذ لا يقتصر تأثيرها على تطوّر الطفل فقط، بل يتعدّاه إلى التأثيرِ على جسم الأم الذي يجب أن يقوم بإنتاج المواد الغذائية اللازمة للرضيعِ المولودِ قبلَ أوانه.
وفي هذا السياق، أظهرَت دراسةٌ أُجريت في جامعة Aarhus الدنماركية أنَّ تركيبَ حليبِ الأم التي تَلِد ولادةً مبكّرةً يكون أكثرَ غنىً بالبروتينِ والدهون والكربوهيدرات بالمقارنةِ مع حليبِ الأمِ التي تَلِد بعد تمامِ الأسبوع الـ 37 من الحمل، وبمعنى آخر فإنَّ الحليب يعوِّض نقصَ تطوّرِ الطفل، ويؤّمن الحمايةَ للرضيعِ من خلالِ ضمانِهِ لاستعمارِ الأمعاءِ من قِبل الجراثيم المفيدةِ وليس الضارّة. كما أظهرت الفحوصاتُ أنًّ تركيبَ حليبِ المرأة التي تلدُ ولادةً مبكّرةً - والذي يحوي أغذيةً تعويضيّةً - يُصبح مطابقاً لتركيب حليب الأم التي أتمّت فترة الحمل بعد مرور عدةِ أسابيع على الولادة، ممّا يؤكّد أن التغيّر في التركيب كان مدفوعاً بضرورةِ تأمين احتياجاتِ الرضيع، علماً أن الفروقات لم تكن في المغذيات الكبرى فحسب، بل أيضاً في المغذيات الصغرى التي تتّسم عادةً بأهميتها الكبيرة للجسم والصحة والنمو.
وبما أنَّ نموَ الأطفالِ الخُدَّج يتطلّبُ احتياجاتٍ غذائيةٌ إضافيّةٌ خاصّةُ بهم، فإنّ تناولَ حليبٍ لم تنضجُ قدرتهم على هضمه يعتبر تحديَاً كبيراً وخاصةً في هذه المرحلة العمرية المهمة للنمو والتطوّر، ممّا يطرحُ تساؤلاً حول إمكانيةِ تعديل محتوياتِ حليب الأم من المغذيات الصغرى خاصّةً بعد الولادةِ مباشرةً، علماً أن إضافةً المغذياتِ الكبرى أمرٌ ممكن حالياً.
ويخطّط الباحثون لإجراء دراسةٍ تشمل عدداً أكبر من الأمهاتِ من أجل معرفةِ معلومات أكثرَ عن تطوّر الرضيع بالمقارنة مع محتوى حليبِ أمّه من المغذيات. وإذا ما تمكَّن الباحثون من متابعةِ الطفل لعدّة سنواتٍ، فإنّه من المحتمل لهم أن يتمكنوا من تحديدِ العوامل الموجودةِ في الحليب والمسؤولة عن تطوّرِ الطفل، وتدعيم الحليب بطريقةٍ أفضل.
المصادر:
الدراسة المرجعية:
Ulrik K. Sundekilde، Eimear Downey، James A. O’Mahony، Carol-Anne O’Shea، C. Anthony Ryan، Alan L. Kelly and Hanne C. Bertram. The Effect of Gestational and Lactational Age on the Human Milk Metabolome. Nutrients 2016، 8(5)، 304